زفرات قُبيل الإمتحانات
غريبة تلك الدنيا، تأخذ ولا تعطي... فقط
تستنزف كل ماتطاله يدها ولا نهاية لمطامعها.....
فهلّا هدأت ولو لبرهة فأقرر ما سأفعله بشأنها.......؟!
ما إن تخطو وراء أصغر وأدني شهواتها وتُراك هويت فيها دون أن تشعر وتتمادى معها دون كلل أو ملل ..... وكأنما زلت قدماك وأنت على قمة جبل شاهق شديد الإنحدار فلا يتطلب سوى هفوة واحدة وتجد نفسك قد وصلت للقاع وبكل أسى لا تدرك حالك في تلك اللحظات وتغشو عقلك غشاوة فلا تدري وتفيق إلا وقدمضى عليك زمن في مكانك.... حينها ترى الحسرة والندم وتتسائل كيف هويت.........؟!
بعدكل ما فعلته وثابرت كيف أن حدث لي ذلك......؟!
وأمامك حينها طريقان أحدهما، أن تنغمس في حسرتك وندمك وتظل في القاع تتصارع ذكرياتك بكل ما كنت قد حصلته من أمجاد وفي لحظة غمرتها السيول فلا أثر لها .........وتظل هكذا للأبد أو ربما تفيق سريعاً من ضلالتك وتعُدالعدة وتجهز الزاد وتنطلق براحلتك راجعاً لطريقك فهنيئاً لك إن كنت كذاك الإنسان منلا تغلبه همومه أو ينساق خلف أوهامه المنسية...
أتسائل أحياناً كيف يُمكن لإنسان أن ييأس بعد أن سمع خالقه يدعوه ( لا تقنطوا من رحمة الله ) وأحياناً أراني وقد غلب عليّأمري ونسيت كيف أن رحمة الله وسعت كل شيء....... اللهم اجعل حُبك أحب إليّ من نفسي ومالي ومن الناس أجمعين.
بعض الناس يستمتعون بكونهم محل نظر الأخرين وأن الناس ماهم إلاكائنات تقل عنهم في العقل والقدرات المالية ولا يقدمون لمن حولهم أي شيءفهم يعتقدون أن هؤلاء الرعاة سيَهُبّون إليهم دائما وهم ذوي الشأن كما يعتقدون أرفع من أن يتقربوا أو أن يطمأنوا علي من أسفلهم بنظرهم............. رغم ما انتشر بين الناس من ديمقراطية وأفكار عن المساواة إلا أن معظم الناس مازالوا يتعاملون بتلك الطباع والمفاجئ في الأمر أنهم ليسوا بالقللين بل في الوقع عددهم يكثر يوما بعد يوم ...... فهل طبائع النفس البشريةهي من تدفعهم لذلك أم هناك سبب آخر لأفعالهم......؟!
لا أدري هل يعلمون بذلك أم لا............؟
ولكنكَم من فقير فاق كرمه ما تحوية خزائن الملوك.....
وكم من يتيم بلغ من العلم ما لم يبلغه السلاطين ............
وكم من معاق قدم للدنيا ملا تتحمله العقول...........
فهل ترون أن هذه صُدف أم أن تحفظكم وإزدراؤكم للناس هوما سيرفع شأنكم وينهض بسيرتكم........... فاتقوا الله فما الدنيا إلا أيام وما أنتم إلا بعض من هذه الأيام فأحسنوا للخلق وتذكروا من أنتم........
.........................................
الإمتحانات
لفظ تهابه العقول وتقشعر لمسمعه الآذان،وذكره يقض من المهاجع الأبدان...كلمة تنتبه لها الألباب ويخشاها الصغير والكبير .... كلمة بذكرها ينقلب المنزلرأساً على عقب، تُغلق الأبواب وتهدأ الأصوات ولا تسمع إلا حفيف الأوراق بين أصابعك يهمسلك.....
جاء وقت الإمتحانات
وقت تنقلب فيه مبادئ الحياة الأزلية فيحدث ولأول مرةأن يسمع الكبير كلام الصغير ويطيع أوامره ...... فترى الأم تُعد ما يرغب من طعام وتسألهعن راحته بل وتُبعد كل من يقترب من غرفتك ويسارع الوالد يسألك عن ما تريدمن الخارج من كتب ومذكرات أو ترغب بعشاء خارج المنزل للترفيه عن نفسك ......وقتها فأنت ملك وإن لم تُدرك ذلك...............!
نسيت أن اذكر ما هو بغاية الاهمية عن كونك ملكاً بتلك الأيام فأنت الملك الآمر الناهي وأنت بغرفتك وعلى مكتبك وامامك كتبك الحبيبة ولكن ما إن تطأ قدمك خارج الغرفة إلا وتجد الدنيا عصفت في وجهك وصرت أقل حجماً من الفأر....... وتذكر انك أنت من خرجت من الباب فتركت ذلك يحدث لك .
.... فياله من باب....
باب حجرتي وقت الإمتحانات بداخله أكون ما لم أتخيل في حياتي(ملكاً) وبخارجه نفس الإحساس ولكن النتيجةمختلفة(فأراً) وتكون والدتي العزيزة بذلك الوقت هي الحارس الأمين لغرفتي والحاجب الخاص....وما إن تطأ قدمي الباب فتراني فأراً وتنهال عليّ بالسياط فأعود لحصني وخلوتي
وسط كتبي اللعينة.
فياله من هول ذلك الذي تبعثه تلك الكلمة .... فزع وإضطراب وكم يحلو النوم بتلك الأوقات وقراءة القصص ومشاهدة التلفاز حتي وإن لم تكن ترغبها من قبل ولكن بذلك الوقت يكون لتلك الأشياء متعة خاااااااااااااصة.
أتعجب مما تُحدثه تلك الكلمة من أثر على الفرد والمجتمع فهل هي بهذا القدرحقاً.................؟!
أكثر ما يثير حيرتي بتلك الأوقات هي كيفية التصرفات حيال حدوثها و الإهتمام الشديد والذي لا أراه متوافقاً معها فكيف أن ينهار البعض وتتبدل الأنظمة لمجرد ساعتين في غرفة معك فيه ورقتين إحداهما للإجابة والأخرى بها الأسئلة.... ساعتين فقط لا غير ألا ترون أنه لا يستحق ذلك الإهتمام، في حين أن حياتنا كلها ماهي إلا إمتحان ولكن على كل شيء بالإضافة أن موعده أيضاً ليس بمعلوم بإختلاف امتحانات الدراسة ولكن على النقيض فلا يُعيره الناس أي إهتمام وهو في الحقيقة أولى بأن يُعد له ويُخشى منه ومع ذلك فلا أرى من يُعطيه قدره كماامتحانات الدراسة .......؟!
فهل أنا مخطئة؟
من داخل غرفتي الصغيرة أبث تلك الكلمات قبيل إمتحاني ................
أحياناً أشعر بقلق شديد وخوف من الإمتحان ومما سأفعله فيه لا أعني إمتحان النظري ولكن الشفوي هو ما يرعبني وأحياناً أخرى أشعر بلامبالاةعنيفة وكأنني غير بشرية لا أدري أيهما أفضل ولكن لا ينتابني ذلك الأحساس فيمابينهما إطلاقاً أدعو الله أن ييسر لي بهذا الإمتحان وبكل شيء في حياتي اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
اللهم إني رضيت بما قسمته لي قبل أن أراه فيسر ليّ الخير وارزقني الصلاح في القول والعمل وأزل عثرتي وثبت حجتي وليكن الخير فيما قسمت بهليّ، ياأرحم الراحمين لك فوضت أمري ووجهت وجهي
فاجعل رضاك جزائي.