عرض مشاركة واحدة
قديم 05-30-2013, 02:28 AM   #4
عضو شرف في منتدى العاشق
 
الصورة الرمزية Žόяόşķί
رقـم العضويــة: 35063
تاريخ التسجيل: Feb 2010
العـــــــــــمــر: 38
الجنس:
المشـــاركـات: 8,050
نقـــاط الخبـرة: 5214
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Žόяόşķί
Gmail : Gmail

افتراضي رد: العدد الرآابـ‘ع من مجلة العاشق برعاية ج‘ـمٰعيـۃ العاشق آلحـرة







السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حديثنا في هذا العدد في فقرتنا الأدبية أحببنا أن يكون مختلفا بعض الشيء

فالكثير منا يحب الكتابة و يتمنى أن يمسك القلم و يكتب ما يشاء

لا سيما ذاك الفن المعروف باسم القصة أو الرواية, الذي يظنه البعض منا سهلا

رغم أنه في الحقيقة في منتهى الصعوبة و يحق فيه وصفنا له بالسهل الممتنع

لذا فكرت هذه المرة أن أضع لكم نبذه بسيطة حول هذا الفن

و مقوماته الأساسية التي تصل به إلي بوابة النجاح








هى سرد واقعي أو خيالي لأفعال معينه,

و
يقصد به إثارة الإهتمام و الإمتاع أو تثقيف السامعين أو القراء.

و يقول ( روبرت لويس ستيفنسون) - و هو من رواد القصص المرموقين-: ليس هناك إلا ثلاثة طرق لكتابة القصة؛

فقد يأخذ الكاتب حبكة ثم يجعل الشخصيات ملائمة لها،

أو يأخذ شخصية و يختار الأحداث و المواقف التي تنمي تلك الشخصية،

أو قد يأخذ جوًا معينًا و يجعل الفعل و الأشخاص تعبر عنه أو تجسده.













لابد أن يتمتع الكاتب دوما بخيال خصب و قدرة على تأمل كل شيء من حوله

و فهم عميق لكل شيء يدور حوله و قدرة كبيرة على ملاحظة الإنفعالات و النظرات و الحركات من حوله

لأن كل هذا سيمثل له مادة خصبه تمكنه من التعبير بسهولة و وضوح عما يريد أن يصفه أو يعبر عنه

و لقد قال أحد الكتاب ناصحا : إختبر في نفسك بديهة الطفل و رويّة الشيخ,

طوّر قابليتك على رؤية المخلوقات و الكائنات، أنظرها -كل حين- و كأنك تراها لأول مرة...

فاعتياد الرؤية يقتل الأشياء, يحنّطها، فاخرج من شرنقة الإعتياد و الروتين لتكون كاتباً متفرداً






لابد
للكاتب أن يقرأ و يقرأ و يقرأ , و المقصود هو قراءة العمل مرة بعد مرة, و لكن ما فائدة تكرار القراءة؟

غالبا القراءة الأولي تكون دوما للمتعة لذا تكرار القراءة لنفس العمل سيفيد الكاتب في التركيز على معرفة

مواطن الضعف و القوة في العمل, و يجعله ناقدا جيدا يبصر العيوب بسهولة مرة بعد مرة

مما يسهل له تلافيها أثناء الكتابة ,

كذلك يجعله يفهم بوعي أكبر كيف أبرز الكاتب مواطن الجمال التي راقت له كقاريء أثناء القراءة ؟

و لقد كان أحد الكتاب الفرنسيين يسأل نفسه هذه الأسئلة دوما بعد قراءته لكل عمل

ما الذي حبّب هذا الكتاب إلى؟ ما الذي كرهته فيه؟ ماذا أثارني فيه و حرك كوامن حزني؟

كيف انتهج المؤلف أسلوبه ذاك؟ هل الأسلوب سلس أو معقّد، مبهم أو واضح؟

كيف تمَّ بناء الشخصيات و هندسة الأحداث؟ هل الحوارات مقنعة و السرد وافٍ؟

هل هي ضامرة و شاحبة لم تروِ ظمأ و لا أشبعت فضولاً ؟






لابد قبل أن تبدأ في الكتابة أن يكون واضحا لك ماذا تريد أن تقول أو توصل للقاريء من كتابتك ؟

ربما أردت التعبير عن فكرة أو فلسفة معينه أو هدف أو لا شيء , المهم أن يكون لديك شيء تريد إيصاله

و لنا هنا مثال غريب بعض الشيء و هو الكاتب الصهيوني الملقب بالكاتب الكابوسي

- لأنه كان يعتمد على إيصال المعاناة و الضيق عبر كتاباته إلي القاريء - و كان دوما هكذا في كل كتاباته

حتى قال عنه الفرنسي جان جينيه :

"يا له من حزن ! لا شيء يمكن فعله مع كافكا هذا، فكلما اختبرته و اقتربت منه أراني أبتعد عنه أكثر"

و هذا يدل على براعة الرجل في إحباط القراء و نقل ما يشبه كابوس حقيقي إليهم

و بالطبع هذا هدف سيء و لم أضربه مثل لنقتدي به و إنما لنرى كيف كان بارعا في إيصال هذا الإحباط

للقراءلأن لديه هدف و فكرة راسخه أراد أن يوصلها من البداية






غرفة ريفية عادية , بيت على سفح جبل , شاطيء البحر , غرفة مكتب , لا يهم أين تجلس و أنت تكتب ؟!

المهم هو أن لا تقيد نفسك بمكان محدد تجلس فيه لتكتب, و أن تكتب في المكان الذي ترتاح فيه فقط

و على الوضعية التي تريحك أنت , فابتعد عن تقليد غيرك في هذا الشيء

لأن لكل إنسانشخصيته و نحن لسنا متشابهين جميعا
و لا تُعر انتباهاً لمن ينصحك في مثل هذه الجزئية،

فهناك من المبدعين من كان يكتب و لو على ورقة سجائر كما أن منهم من لا يكتب إلا و هو على مكتب رائع

و خلاصة القول أنه لو كان بداخلك شيء فسيخرج في أي ظرف و تحت أي ضغط..

و إذا لم يكن هناك شيء فمهما فعلت و وفرت له الظروف فصدقني ستتعب و لن تجني شيئا مفيدا







للقصة أنواع مختلفة.. من حيث الراوي ...

فيمكن أن يكون الراوي هو البطل كأن يبدأ الكاتب حديثه على لسان البطل

و يمكن أن يكون الكاتب راوٍ فحسب.. لا يعدو أن يكون مراقباً و راصداً لحركات البطل أو الأبطال

متابعاً سير الأحداث، دون أن يتدخل في السياق،


و من
الممكن أيضا أن يتقمص الكاتب روح كل كائنات القصة و أبطالها،

يفصح عما في خلجاتهم و يدور مع نزعاتهم

فتخير أسلوب الراوي الذي تريد و كن عليه في روايتك






النهاية البليغة لها تأثير كبير.. فالنهاية هي آخر ما يطالعه القارئ

و بالتالي يمكن أن تكون الشيء الأكثر جاذبية فيها

و تعد النهاية الموفقة أحد أهم عناصر نجاح القصة أو الرواية

فالبعض يختار أن تكون النهاية مخيبة لآمال القارئ بأن تسير به

في اتجاه مغاير تماما لما يوجهه إليه العمل ككل

و رغم إحباط القارئ فإنه يستبطن إعجابا بهذا الكاتب اللطيف الذي خدعه و سار به في اتجاه مغاير

و يمكن أن تكون النهاية مفتوحة تستدعي من المتلقي الاشتراك في العمل بعد نهايته

بأن يسرح هو بخياله مع العمل ليتمه


و البعض يختار النهاية الدائرية بأن ينهي بجملة هي ذاتها التي بدأ بها

ربما ليدلل على تكرار الحدث مرات و مرات

و نختم بنصيحة أحد الكتاب :

"خبئ للقارئ دائماً في خاتمة القصة قطعة مُرّ أو حلوى, خبئ له

مفاجأة ـ و لو صغيرة ـ تكون آخر هداياك له".








أرجو أن تكونوا قد استفدتم و سنكمل في العدد القادم بإذن الله


Žόяόşķί غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس