لنتذكر
ديننا الحنيف دائما ما نضيف فقرة إسلامية ..
لتضفي النور على
مجلتنا الغالية ..
واليوم إخترنا
موضوعا مهمـا في حياتنا اليومية وهو
عن طول الأمل ..
::
طُــــولُ الأمَــــلِ ::
((
لا يزالُ قلبُ الكَبيرِ شَابًّا في اثنتين : في
حُبِّ الدُّنيا ، وطُولِ
الأمَل )) رواه البُخاريُّ من حديثِ أبي هُريرة رَضِيَ اللهُ عنه .
طُولُ الأمَلِ : حِرصٌ ومُداومةُ في
الإنكبابِ على الدُّنيا ،
مع إعراضٍ عن الآخِرة .
قال اللهُ تعالى : ﴿ رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ *
ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾
الحِجر/2-3 .
طُولُ الأمَلِ : مَرَضٌ قلبيٌّ ،
يُعلِّقُ النَّفسَ بالدُّنيا ،
فتُعرِضُ عن عَملِ الآخِرة .
عن أنسٍ - رَضِيَ اللهُ عنه - قال : خَطَّ النبيُّ - صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم - خُطوطًا ، فقال : ((
هذا الأمَلُ وهذا
أجَلُهُ ،
فبَينَما هو كذلِكَ إذْ جاءهُ الخَطُّ الأقرَبُ ))
رواه البُخاريُّ .
في طُولِ الأمَلِ
سِرٌّ لَطِيفٌ ؛ لأنَّه لولاه ما تهنَّى أحدٌ بعَيشِ ،
ولا طابت نَفْسُهُ أن يَشرَعَ في عَمَلٍ مِن
أعمال الدُّنيا ،
والمَذمُومُ مِنه الإسترسالُ فيه ،
والإعراضُ عن الآخِرةِ .
طُولُ الأمَلِ يُذَمُّ إن
غَلَبَ فيه حُبُّ الدُّنيا ، وإعراضٌ عن
الآخِرةِ والعَمَلِ لها . ومَن سَلِمَ مِن ذلك
لم يُكَلَّف بإزالته ،
وسَبَبُ
طُولِ الأمَلِ الجَهلُ بغايةِ الخَلْقِ وحُبِّ الدُّنيا .
لا يَغُرّكَ طُولُ الأمَلِ ، وتذكَّر مَعادَكَ .. كان ابنُ عُمَر
يقول : ‹‹ إذا أمسيتَ
فلا تَنتَظِر الصَّباحَ ، وإذا أصبحتَ
فلا تَنتَظِر المَساءَ ، وخُذ مِن صِحَّتِكَ لِمَرضِكَ ، ومِن
حَياتِكَ لِمَوتِكَ ›› .
عَلِمَ المُخلِصونَ حقيقة الدُّنيا ، وتعلَّقَت قلوبُهم بالآخِرةِ ،
ونَصَحُوا لِمَن جاء بَعدَهم ،
فحَذَّرُوا مِنَ الرُّكُونِ إلى الدُّنيا ،
والإعراضِ عن الآخِرةِ . فلا غُرورَ بِطُولِ الأمَلِ .
طُولُ الأمَلِ : قال عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنه : ‹‹
إنَّ أخوفَ
ما أخافُ عليكم :
إتِّباع الهَوى ، وطُول الأمل ، فأمَّا
اتِّباعُ الهَوى فيَصُدّ عن الحَقِّ ،
وأمَّا طُولُ الأمَلِ فيُنسِي
الآخِرةَ ›› .
طُولُ الأمَلِ : قال ابنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه : ‹‹
لا يَطُولَنَّ
عليكم الأمَدُ ، و
لا يُلهِيَنَّكُم الأمَلُ ، فإنَّ
كُلَّ ما هو آتٍ قَريب ،
ألَا وإنَّ البَعيدَ ليس آتيًا ›› .
طُولُ الأمَلِ : ‹‹
كيف يَفرَحُ بالدُّنيا مَن يَومُه يَهدِمُ شَهرَه ،
وشَهرُهُ يَهدِمُ سَنَتَه ، وسَنَتُهُ تَهدِمُ عُمُرَه ،
وعُمُرُهُ يَقُودُهُ إلي
أجَلِهِ ، وحَياتُهُ تَقُودُهُ إلي
مَوْتِهِ ؟! ›› .
طُولُ الأمَلِ : قِيلَ لِمُحمد بن واسِع :
كيف تَجِدُكَ ؟
قال : قَصير الأجَل ،
طَويل الأمَل ، مُسيء العَمَل .
طُولُ الأمَلِ :
يَدفَعُ إلي المَعصِيَةِ ، و
يُبعِدُ عن الطاعةِ ،
وكأنْ لا مَوتَ ولا حسابَ ،
ولا دارَ أُخرَى تَرحَلُ إليها .
غَلَبَكَ طُولُ أمَلِكَ ، فأَضَلَّكَ الطريقَ ،
وأنهَى زادَكَ ،
وقَرَّبَ هَلاكَكَ .
طُولُ الأمَلِ :
إعمل لآخِرَتِكَ ، فلن يَعمَلَ غَيرُكَ لَكَ ،
والناسُ تَنظُرُ لِظَاهِرِكَ ، واللهُ يَنظُرُ لِبَاطِنِكَ ، فأحسِن
مُراقبتَهُ ، واحذره ،
والمَوتُ يأتي بَغتةً ، فبَادِرهُ
بالاستعدادِ له .
طُولُ الأمَلِ : قال الفُضَيْلُ بنُ عِيَاض :
جُعِلَ الخَيرُ كُلُّهُ في
بَيتٍ واحِدٍ ،
وجُعِلَ مِفتاحه الزُّهد في الدُّنيا ، وجُعِلَ الشَّرُّ كُلُّهُ
في بيتٍ واحِدٍ ، وجُعِلَ مِفتاحه
حُبّ الدُّنيا .
طُولُ الأمَلِ : الدُّنيا مِثل
ظِلِّ الإنسانِ ، إذا طلبتَهُ فَرَّ ،
وإنْ تركتَهُ تَبِعَكَ ، فلا تَركُض خَلْفَها ، فلن تنالَ منها ما
تُريدُه ، واطلُب آخِرَتَكَ ؛
لِتُوهَبَ لَكَ ، فتَكُن مِدادًا
لِمَا بَعدها .
طُولُ الأمَلِ : أين مَن
رَكَضَ خَلْفَ الدُّنيا ، وجَمَعها في مالٍ ،
أو جاهٍ ، أو مَنصب ؟! تَرَكَ ذلك ورَحَلَ ..
وبماذا رَحَلَ ؟!
وأين استقرَّ بعد الرَّحِيلِ عنها ؟!
فلا يَغُرّكَ طُولُ الأمَلِ .
طُولُ الأمَلِ :
عَمِّرُوا الدُّنيا بطَاعَةِ رَبِّكُم ، وأقيموا
الحَياةَ علي مَنْهَجِهِ وشَرْعِهِ ،
ولِسانُ حالِكُم :
( وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَي ) ..
سارِع لِرَبِّكَ وجَنَّتِهِ ،
فمَا الدُّنيا بباقية لَكَ
نتمنى أن تكون الفرة قد أعجبتكمـ وقد ملأنا
جعبتكم بكل ماهو مفيد
