السلام عليكم

تأخرت عليكم في تدبر الاية الثالثة لليلة الثالثة
فهل تدبرتم انتم ؟؟

ان شاء الله الان سنتكلم عن الاية الثالثة من الجزء الثالث
و قبل المغرب نتكلم عن الاية الرابعة من الجزء الرابع

وأرجو الانتبااه لعظم الفائدة في هذه الاية
وكلامي سيكون مصدره من محاضرة للشيخ الحويني بعنوان الانقياد

بسم الله نبدأ

يقول الشيخ :: القانون الذي فاتنا أاصابنا الذل ، والذي لم يفت الصحابة و كانوا أعز الخلق وملكوا الدنيا هو قانون
" سمعنا و أطعنا "

لا تقوول عندنا 400 أو 500 هم ومرض في الأمة ,, فإننا ليس عندنا إلا مرض واحد وهو
أننا قلنا سمعنا و عصينااا كما قالت اليهود !
هذا مرضنا الوحيد ، ليس لنا مرض سواه
أننا قلنا بأفعالنا سمعنا و عصينا

في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم { لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ} -خواتيم البقرة - قَالَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا أَىْ رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنَ الأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالْجِهَادُ وَالصَّدَقَةُ وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الآيَةُ وَلاَ نُطِيقُهَا

- اتوا يجروا للرسول وبركوا على الركب لما سمعوا قول الله و إن تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله وقالوا يا رسول الله أُمرنا بالصلاة و الصيام و الزكاة و الجهاد و الصدقة ففعلنا كل ذلك و جاءت التي لا نستطيع -منقدرش نعملها ديه- لماذا ؟؟
لأنهم كانوا أناس يفهمون اللغة العربية جيداً -عارفين كويس الكلام رايح فين ! -
و إن تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله
طب هذه الاية من يستطيع أن يتخلص منها ,, من يستطيعها ؟؟!
واحد مرت من امامه امرأه أرادها في نفسه، أليس هذا واردا أم غير وارد !
هذا خاطر ام لا ؟ خاطر ، هتتحاسب به !
واحد زعلني أريد أن آتي بسكين و أذبحه !
واحد ابوه زعله يريد ان يكيسه -يعني يذبحه- !
واحد مر على محل عجبه فيه شيء ويريد أن يسرقه !
أليست هذه كلها افكار و خواطر ؟؟
تتحاسب عليها وفقا للاية !!
من يستطيع الفرار من هذا ؟؟!

و من أجل هذا قالوا أأُمرنا بالصلاة، بالجهاد، بكل شيء لكن هذه، لا نستطيع
منقدرش !! -

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا

أهلكوا بسبب هذا الفعل -راحوا في داهية بكدة-
(( مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ))

اسمع غير مسمع يعني اسمع أو عنك ما سمعت
وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا

هؤلاء الذين قالوا سمعنا و عصينا >> ملعوون !!

فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "

فقال ابو هريرة : قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ . فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ

"ذلت بها ألسنتهم" هذا توفيق من الله
مثل حديث انس بن مالك أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ أَرْبَعَةٌ فَيُعْرَضُونَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ أَيْ رَبِّ كُنْتُ أَرْجُوكَ إِذَا أَخْرَجْتَنِي مِنْهَا أَلا تُعِيدَنِي فِيهَا فَيُنْجِيهِ اللَّهُ مِنْهَا»
الثلاثة الاخرون لماذا لم يقولوا ؟؟ واحد فقط من قال
لماذا ؟
توفيق من الله ، اراد ان يرحمه فجرت الكلمة على لسانه عند اكرم الاكرمين الذي لا يرد سائلا

فهذا هبة وتوفيق من الله
لما علم الله من إخلاص الصحابة وفداءهم لهذا الدين
فذلت بها السنتهم
ذلت يعني صارت الكلمة ذلولا -سهلة-
مثلما قال تعالى (( وذللناها لهم )) - على الانعام يعني- يعني يكون جمل كبير عريض يصبح أمامك مثل العيل الصغير تسحبه

فالشاهد أن لما أبا هريرة قال ذلت بها ألسنتهم
إنك متفتكرش انك لما واحد يقولك قول سمعنا و اطعنا هتقولها سهلة كدة وتطبقها في حياتك و من قلبك !!
فلما علم الله صدق قلوبهم وفقهم انهم يقولوا هذه الكلمة
"سمعنا و أطعنا"

أتعرف أنك ممكن بكلمة تكون نجاتك فيها ؟؟
مثلا قصة عبد المطلب عند موته وكان النبي صلى الله عليه و سلم يقول له قول لا اله الا الله كلمة احاجك بها امام الله يوم القيامة
ولكن صحبة السوء هي من اماتته على الكفر
لكن بفرض انهم لم يكونوا معه حينها ابو جهل و ما على شاكلته
لكان من الممكن ان يلين قلبه لنبينا محمد و يقول هذه الكلمة و يدخل بها الجنة
كذلك لما الرسول قال لهم قولوا كلمة "سمعنا و اطعنا"

كلمة !!

فقالوها

فكانت النتيجة !!

نزلت أية الرخصة بعدها علاطووول

فقال ابو هريرة رضي الله عنه
فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قَالَ نَعَمْ { رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} قَالَ نَعَمْ { رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} قَالَ نَعَمْ { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} قَالَ نَعَمْ

و هذه هي الايات التي أردت ان أحدثكم عنها
مجموعة الاياات الاخيرة من سورة البقرة

ما أحلى ان نتدبر القرآن


تدبرتم "سمعنا و أطعنا" ؟
فلتجعلوها لكم منهاجا لحياتكم و افعالكم
و لتعلموا قدر الصحابة الاوائل رضوان الله عليهم اجمعين

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا

ومعادنا المغرب ان شاء الله مع الاية الرابعة
استودعكم الله