ياسمينه وارفة الظلال

::
وتدعوني إليها ظلة الياسمين
كنا قد تركناها
على بستاننا المهجور
فكيف سرى إلينا العطر
في الريح الخريفية
وكيف تغلغلت أنفاسه
نشوى إلي دمنا
تخدرنا برقة لذعها النفاذ
وتوقظ في ضباب الحلم
أشواقاً أثيريه
عرفناها فأعطتنا
عرفناها فأدمتنا
عرفناها
ودار دخانها المخمور في دمنا
يفتح في قرار الروح
أبواباً سديميه
يفجر في صحاري القلب
ينبوعاً من الأشعار
وينبت في بواديها الشحيحة دوحة خصب
::
تدعوني إليها ظلة الياسمين
ومدت فرعها المرهف
على شباكنا الصندل
يطل معطر الألواح
على بستاننا المهجور
لكم حملت إلينا عطره النفاذ
في ليل الهوى المجروح
فأيقظنا وفتح في حنايا القلب
شوقاً لا نداريه
وحلم مستحيل لعلنا يوماً ندانيه
لكم حملت إلينا عطره القاسي
يفتح في قرار القلب
جرحاً دابح النبض
ربت في قلبه الأشواك
أدمتنا وقتلت وهمنا المختار
::
وتدعوني إليها ظلة الياسمين
وقد عادت غمامات الهوى تحنو
على بستاننا المهجور
تظلله وتسقيه
تهدهده وتعطيه
وتنبت في روابيه
حنيناً ظامئ الوجد
بقلمي
جمانه الذهبي