المدينة الصامتة

-----------

و ذاع الصمتُ في أرجاءِ المدينة

ثم انتفض غبار البوحِ دفعةً واحدة

بوحٌ مليءٌ بالأنين

شيءٌ ما يغتال الروح

أشياءٌ تجلجلُ في عمق دوي الألم

تنازعه في راحته

أشياءٌ تنامُ على الطرقات

تستبيحُ حرمتها

ذلك الرصيف , تأخُذني قدماي إليه

تداعبُ قدماي خده

شيءٌ ما ينطق بصمته

قلوبٌ تُركت على تلك الكراسي

ذكرياتٍ نثرها الزمن

أمالٌ أغتالها مضي العمرِ سريعاً

أعمدةُ الإنارة

تنيرُ بخفوت

يتضاءلُ ضوءها

شيءٌ ما يمتص روح النور

فراشاتٍ تتجمع حول ذلك الضوء

لكنها تسقط

شيءٌ ما قتلها

أبوابُ المحلاتِ عابسة

تغلقُ نفسها بصمت

الصمتُ يسود المكان

ما عدا صوت مشي قدماي

شيءٌ ما يقتاتُ على روح تلك المدينة

شيءٌ ما أخفى بسمة أهلها

شيءٌ ما أخرس أصوات الكلامِ فيها

الصمتُ عم المكان تماماً

صوت مشي قدماي اختفى

بدأتُ أنا أيضاً بالاختفاء

أصبحت مدينةً لا تعرفُ سوى الصمتِ في لغتها

و قيل لم يعد يسكنها إلا الأشباح !

تُرى أي شيءٍ هذا الذي حولك لهذا الحال ... أيتها المدينة ؟!

و لم يجبني سوى صدى الصمت

يدوي في الأرجاء

بدون أن ينطق

-----------------

بقلم / صمت الكلام