
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
المقدمة :
من هو المعاق؟!
إذا أردنا أن نناقش الصورة مثلاً فحينها لن يكون هناك شرطيُ من الأساس لكي يقيم النظام لأن النظام يتيم ومعاق أيضاً.
ولايستطيع الأمن على سبيل المثال الإهتمام بشيء تركَهُ من هو قبله لقيطاً بالشارع يعبثُ به أصحاب العقول المريضة!
ولو أن النظام يُطبق " بحذافيره " فلن تجد من مخالف ولذالك المعاقة هي " أنظمتنا " ولا يوجد من يوجهها ولا يهتمُ بها لذالك هي يتيمة.
فالمعاق حقوقه تُنتهك مع أنه مثلاً موقف واحد ومع ذالك يأخذونه عنوة وايضاً الشخصُ العادي حقوقه مُهدرة.
أما المعاق:
الإعاقة لغةً: التعطيل.
مثال: أعقتُ عمل المشروع بمعنى عطلتُ العمل وما أن تُبعد المُعطِل يستمر المشروع.
وإصطلاحاً : فالإعاقة هنا تعني كل عاهة جسدية أو ذهنية سواءً خُلقت مع الإنسان أو حدثت له من عمى أو فقد السمع أو فقد القدرة على الكلام والمشي وهكذا حتى نصل لأخرتها وهم أولائك المعاقون ذهنياً.
فالإعاقة من معناها أنها تعيق الإنسان على العيش بطريقة عادية نظراً لإعاقته.
وذكرتها لغةً واصطلاحا لأبين فهمي لها بشكل كُلي.
***
حقوق و واجبات للمعاق من جهةِ أسرته والمجتمع:
الحقوق الأسرية:
الحقوق الأسرية كثيرة اتجاه المعاق لذالك واجبُ على الوالدين والإخوة وجميع من في المنزل ماراعاة هذه الإعاقة.
فأولاً: القبول والتحكيم:
يجب قبول الإعاقة ... أياً كانت هذه الإعاقة واحتساب الأجر عن الله .
ثانياً: العلم بالإعاقة ونوعها :
لابد أن يكون الوالدان على علمٍ بإعاقة ولدهم من الناحية العملية وتوفير سبل الحلول البديلة ففي حالة العمى لغة برايل وفي حالة الصمم لغة الإشارة وهكذا.
ثالثاً: الإهتمام : أما الإهتمام لأصحاب الإعاقات فهو يختلف كلياً عن الإهتمام بالأطفال السليمين فهناك نوعان لها:
1: إهتمام الظاهري والعملي : هذا الإهتمام يُفيد بجعل المعاق يطمئن ويشعر بأن أباه هو صديقه العزيز وإخوته كذالك فالشعور بالمحبة والإهتمام يجعله يشعر بأنه طبيعي بل مميز رغم إعاقته. وهذا أحد أهم الواجبات على كل من في المنزل.
ولايعني ذالك عدم الإهتمام بما تؤل إليه الأمور من تباعات فحينما يخطئ يتم عمل اللازم لتصحيح ذالك الخطئ.
2: الإهتمام الخفي والعملي: لايجب إطلاقاً مساعدة المعاق في شيءٍ إعتاد على فعله مثلاً أو عُلم عليه بطريقةٍ ما وهذا. ..لذالك يجب مراعاة مدى التطور العقلي والنفسي والبحث في سبل تطوير مهاراته التواصلية مع الناس والأهم هو البحث الطبي عن أهم التطورات التي قد تجعل حياته أسهل أكثر.
نظرة عامة:
يجب البذل الأسري في تطوير مهارات المعاق لأبعدِ درجة والإهتمام به لكي يصبح مفيداً للمجتمع وليس عالة. فإن شعر بأنه عالة فلن يستطيع تقديم شيء وسيستمر في نبذ حظه العاثر . فالوازع الديني والتربوي لهما دورُ مهم في تنشئة معاق سليم القلب والعقل بل ولابد أن يكون التنويه بأمور الدين قبالة كل شيء فهي تبعث على القلب بالرضى والقبول والاحتساب ومن تلك المنهجية ينشئ المعاق سليم ذهنياً ويفوق أقرانه من السليمين.
***
الحقوق المجتمعية:
يجب على المجتمعات كلها عامةً وليس حصراً توفير كافة الأساليب المعيشية والتربوية لهؤلاء المعاقين لإنهم جزءُ لا يتجزء من المجتمع.
الخدمات التربوية:
توفير كافة السبل التعليمية والتربوية من مناهج ومعلمين ومؤهلين ونشاطات إجتماعية ورياضية وثقافية.
الخدمات في الأعمال الحكومية والخاصة:
توفير مكاتب خاصة لهم في جميع الدوائر الحكومية والشركات وتوفير وظائف تناسب قدراتهم العلمية والمؤهلات والتي قد تكون بل بالتأكيد أفضل من الكثير من السليمين.
الخدمات في الأماكن العامة:
توفير المواقف والطرق الخاصة للمكفوفين في كافة المدينة والإشارات الصوتية والضوئية وهكذا إلخ.
الخدمات الوظائفية والمستقبلية:
إلزام كافة الدوائر الحكومية والشركات الكبيرة بالتوظيف لهؤلاء المعاقين بما يناسب طبيعة قدراتهم العلمية والقدرة العملية.
***
كيفية التعامل مع المعاق:
في ماسبق كنت قد ذكرت طرق كثيرة ولكن بحكم الخبرة سأتحدث.
كان لي أصدقاء مكفوفين في الصف الثالث الثانوي وكنتٌ أجالسهم طوال الوقت في الحصص كلها ماعدا اللغة الإنجليزية والحاسب الألي.
وبعد مرور الفصل الدراسي الأول أقامت المدرسة ندوة لجميع الطلاب عن كيفية التعامل مع المعاقين وسبب ذالك إقامة فصل ثابت لهم في المدرسة.
وطلاب المدرسة كثيراً ما يرونني معهم.
فبينما الأستاذ المسئول يشرح سبل التعامل معهم قام أحد وسأل ما إذا كنتُ قد أخذت دورة في كيفية التعامل معهم!
فأجابه الأستاذ بالرفض ودعاني وقال لي أجب على ذالك.
فأجبت: لا يحتاج التعامل معهم إلى أي شيء بالتحديد بغير أن اكون معهم كصديق وفي حالة أنه يريد المساعدة أساعده وإذا لم يسأل أدعه. أو رأيت أنه يحتاج للمساعدة أو أن الشيء الذي يبحث عنه مثلاً بعيد.
وجلستُ بعدها فكنتُ مستغرباً السؤال نفسه... فلا يحتاج شيءُ خاص إلا إذا كانت الإعاقة تحتاج شخص على قدرة طبية معينة مثلاً وهكذا فهذا تمريض وليس معاشرة.
فالمعاشرة هيَ بالحسنى والطيبة والأخلاق ولا أعتقد أنه يريدون أكثر من ذالك.... ويجب الحذر من الكلمات التي تدل على إعاقتهم.
مثلاً أن تقول له أنظر وهو أعمى ... بل تقول له اسمع أو تناديه باسمه وليست بها إشكالية مع من عاشرتهم بل نضحك عليها أحياناً!
فهي علاقة تنشئها مع الشخص الأخر وتكون ضمن حدود قدرات الأخر.
***
أخيراً
هذا ما أستطعتُ الأتيان به في التفكير بهذا الأمر.
وهو يعبر عن رأي الخاص فقط لا أكثر.
موضوع نقاش جميل ..