كيف حالكِ أختي الغالية ( ŜIήĬoЯā )
أختي العزيزة عنوان النقاش رائع ومفيد ولاسيما أن ماإحتواه هو خاص بزواج
القاصرات وهو موضوع شائك ومنتشر في المجتمعات الريفية وبين أناس ليس
لديهم وعي وفكر راقي وتعليم والجهل يطغى على الأفراد ..!!
إخوتي الأعزاء الحمدلله الذي جعلنا من أبناء هذا الدين الذي هو الدين الإسلامي
الحنيف وكذلك فضلنا الله بأن جعلنا من خير الأمم التي وجدت على ظهرالأرض قاطبة
وبعث إلينا خيررسله عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم فجاء ماحيا للعادات الجاهلية
والتي كانت موجودة قبل بعثته عليه الصلاة والسلام ومن أهمها وأد البنات وهن أحياء
خوفا من الفقر والمشقة في تربيتهن وكانت المرأة مضطهدة من قبل وليها ولا تُعطى حقها في
الميراث ولما جاء
الإسلام أعطى للمرأة كرامتها وطهارتها وحفظ لها كيانها ومن أهم حقوقها التي حفظها لها
هو حقها في الميراث وسائرأمورحياتها وكذلك
الإنسان الذي ترتبط به وتتزوجه والدليل على ذلك (أن جارية بكراً أتت النبي صلى الله عليه
وسلم ، فذكرت له أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيَّرها صلى الله عليه وسلم).
وكذلك ليس لولي أمر الفتاة إجبارها على من تكرهه ولاتريده كما ورد في الحديث أن رجلا جاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: إن عندنا يتيمة ، وقد خطبها رجل معدم ، ورجل
موسر ، وهي تهوى المعدم ،
ونحن نهوى الموسر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يُر للمتاحبين مثل النكاح).
ويجب على ولاة الأمور أن يتقوا الله في بناتهم وأن لايكلفوهن فوق طاقتهن ومالا يستطعن
تحمله فالفتاة غالباماتكون جاهزة بعد سن الثامنة عشرة أما قبلها ففي حالات معينة مثلا
علي رضي الله عنه عندما زوج ابنته أم كلثوم وهي صغيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقال ابن المنذر: (أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم ن نكاح الأب ابنته البكر الصغيرة
جائز إذا زوَّجها من كفء).
فالغرض من الزواج هو هدف سامي جعله الله لإبقاء الجنس البشري على الأرض ولتكون
هناك أسرة يجمعها رباط وحب وتعاون وليست أسرة مفككة مبنية على التعاسة والضياع
قال تعالى ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ، وجعل بينكم مودة
ورحمة ، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)).
فالحرية في اختيار الزوج فوق أنها حق أعطاه الإسلام للمرأة لها أثرها الكبير في الفرد ،
والأسرة والمجتمع.
فليـنظــر الآبــــاءكـيـف يـكــونُ تـزويـجُ البنات
يستأذنـون البكر فــي الـتـزويج مثل الثيبات
حتـى يعشـن مــــع الرجـال منعمات راضيات
وقد حكى العرب عن آباء تجبروا مع بناتهم ، وتأذى بناتهم بذلك التجبر حتى صدر منهن
ما لا يحمد من البنت في حق أبيها ، فمن ذلك:
أن إحداهن زوجها أبوها ، وهي صغيرة بغير إذنها ، فقالت:
أيــا أبتـا عَنَّيتنـي وابتليتنـي وصيَّرت نفسي في يَدَي من يُهينها
أيـا أبتـا لولا التحـرج قد دعـاعليــك مجابـاً دعوة يستدينها

فنرى من تلك الأمثلة ما فيه دليل قاطع على عدم التصرف في أمور المرأة من غير علمها
وهي إنسانة ذات مشاعروأحاسيس فلايمكن أن يجرها والدها كالغنمة ويبيعها إلى من لايراعي
الله فيها ،،وكثيرا مانرى في زماننا هذا أن الآباء ذا جاءهم رجل كبيرفي السن وميسور فإن
جشعه وحبه للمال كما في الصورة الكاريكاتيرية التي وضعتيها أنتي وأنا كمان أدرجت
صورة فوق
فهي دليل على إجحاف حق الفتاة المسكينة !!
وأسئلة شتى تدورفي ذهني وتحيرني هذا الزوج الطاعــن في السن
كيف سيعامل الفتاة ؟؟ وهي هل ستكون ؟؟
قادرة على العيش مع ذاك ..؟؟
وماذا ياترى سوف يكون في قرارة نفسها ..؟؟ 
تحمل له الحب أم الكره لتجبره وأخذها بالطريقة هذه كالحيوانة ..!!
وغالبا ما تؤدي مثل هذه الزيجات إلى حالات فشل ذريع و إلى أمراض نفسية شديدة تكون
من نصيب الفتاة المسكينة وغيرذلك جسدها لا
يكون مؤهلا للحمل المبكر ومن ثم الإجهاض وأنا أعرف جارة لنا زوجت إبنتها في الثالثة
عشرة من عمرها وأدى إلى حملها ومن ثم فقدها للطفل في الشهور المبكرة قبل الولادة
نظرا لأنها كانت صغيرة وضعيفة فلم تستطع تحمل مشقة الحمل ..!!
وكذلك لا تستطيع مراعاة نفسها أوالزوج أوالأطفال إذا لم تكن مهيأة لذلك فأكيد تنتج أسرة
مفككة غيرمترابطة خالية من أسس الحياة والقوامة وتحمل المسئوليات بأنواعها المختلفه
وينعدم التفاهم بين الزوجين لفارق السن بينهما ومن ثم لاتستطيع الأم أن تتفاهم مع الأطفال
لذا أتمنى من الآباء وكل من كان وليا على الفتيات أن يسترحموهن لقول الرسول صلى الله
عليه وسلم (إذا وليتم فارحموا )
حبيبتي الغالية لقدذكرت تقريبا أسباب عديدة ممكن الآباء يستغلوا بناتهم من أجل المادة أو
الخوف من الفقر والخوف على الفتاة ربما من الإنحراف أو عدم تحمل مسئوليتهن ومن ثم
تزويجهن في أسرع وقت ممكن ولكن يجب عليهم تذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
(من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين ، وضم أصابعه ) رواه مسلم .
في ختام ردي لكي جزيل شكري وتقديري أختي الغالية وعسى أن تكوني دائما وأبدا
بخير ومتألقة في مواضيعكِ الهادفة والقيمة
دمتي في حفظ الرحمن وطاعته