السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أما بعد , أخي الفاضل وكل من ساهم في هذا الموضوع الرائع.
إن ما قدمتوه يعتبر من أفضل المواضيع من نواحٍ كثيره أولها الإسهاب والتوسع في الطرح والتصميم والهوامش الرائعة.
وقد أبدعتم كثيراً وأخذ مني الكثير من الوقت لقراءة معظمها ولكنني توقفت عند العديد من الأشعار التي فيها شك بالنسب للإمام الشافعي.
وهناك بعض الهوامش التي لم يتم تقصي الأصل فيها كسبب النزول في سورة كما في قوله تعالى: " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ... " الأية.
ومثل هذه الأشياء قد يظنها البعض صحيح وهذا ماشاع في الآونة الأخيرة عن مثل هذه الأشعار أو الأبيات التي يبدوا أمرها مشكوكاً حينما تقرأها.
لذالك أتمنى بذل المجهود في التقصي فهنا يأتي الكاتب وتأتي أوزاره محملة لما خطته يداه من غير علم.
بالتأكيد هذا التوضيح يزيد الموضوع جمالاً لأننا تباحثنا وسعينا لمعرفة الصحيح منه الخاطئ:
أولاً :
أولاً سبب النزول مُختلفُ فيه ويذهب الكثير من العلماء لترجيح الأية في النزول لعموم المسملين.
فحقيقة أنها قد نسبت لأكثر من صحابي فهذا محل جدال والأسلم هو الترك بالعموم والتسليم في أن سبب النزول كان في نزولها لعموم المسملين.
المصدر:
هُنا
لإن من قرأتي للأبيات ظهر لي أنها وبوضوح لايمكن أن تكون منسوبة للإمام وأذهب بأنها ليست منوسبة للأمام الشافعي رحمه الله.
وبحثتُ أيضاً في أصل قول البيت المزيف لكلمة " أحب " وتكررها يدل على انها لها معتقد أو شيء يُستندُ عليه القول ولذالك وجدتُ هذا الحديث "
المضعف "
"لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه و تكون عترتي أحب إليه من عترته و ذاتى أحب إليه من ذاته و
يكون أهلي أحب إليه من أهله" أخرجه البيهقى فى شعب الايمان ، والطبرانى فى المعجم الاوسط والكبير .
وهذا حديثُ ضعيف.
وللفهم أكثر مراجعة هذا المصدر من موقع ملتقى أهل الحديث:
هُنا
ثانيا:
هنا كانت المصيبة بنظري فالأبيات الأولى كانت بسيطة ولكن هذا هو ما جعلنني أنقب وأبحث أكثر:
اقتباس:

ٺأۋه قلبي ۋالفؤاد گئيب ..... ۋأُرِّق نۋمي فالسهاد عجيب
فمن مبلغ عني الح‘ـسين رسالـۃً ..... ۋإن گرهٺها أنفسٌ وقلۋب
ذبيح‘ بلا جرم گأن قميصـﮧ ..... صبيغٌ بماء الأرجۋان خ‘ـضيب
فللسيف إعۋالٌ ۋللرمحـ رنَّـۃٌ ..... ۋللخ‘ـيل من بعد الصهيل نحـيب
ٺــــزلزلٺ الدنيا لآل مح‘ـمد ..... ۋگادٺ لهم صمُّ الجبال ٺذۋب
ۋغارٺ نج‘ـوم ۋاقشعرَّٺ گۋاگبٌ ..... ۋهُٺِّگ أسٺارٌ ۋشقَّ جيۋب
يُصلےٰ علےٰ المبعوثِ من آل هاشم ..... فذلگ ذنب لسٺ عنـﮧ أٺۋب
هُمُ شفعائي يۋم ح‘ـشري ۋمۋقفي ..... إذا ما بدٺ للناظرين خ‘ـطۋب
|
وهنا خطأ واضح بغض النظر عن كامل البيت فهل أل البيت شفعاء للناس؟!
ويستحيل أن يكون هذا البيت للامام الشافعي طبعاً هذا قطعاً وجزماً!
وقد كان هناك سائل يحمل نفس تساؤلي في موقع الدفاع عن أهل السنة:
هُنا
وهذا الرابط يوضح جلياً مصدر الكتابة والله أعلم.
لإن الشفاعة لله أولاً وأخراً في قوله تعالى:
{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} (البقرة:255)
ومن سياق الشرح لهذه الأية ومثيلاته أنه حتى محمد صلى الله عليه وسلم لا يشفع للناس يوم القيامة حتى يأذن الله له بذالك.
فكيف يقول قائل أن فلاناً شفيعاً لي مع علمه أنه لا شفيع إلا من أذن له الرحمن؟!
ويستطيع المرء القول أن فلانً احدُ الصالحين شفيعي يوم القيامة والعياذ بالله .... فهل هو ممن رضي له الرحمن وقال صوابا؟! الله أعلم , ولذالك لاتجوز مثل هذه الأقوال ومن المستحيل نسبها إلى الامام الشافعي بأي طريقة.
بالنسبة للشفاعة والفهم فيها: هنا
أخيراً ,
من الجميل رؤية مثل هذه المواضيع ولكن كلما كثر الكلام صَعُب البحث والتقصي عن الأبيات المشبوهة والتي ما إذا قرأها قارئ اوجست في نفسه خيفة.
ومن العموم أتمنى أن تقوم بحذف ما وضعته في الأعلى لثبوت عدم النسب او الإختلاف فيها للإمام الشافعي رحمه الله ولذالك يحبذ الترك من الوقوع في خطأ جسيم ... هذا والله أعلم
هذا وبارك الله فيكم ونفع بكم أمة المسلمين في كل مكان.