وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هل نظرتهم صحيحة أم أنها جائرة ؟؟ ولماذا ؟؟
صحيحة من جهة ، وخاطئة من جهة أخرى ؛لاتستغرب سأوضح لك :
في زمننا هذا الذي تغير هو قلوب الناس ،وليست الدنيا ،فالدنيا كما هي ، أما زمنهم كان الناس في الحي الواحد يسكنون بجوار بعضهم البعض ،بل البيت الواحد يحوي أكثر من عائلة ، وما يشعرون بضيق المكان ، والجار يدخل بيت جاره على الدوام ويعلم أحواله ،وإذا غاب عن مسجده يوماً أو مكان تجمعهم ،تجد جميع من في الحي يسألون عنه ويخافون أن يكون أصابه مكروه -لاسمح الله -
،وإذا أحتاج الجار لشىء تجده مباشرة يتجه لبيت جاره قبل بيت قريبه ، وإذا رأى الجار بأن أحد أبناء الحي اخطأ تجده يؤدبه ويتصرف معه وكأنه ،ابنه تماماً (حب وعاطفة وخوف على بعضهم البعض وشعور بأنهم عائلة واحدة ) ، في زمننا من النادر أن نجد مثل هذا التصرف والعاطفة ، رغم أن العمائر والأبنية متلاصقة ،لكن لايعرف سكان الحي بعضهم البعض ،بل حتى الشقق من نفس العمارة لايتزاورون فيما بينهم،وإذا كانت بينهم زيارات لاتكون إلا بالمواعيد واللقاءات الرسمية .
،كذلك النساء تجدهن يجتمعن في كل يوم ،وتساعد الواحده منهن جارتها إذا كانت مريضة أوعندها ضيوف ،ويطعمن بعضهن مما يطبخن ...الخ .
أما بالنسبة للسؤالين المتبقية ..
وهل هم دوماً محقّين فيما يذهبون إليه ؟؟
وهل يخلوا عصرنا من كل شيء جميل لهذه الدرجة التي يرونها ؟؟
الحمد لله على النعم الكثيرة التي أعطانا إياه فهي لاتعد ، ونحن في
رخاء وسعة أفضل مما كانوا عليه من الشقاء والتعب وقلة الموارد ...الخ.
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن هذه الأمة مرحومة عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين
فيقال هذا فداؤك من النار )). رواه ابن ماجه وصححه الألباني..
وعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل)).
رواه أبو داود والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - شمل ووصف جميع الأمة بالخيريه ، ولم يحدد .
_______________________________________
إلى هنا انتهت مداخلتي ، لكني استسمحك العذر بالتنويه عن مقولة متداولة ،وقد رأيت بأن الموضوع مرتبط بها ،فاسمح لي فضلاً :
يرد على ألسنة كثير من الناس هذه المقولة ، وينسبونها للنبي -صلى الله عليه وسلم - (وللأمانه كنت أحد هؤلاء للأسف
)
[ الخير في و في أمتي إلى يوم القيامة ].
رأي العلماء :
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 104 ) :
لا أصل له .
قال في " المقاصد " : قال شيخنا يعني ـ ابن حجر العسقلاني ـ : لا أعرفه .
و قال ابن حجر الهيثمي الفقيه في " الفتاوى الحديثية " ( 134 ) : لم يرد هذا.