American beauty – الجمال الأمريكي القبيح


عندما تقرأ عنوان الفيلم “الجمال الأمريكي” من الوهلة الأولى ستعتقد بأن هذا الفيلم “ترفيهي” ويأخذ طابع مسابقات الجمال التقليدية, وإن رأيت البوستر ستستغرب أكثر .. ما هذا الفيلم؟

قليل من الأفلام التي تظهر الواقع الأمريكي بلا تزييف .. فهناك التفكك الأسري الواضح حتى وإن جلس أفراد هذه الأسرة على طاولة واحدة, لكن هذا الفيلم أظهر لنا الجمال الأمريكي وعرّاه وأصبح قبحه واضحا للجميع .. حتى كان اللون الأحمر رمزا للتحرر من الزوجة والأبناء والعائلة بأكملها.

يتحدث الفيلم عن عائلتين في نفس الحي .. تبدو أحوالهم ظاهريا بأفضل ما يكون ولكنهم يعانون من سوء العلاقة بينهم وتوترها .. الأولى “برنهام” ووالدهم المراهق والغير مبالي والأم الخائنة والبنت العاقة .. والثانية “فيتز” مع الأب العسكري الصارم والإبن المريض النفسي وكيفية تعامل العائلتين مع مشاكلهم.

هذا الفيلم في وقته كان بمثابة الصفعة للمجتمع الأمريكي لما قدمه من جوانب حياتيه اعتقدوا جميعا بأنها مثالية .. ولكن الفيلم يتخطى حدود التعرية والسخرية ليرمي بكمية كبيرة جدا من الإسقاطات الرمزية على نمط الحياة الأمريكية .. فحتى حاوية الزهور على طاولة العشاء كانت تغير مكانها في كل ليلة بناء على المزاج السائد لهذه العائلة الجميلة.

الإخراج في الفيلم كان مذهلًا جدًا, سام مينديز في أول إخراج سينمائي له أظهر للجميع قدرته, وكأنه يقول : “لا تحكم على الأشخاص من الخارج, أنظر لهم من الداخل” هذا ما ستراه في الفيلم, البيوت من الخارج جميلة لكنك لا تعرف ما في داخلها.

كاتب النص “آلن بول” صاحب التحفة الدرامية التلفزيونية Six Feet Under كان رائعا فعلًا, نص مترابط لا توجد به ثغرات وقدمه لنا المخرج سام مينديز بأفضل حله .. مع أداء رائع من طاقم الممثلين بقيادة المذهل “كيفن سبيسي” والذي حصل على جائزة أوسكار أفضل ممثله عن دوره في هذا الفيلم .. فلا أحد يمكنه أن يتجاهل أداءه الدرامي الرائع في التحولات من ذلك الزوج الضعيف إلى رجل غير مكترث بكل ما يجري من حوله.

الفيلم من أفضل أفلام التسعينات الدرامية فهو كامل في كل شيء، وعلى كماليته ترشح لثمانية جوائز أوسكار وفاز بخمسٍ منها “أفضل ممثل رئيسي لكيفن سبيسي, أفضل إخراج لسام مينديز, أفضل كتابة لآلن بول, وأفضل فيلم وأفضل تصوير”.

كيفن سبيسي فاز بأوسكاره الثاني بعد فيلم “المشتبهون الإعتياديون 1995″ وأثبت للجميع بأنه أسطورة فعلًا, بالنسبة لي كرأي شخصي هو أفضل ممثل في التسعينات بلا منازع. أن تفوز بأوسكارين في أقوى فترة للأفلام فهذا شيء كبير.


تــقيـمي لــهـــ 9,5/10