صَمَت قلبي فلم يَعُد ينبض
صَمَت لساني فلم يَعُد يلفظ
صَمَتَت عيني فلم تَعُد تري
صَمَتَت أُذُني فلم تَعُد تسمع
و صَمَت قلبي فلم يَعُد يدق

ثم عاد قلبي للحظه ينبض
فسأله عقلي لم عُدت تنبض
و قد كنت أقسمت ألا تنبض ؟!!
قال: شعرت بنسمة من حب قد مضى
فجعلتني أنبض شوقاً لِما انقضى
من بقايا حب قد أصبح صدى

سأل عقلي فلم أنت معذَّبُ ؟
قال أبكي حبيباً كان مقرّبُ
تركني و لم يعد يقرب
بعدما كان شمساً لا تغرب
فغرُبت الشمس و لن تُشرِق

عقلي قال لقلبي لا تندم
إنه هو أحق بالندم
و أن يبكي بدلاً من الدموع دم
فلن يجد قلبا بحبه يُغرَم
مثل قلبي الذي كان متيمُ
لا تبكي يا نفسي علي شمعة ذائِبه
فنفسي التي تملك الأشياء ذاهبه
فيا عيني لا تدمعي و يا قلبي لا تيأس
فلا يستحق الدمع إنسان يعبث..
بقلب كان يوماً و رائهُ يلهث

فاليوم فراق بيني و بينه
فلن تري عيني بعد اليوم عينه
و لن تحس يدي بعد اليوم يده
و لن ينبض قلبي بعد اليوم بأسمِه

قربي منه كان يوماً يشجيني
فلعل بعدي عنه اليومَ يُنسيني
جرحاً غائراً في قلبي يعييني
فمن يا ترى من الجرح يداويني!
حبيبٌ آخر يخدعني و يجافيني...؟
أم يضع لي القدر حبيبٌ يداويني
فتارةً يفرحني و تارةً يشجيني
فإن كان القلبُ في الشجن يرميني
فلعنةُ الله علي حب ينهيني

من اليوم سأبحث عن حبيبٍ جديد
لعلهُ يداوي جرحي و لو من بعيد
سأدع الأمر لعقلي يختاره
فالقلب أخطأ و احترق بالنار
فصمت قلبي لكي لا يحتار
و قال لي عقلي لكي لا تنهار
اترك لي أنا كل الإختيار
فلن تجرح بأكثر من ما مرّ