الغرفة الأخيرة
- إذن كنتَ أنتَ ذلك العزيز ..!!.؟.
- نعم ، أنا ..!
- و لم يبقَ مِن شىء .؟.
- و ما كان سيبقَى .؟.!.
- لا شىء . .؟.!. ..! .
لم أجد ما أقول و رحت أُطرقُ و أنا أَمُطُّ شَفَتَىَّ فى صمْتٍ و هدوءٍ متجهاً بنظرى لناحيةٍ أخرى ، و ضبابٌ أبيضُ كثيفٌ راح يَحِلُّ مَحَلَّ ذلك الفراغِ الرقيق الذى كان بيننا و نحن واقفِينَ هناك لوداعِها - أنا و هى و عائلتُها - وداعاً كانَ كآخِرَ ما بَقِىَ مِن هذه القِصَّةِ المَسْكِينَةِ الطويلةِ ، و راح يكثر الضباب فتختفى بكلِّ ما كان حولَها مِن أمامى و المسافة تبعُدُ بها بعيداً عن مكانى مِن عالَمِ القُوى ، و لا أجِدُ أمامى غيْرَ جِدَارِ الحائط مِن الغُرْفَةِ التى أسكُنُ فيها و التى حوَّلْتُ أكثرَها إلى مكتبٍ ليسعَ علومى و مراجعى و ساعاتِ مُذَاكَرَتِى و عملى هذا الذى مع الْخَالِقِ نَفْسِهِ أحياناً ، هذهِ " الغُرْفَةُ الْأَخِيرَةُ " الوحيدَةُ التى ساعتنِى مِن كُلِّ هَذَا الْكَوْنِ الْكَبِيرِ .
الغرفة الأخيرة - مختار محمد محمد حسن .
-----------------------------------
كتبها فى الإثنين 14. من نيسان 2014 م .
التعديل الأخير تم بواسطة elanceerickland ; 04-16-2014 الساعة 09:28 PM
|