أخي MDalissa أوافقك بكُلِّ ما قلته
إلّا كلامك أنّ أوضاع السوريين الآن هي أفضل مما كانت عليه قبل الثورة
يـا أخي القتل والتهجير والتشريد والتيتيم والدمار وسرقة أموال ويبوت ومتاجر الناس وغلاء الأسعار الكبير وعدم وجود مأوىً للكثير من العائلات ... كُلُّ هذه المآسي تقول أنّها أفضل مما كانت عليه سوريا قبل الثورة
لا أُخالفك الرأي بأنّ الظلم والقهر وكبت الحُرّيّات والاستبداد وسرقة أموال الشعب والاعتقالات كُلها كانت قبل الثورة منذ انقلاب حافظ على الحكم حتّى الآن ولكن الآن كُلّ شيء مما سبق ذكره ازداد أضعافاً مضاعفة
وذلك ليس بسبب الثورة ولكن بسبب أنّ النظام أراد أن يفعل كما فعل بالثورات التي حدثت من قبل ومجزرة حماه في الثمانينات أكبر مثال على ذلك ولكن مع كُلّ ما فعل لم يستطع أن يقضي على الثورة ولن يقضي عليها بإذن الله
ولكن للثورة محاسنها أيضاً حتّى في ظلّ هذه الظروف المأساويّة فيكفي أنّها ردّت الكثير من السّوريين لدين الله عزَّ وجلّ
وكما تفضّلتَ بالذكر فالثورة السّوريّة لم تقم على أساس طائفي ولطالما كانت الشعارات بلا للطائفيّة
ولكن هم يُريدونها طائفيّة
ولا يخفَ على أحد حقيقة أنّ الجيش السوري هو جيش طائفي بامتياز حيثُ أنَّ غالبيّته العُظمى من العلويّة
أمّا من ناحية الدول الأوربيّة وأمريكا وروسيا وايران وحتّى الدول العربية فلا يوجد أي دولة منها تريد الخير لسوريا صراحةً (أتكلّم عن الحكومات ولكن هذا لا يستثني بعض الشعوب)
فمعظم السوريين لا ينتظرون منهم خيراً قط ، وكُلٌّ منهم يريد مصلحته الخاصة فقط
الكلام في هذا يطول ولكنَّ الحلّ أن نعود للإسلام وللإيمان بالله عزَّ وجلّ وأن يتوحّد كُلُّ المسلمين في كُلِّ بقاع الأرض تحت راية الإسلام فالإسلام هو ما يجمعنا وليس العروبة التي لم تنفعنا بشيء
ونسأل الله أن يُصلِحَنا ويَرُدّنا إلى دينه ردّاً جميلاً وأن يرفع عنّا هذا البلاء وهذه المحنة وأن يُريَ عباده في كُلِّ مكان الحقَّ حقاً ويرزقهم اتباعه وأن يُريَهُم الباطل باطلاً ويرزقَهُم اجتنابه وألّا يجعلهما متشابهين عليهم فيضِلُّون السبيل
وأن يوحّد صفوف المجاهدين ويهدينا وإيّاهم لما فيه صلاحنا وأن يُظهر المنافقين على حقيقتهم
وأن يُهيّئ لبلاد المسلمين جمعاء أمرَ رُشدٍ يُعزّ فيه أولياءه ويُذلّ فيه أعدائُه ويُؤمر فيها بالمعروف وينهى فيها عن المنكر
.
.
اللهم آمين آمين ..