تبكي و ترتجف؟
يقول أحد الدعاة: كنت في رحلة إلى بنجلاديش مع فريق طبي أقام
مخيماً لعلاج أمراض العيون.. فتقدم إلى الطبيب شيخ وقور.. ومعه
زوجته بتردد وإرتباك.. ولما أراد الطبيب المعالج أن يقترب منها.. فإذا
بها تبكي وترتجف من الخوف.. فظن الطبيب أنها تتألم من المرض..
فسأل زوجها عن ذلكـ .. فقال وهو يغالب دموعه: إنها لا تبكي من
الألم.. بل تبكي لأنها ستضطر لكشف وجهها لرجل أجنبي!.. لم
تنم ليلة البارحة من القلق والإرتباك.. وكانت تعاتبني كثيراً.. أو ترضى
لي أن أكشف وجهي؟!. وما قبلت أن تأتي للعلاج إلا بعد أن أقسمت
لها أيماناً مغلظة بأن الله -تعالى- أباح لها ذلك للاضطرار..
والله تعالى يقول: {فمـن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه إن الله غفورٌ رحيم}.
فلما اقترب منها الطبيب نفرت منه.. ثم قالت: هل أنت مسلم؟.
قال: نعم والحمدلله !!.. قالت إن كنت مسلماً.. إن كنت مسلماً..
فاسألكـ بالله ألا تهتكـ ستري ــ تعني غطاء وجهها ــ إلا إذا كنت تعلم
يقيناً أن الله أباح لكـ ذلكـ!!..
أجريت لها العملية بنجاح.. وأزيل الماء الأبيض.. وعاد إليها بصرها
بفضل الله تعالى.. حدث عنها زوجها أنها قالت: لولا اثنتان لأحببت أن
أصبر على حالي.. ولا يمسني رجل أجنبي.