السلآمُ عليكُم ورحمة الله تعالـى وبركآتُه .
التطلعُ للأفضل ، هذا هو الشيء المُشترك بين كُل الشعوب . . كلها
تريد أن تصير من الأُمم الرائدة و التي
يُضرب بها
المثل في التطور و الإقتصاد و الأخلاق . . الخ
منها الحالِمة و منها الفاعِلة ، منها من تبقى في دائرة النقاش و منها من
تبدأ بالتطبيق ، و لكي تتطور أُمةٌ ما يجب عليها أن تملك
مُسيّرين متميزين ذو خبرة و كفائة
و حكمة في الحُكم لكي ينهضوا بالأُمة و يُخرجوها
من الظُلمات إلى النور ، من
الأحلام الواهنة الى الأفعال المُطبقة .
هذا ما يجب أن يحدث ،بالطبع فإن هولاء
المُسيّرين هم الذين نعتمد
عليهم في إدارة شؤون البلاد ، هُم الذين
يمثلوننا أمام العالم
كشعب متقدم مُتحضر فإن تهاون هؤلاء
في عملهم فسيؤدي ذلك إلى تدهور حال البلاد على جميع الأصعدة .
إن سئلنا أي مواطن في أي بلد من البُلدان العربية عن سبب تدهور حال البلد . . *
فسيجيبك بأن الُحكام هم السبب و يجيبهُ اخر : لماذا ؟ ماذا قدت
أنت لبلدك للرقي به و حل مشاكله ؟ و يُكمل حديثه
بقول الله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) [الرعد:11]
و رغم عدم كوننا مُتحيزين لكن سيجول في أذهاننا التساؤل التالي :
" يقولون أن الشعب هو الحكومة و أن الحكومة من الشعب ، اذاً سيكون من الطبيعي
أن يشمُلهم قول الله تعالى اذ نحنُ معاً
نُشكل قوم واحداً . . أليس كذلك ؟ " . .
اذاً حسب هذا المنطق فاللوم يقعُ على كُلٍ مِنهما .
- أراءٌ مختلفة و كل واحد منها يزيدُ الأمر حيرةً ، و لا واحد منها يُعطي الحل لمعرفة صاحب الخطأ و بهذا
نبقى ندور في حلقة مُفرغة
تملئها الأسئلة دون التقدم خطوة واحد نحو ما هو أفضل للبلد .
لأن التغيير يبدأ بمعرفة الخطأ و إصلاحه و هذا لن يحدث إن لم يُعرف مصدره .
و صدقاً يبدو أن حال الأمة العربية
مخزي جداً لما وصلنا إليه من تخلُف ! نعم تخلُف . . فقد بلغت
نسبة الأمية في الوطن العربي 19%
أي نحو 96 مليون نسمة ! ! ! و ذكرتُ نسبة الأمية لأن
تطور البلدان و إزدهارها يعتمد على شعب مُثقف متعلم .
- فكيف
لأمة "إقرء" أن تكون بهذا القدر من الأمية ؟ و خطأُ منهذا ؟
لا أُريد أن القي اللوم على أحد لكن أخطاء مثل هذه يجب أن تملك مسؤلاً عنها ! يجب
أن تصحح و يجبُ أن تتغير . .
لكن من يملكُ الحل و ليس
الإجابة ؟ . . فقولاً أن نتغير كلنا حكومةً و شعباً أمرٌ سهل لكن كيف ؟
و الرأيُ السائد في بلداننا العربية لمن طرح
موضوع مثل هذا هو غير نفسك فقط .
"قد يكون هذا قولاً
صحيح لكن يجبُ أن نساعد في تغيير مُحيطنا أيضاً و شيئاً فشيئاً يتغير المجتمع بالعمل الدؤوب "
. . قلتُ هذا و أنا أدري أن تحقيق هذا مستحيل لأنه لا يوجد العدد الكافي
من الناس الذين يملكون الفكر و الرغبة و الوعي
ليساعدوا المجتمع بالرقي و التغيُر لما هو أفضل.
بين كل هذه التناقضات بين المخطأ و المصيب نقفُ حائرين حول حالنا
و يبدو الأمر كأنه معادلة رياضية صعُب
على العلماء حلُها . . طريقة التغير؟ و من هو سبب هذا التراجع و التخلف ؟ و من يجبُ ان يتغير
نحنُ أم المُسيّرين لحالنا ؟ أسئلة تتردد على مسامعنا منذ الصبى
لكن لم يحدث أي شيئ .
و هل حقاً يجبُ أن نكتفي بتغيير أنفسنا فقط ؟
نبني أُسرة بمقومات إسلامية مُثقفة على أمل أن تصير هذه الأسرة
سبب في تغيُر الجيل القادم ! لا أحد يملكُ الحل لهذه
الأسئلة حقاً .
نأُمل فقط أن يأتي الفرج من عند
الله لأن الأمر صعب علينا و لم نعد نستطيع تحمل التعقيد الذي وصلنا
إليه
-*-
و في الختام أعتذر
منكم على قصر الموضوع و تعقيده لأني حاولت جاهداً ألا أتطرق في السياسة *!
و فساد الحكام . . الخ مما ينهى عنه
قانون المنتدى و القسم.
هُنا أترك لكم تساؤلاتي و حيرتي و آسفي على حال بلدي و على حال أمتي .
في أمان الله و حفظِه