عن أبي مسعود رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " رواه البخاري ( 4723 ) ومسلم ( 807 )
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "
إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقر بها شيطان " رواه الترمذي ( 2882 )
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 1799 )
ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى سبعة أقوال في معنى (كفتاه) في فتح الباري عند شرحه لكتاب فضائل القرآن
القول الأول : بمعنى أجزأتاه عن قيام الليل ، فلو أنه قرأهما قبل نومه ولم يستطع تلك الليلة أن يقوم الليل فقد كفتاه عن ذلك
القول الثاني : أنهما كفتاه من قراءة القرآن مطلقاً ، سواء كان يقرأه في الصلاة أو في غير الصلاة
القول الثالث : أنهما كفتاه فيما يتعلق بالاعتقاد ، فكل العقيدة موجودة ومتضمنة في هاتين الآيتين ، لأنهما اشتملتا على أمور الإيمان وأعماله وأصوله جميعاً ، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.
وهذا القول هو ما ذكر المصنف رحمه الله تعالى أنه المقصود لذكر هاتين الآيتين ، فيكفيك في باب الاعتقاد "
المجمل لا المفصل "
أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، ثم تفصيل ذلك يعلم ويؤخذ من أدلته .
القول الرابع : أنهما كفتاه من كل شر ، فلو قرأ في ليلته هاتين الآيتين لكفتاه من كل شر ، وينام ليلته تلك آمناً مطمئناً بإذن الله .
القول الخامس : وهو أخص مما قبله ، أنه بمعنى كفتاه شر الشيطان ، فمن قرأهما فقد كفي شر الشيطان اللعين .
القول السادس : أنهما كفتاه شر الجن والإنس .
القول السابع : بمعنى أنهما تغنيانه عن طلب الأجر فيما سواهما ، فينال بقراءة هاتين الآيتين من الثواب والأجر ما يغنيه عن طلب الأجر والثواب فيما سواهما .
والثلاثة الأقوال : الرابع والخامس والسادس متقاربة .
يعني كفتاه شر كل شيء : شر الشيطان وشر الجن والإنس ، فأمكن أن نجعلها خمسة أقوال .