أشكر كل من مر علي بكلمات جميلة،و مباركة لي للمدونة...
أحببت أعرج على نقاط في البلاغة،كون البلاغة هي الشيء الوحيد الذي أحسن أني أعجز أمامه فهو السحر والبيان الذي يأسر كل شغوف للغة أنا منهم:
أحببت أتطرق لقضية أسالت الكثير من حبر علماء البلاغة
(منهم:الجرجاني،جار الله:الزمخشري،وكلاهما له أسلوب يوصف بالثقيل والغامض والصعب،
حتى أني في الصفحة الواحدة قد أفهم كلمة واحدة أو سطر مما يقال،ربما مستواي منحط أكثر مما يبدوا علي
أو ما يراه الغير)
الفصاحة:تمام آلة البيان،والفصاحة تتعلق باللفظ،ويوصف الببغاء بالفصاحة كونه يقيم الحروف دون قصد المعنى.
البلاغة:إجاعة اللفظ وإشباع المعنى،وتتعلق بالمعنى.
وقضية اللفظ والمعنى وأيهما له الفضل والدرجة على الآخر عالجها الكثير حسب عدة زوايا،
وأرى بأن كلاهما وجهان لعملة واحة،
وأذكر أن صاحبا لي كان يقول بأفضلية المعنى على اللفظ أي ضد رأي الجاحظ الذي يقول أن المعنى يعرفه
العربي والعجمي والتفاضل هو في اختيار الألفاظ.
فقلت له:
حمل الرجل صاحب النظرات التي تملأها الرأفة والرحمة أحد المشردين في الحي الفقير،وكان الرجل يحب المساعدة ولا يترك من طلب المساعدة خاصة لو كان صغيرا،فأخذه إلى بيته وجعل أبناءه يطعمونه ثم يسقونه....إلى غير ذلك من العطف والمودة،ثم أخيرا وصلت إلى النقطة:شحذ الرجل سكينه بكل هدوء ثم قطع رأس الفتى من الوجد إلى الوجد ثم حمله برفق إلى المقبرة وقال له كان يجب أن تولد في وقت أفضل أرقد بسلام....
قلت له فيماذا تصنف هذا النوع من الكلام؟أهذا بلاغة أم فصاحة؟وما هو فضل أحدهما هنا؟
فالكلمات هنا ربما هي تقرب للفصاحة ولكن المعنى في الحضيض....
بل أرى أن هناك عامل آخر حسب الدراسات الوظيفية،هو السياق،فالسياق يتحكم في مدى جعل الكلمة قوية بلاغيا،بالإضافة إلى الإعتبار الصوتي والصرفي،النحوي،والتركيبي.
مثال عن بيت فصيح وبليغ:
تمر الصبا صفحا بساكنة الغضا.....ويصدع قلبي أن يهب هبوبها
ما يميز البيت:الإختصار والإيجاز لكثير من المعاني،لو نشرت لكتبت في أسطر،كما أنه سهل على اللسان قوله دون صعوبة.
بيت آخر:قريبة عهد بالحبيب وإنما....هوى كل نفس حيث حل حبيبها
هذا البيت بليغ وليس فصيح،فهو حمل معنى جميل ولكن بعبارات ليست جزلة و فخمة
ولأكون أحثر دقة أول ما يعرض لي في الكتابة هو المعنى(أفضل مستوياتها يسمى بلاغة،كلنا تبحث عنها)
ثم تأتي الألفاظ وفق النسق والتراكيب المرادة(أفضل مستويات الألفاظ هي فصاحة)
عادة عنما أبدأ الكتابة أرمي كل القواعد والنظم التي أعرفها،فشخصية المبدع كتابيا تختلف عن شخصية الناقد
كليا،فأحيان اأكتب كلمات لا تقرب للغة العامية بصلة،على الأقل أبتعد عن الحوشي قدر الإمكان.
الحمد لله أني وفيت بوعدي،بحديثي الموجز عن الفصاحة والبلاغة...وعن اللفظ والمعنى....
والأديب الفطن من يحسن نظام التقاليب الإستبدالي(أظن أني تناوله سابقا)...
خلاص أكتفيت نقد واريد شيء آخر من الفنون..............