عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-13-2014, 09:57 PM
الصورة الرمزية Žόяόşķί  
رقـم العضويــة: 35063
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الجنس:
العـــــــــــمــر: 38
المشـــاركـات: 8,050
نقـــاط الخبـرة: 5214
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Žόяόşķί
Gmail : Gmail
icon67 مميز : الجواب .. و الجواب البديل [الجزء الرابع والأخير] قصة قصيرة








السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... كيف حالكم عشاق المنتدى؟ إن شاء الله كل أموركم تمام

لا أعلم ماذا أقول عن هذا الجزء الأخير من القصة الذي نسيته بالفعل ظنا مني أني قد أنزلته

لكن كان عكس ما كنت أتوقع، كان تقصيرا مني فقد أنزلتها الأخت الفاضلة ساحرة القلوب مسبقا

لكن حذفتها ظنا منها أنني سأعدل عليها و أنزلها أنا شخصيا، لكني لم أفعل

المهم، ها قد عدت بآخر جزء من القصة التي و الحمد لله نالت استحسان الكثيرين، وأشكر الأخت

فراشة لأنها هي من ذكرتني بصراحة فلم أكن لأتذكر لأني اعتقدت أني أنزلت جميع الأجزاء.

و المفاجأة _ لا أعلم إن كانت مفاجأة _ هو توفر القصة في ملف pdf للتحميل ^_^


دون إطالة أترككم مع التكملة، متابعة طيبة أتمناها لكم






يوم جديد صيفيٌّ حار، من شدَّة الحرارة تساقطت بعض قطرات المطر، و كأن الأرض

تستنجد بالسماء قائلة أغيثيني .. الكثير من الناس أمام العمارة، سيارة الإسعاف،

رجال الشرطة في كل مكان.

ليست الأرض وحدها من تستنجد، إنه قلب خلود، السماء لا تمطر، إنها تبكي،

إنه صاحب الساق المبتورة أسفل العمارة، هل انتحر؟ هل سقط؟ لم تجد الشرطة

سوى ورقتين على سريره، لأولى تقرير طبي جاء فيه نتائج تحليل تستوجب بتر

الساق الوحيدة للشاب المسكين، و الورقة الثانية رسالة لخلود كتب فيها لست

ذلك المسخ الذي يريدون أن يحولوني إليه، أنا لاعب كرة السلة، أن من أحببتك بجنون،

و تعلمت الشعر في حنايا عينيك، إياك أن تصدَّقي أن ذاك المرمي تحت الشرفة هو أنا،

أرجوك... لا تصدِّقي.



إنه شاعرها، فارس أحلامها، إنه جرحها الذي ظلَّت لسنين تحاول التعايش معه مع

كل غروبروت خلود قصتها لجِنان بكل التفاصيل المؤلمة و كيف أنها حين نهضت عادت

و انكسرت من جديد، حينها قطعت صديقتها موجة الحزن الكبير تلك قائلة سأخبرك

عن فكرة كفيلة إخراجك من كل ذلك،

إعملي بها أيتها العنيدة نفذي و لو لمرة طلبا من شخص يحب لك الخير.

ضحكت خلود قائلة ألم تعرفي أني نفذت طلب شخص مجهول و تركت وشاحي خارجا،

فكيف لا أنفذ طلب أعز صديقة، هات ما عندك، فقالت صديقتها أن حالتك هذه

– و اعذريني – حالة نفسية، سأعطيك رقم طبيب نفسي بارع و هو قادر بإذن الله

على إخراجك من كل ذلك، إتصلي بهذا الرقم بعد الساعة الثامنة، استرسلت

صديقتها الحديث قائلة ثقي بي ، و جربي ذلك، قالت خلود اللامبالية و لما لا،

ماذا سأخسر، هات رقم الطبيب.

تفقدت خلود الحجر مساء هذا اليوم أيضا، و مازال الحجر يصر على تعذيبها أكثر،

صعدت الدرج، و جلست تتأمل أشجار البرتقال و دون ما تردد و تفكير إتَّصلت بالطبيب

ببرودة و لا مبالاة.

قالت خلود مساء الخير، أنا خلود فأجاب الطبيب مساء النور أنا أنتظر مكالمتك،

فقد أخبرتني صديقتك باحتمال إتصالك أجابته و لما تنتظر ؟ هل حكت لك

صديقتي شيئا ؟! قاطعها لا لم تخبرني سوى أن لها صديقة عزيزة على

قلبها في أمس الحاجة للمساعدة سألته و هل تعرفني؟ قال لا، و لا أعرف

حتى صديقتك، أنا مجرد طبيب، الآن قولي ما مشكلتك؟ فقالت

و من قال أن عندي مشكلة؟ و إن كانت عندي مشكلة لما أحتاج إليك إن كنت أعرفها

، ألست طبيبا في نفوس البشر؟ أرني براعتك، و أخبرني أنت ما مشكلتي

بالطبع – أجاب – سأفعل ذلك، و لكني أحتاج لحوار جدِّي بيننا،

و اسمحي لي بطرح بعض الأسئلة.

قالت خلود بالتأكيد، تفضل فهذا عملك فكان سؤاله مباشرا

واضحا محددا هل أحببت يوما شخصا ما؟!

سكتت خلود حتى ظنَّ الطبيب أنها أنهت المكالمة ثم قالت إن كنت تقصد الحب المعهود

المنتشر كانتشار الوباء في قرية غير مطعمة فلا، لم أحب و لن أحب، و إن كنت

تقصد الحب بمفهومه المنقرض الغير موجود إلا في قلب خلود فنعم، أحب كما لن يحب أحد

أجابها الطبيب الحب سعادة، عطاء، كفاءة، مودة، غير أنني لم ألمس في نبرتك غير

الألم و خيبة الأمل

قاطعته خلود، و قد بدأت تصغي لكلامه بجدية، نعم، نعم سيدي، إنها خيبة الأمل،

لقد تعرضت لأكبر خيبة أمل في حياتي إلا أن الطبيب أنهى المكالمة عندما بدأت، و قال

لا بأس آنستي، هذا يكفي اليوم، لدي الآن مكالمة خارجية يجب أن أستلمها،

و شكرا على الإتصال عموما، و رغم تلك المكالمة لم تنفعها إلا أنها لم تضرها.




و في الصباح خرجت باكرا، ذهبت لاقتناء كتاب جديد، كي يكون التراب الذي تطمس

النعامة رأسها فيه، دخلت المكتبة المعتادة، و فورما رآها البائع رحب بها و كرر

إعتذاره مرة أخرى، و لكنها ضحكت و قالت ألا زلت تذكر؟ ربما انا من يجب

أن تعتذر ففي تلك الفترة كنت مرتبكة بعض الشيء، و تظل جاري و أخ أعز صديقة لي،

إنك بمثابة أخي– واصلت كلامها – هات ما عندك، ما الجديد؟ إبتسم البائع و قال

الكتب هناك، إبحثي بنفسك إختارت خلود كتابا و أرسلت السلام لصديقتها،

و غادرت المكتبة. وقبل أن تدخل للمنزل تفقدت شجرة البرتقال، مدت يدها في

الجحر الذي أبى هذه المرة إلا أن يفرحها، نعم هي الرسالة التي إشتاقت لها كما

تشتاق البراري للمطر، أغلقت باب الغرفة و استلقت على سريرها، فتحت الظرف

لتلمع الورقة الزرقاء بداخله، تقول الرسالة « أيتها الأرض الخصبة في فوهة بركان،

أنَّى لي أن أن أزرع وردة أو شوكة، و أنا الضعيف الخائف من حممه، لأجلك

سأكون شجرة، غصن شجرة، بل إن أردت سأكون حتى جذور الشجرة»

هي لم تكن تسير بعدما قرأت الرسالة، شعرت أنها تطير متجهة لبيت صديقتها جِنان

فالفرحة أثقلت كاهلها ولم تحتملها.



دخلت الفتاتان الغرفة، قالت جِنان أعرف أنك تحبين عصير البرتقال، أمي غير موجودة،

إنتظري لأضيِّفك شيئا، لن أتأخر

ذهبت جِنان لعصر البرتقال، و لكن خلود لم تحتمل إنتظارها فلحقت بها إلى المطبخ،

و في الرواق و قبل أن تصل إلى المطبخ، تجمدت رجلاها و لم تقوى على الحراك،

هل ما تراه أمامها حقيقة أم خيال! إنه هو.. بالتأكيد، و كيف لا تعرفه، إنه وشاحها

الأزرق مربوط في عمود سرير شقيق صديقتها. تسمرت مكانها تنظر للوشاح،

و هنا وصلت جِنان حاملة كوبي العصير، نظرت لخلود و لباب غرفة شقيقها المفتوح،

فسقط العصير من يدها فشكل نهر البرتقال الذي جرف خلود إلى شلال رطمها

رطمة لم تستفق منها إلاَّ و هي تجري بين أشجار البرتقال، كانت تجري و تبكي،

أحست بالغباء، شعرت أنها مجرد فار في مصيدة.

جلست تحت شجرة تسأل نفسها ألم أكن أريد أن أعرف من هو، فلما صدمت الآن؟

لا، هو استغلني، هو خدعني في تلك اللحظات رن هاتفها، إنه الطبيب فقالت له

أعذرني.. لا يمكنني الحديث الآن، موعدنا الساعة الثامنة فقال لها الطبيب ''

لا تبكي.. أنا لم أخدعك، أنا أحببتك حبا أقوى مني، لأجلك كنت رجل الظلام،

شجرة برتقال، بائع كتب، طبيبا نفسانيا و مستعد أن أكون لأجلك أي شيء،

إسمعيني و لا تقطعي المكالمة و تقطعي معها آخر آمالي، أعرف أني لو تقدمت

لك مباشرة كما فعل العديد كنت سترفضين''.

قالت خلود جعلتني و أختك معك فأرا في مصيدة

لا – قال- لا صغيرتي لا تتسرعي، و إن كانت هناك مصيدة فأنا الفأر الموجود فيها،

يا قطرة الندى يا من جعلتني أحب الشتاء بويلاته، يا من أسرتني في ظلام

لا أفعل شيء سوى تحطيم كل الفوانيس كي لا ينقشع، و لكن قبل أن تجيبي

أرجوكِ هذه المرة أعطيني الجواب و احتفظي لنفسك بالجواب البديل .



تجمَّد جسم خلود تحت الشجرة، فلم تعد تفرق بين أعضاء جسمها و الأغصان،

بل و تمنت أن تكون هي الشجرة و لتأخذ الشجرة خلود بكل الهمم و الأحزان،

إشتاقت إلى الغروب، حملت كوب الشاي و صعدت الدرج، وقفت تتأمل الغروب

و دون ما يرف لها جفن كانت تحتضن كوب الشاي، لا لتشربه بل لتشعر بالدفء،

فهي من جديد قد تفوت أي شيء سوى منظر الشمس و هي تغوص بين الجبلين،

و فورما برد كأس الشاي، نزلت حاملة كل الطمأنينة وسعة البال الموجودة في الدنيا،

هذا ما تمنت حصوله، من كل قلبها تلك خلود التي فقدتها فهيهات أن يحصل ذلك،

حملت ورقة زرقاء هذه المرة

و كتبت..

كم كانت حياتي فارغة قبلك، إجلس على كرسي طول النهار و احتسي كوبا فارغا

و تظاهر أنه لذيذ، تلك حياتي قبل أن تنورها، و أنت جالس على نفس الكرسي تلاعب

حواسك رائحة الحليب الطازج، و أنت تواصل احتساء الفراغ من الكأس، تلك حياتي

على ندما عرفتك، احتسي كوب الحليب و أنت جالس بين أشجار البرتقال تغمرك

رائحة التربة المبللة، تلك حياتي بعدما عرفتك، عدني أن يظل كأس الحليب طازجا!

خذ أحلامي، خذ مخيلتي خذ كل أوهامي، هي لك. و أعطني حقيقة واحدة

قد تغنيني عن كل ذلك.. إجعلني أؤمن أن الواقع أجمل من الخيال، كن بحارا

و إن لم ينفع فكن قرصانا و انتشلني من جوف البحر الهائج، أرجوك

لا تعلن الإستسلام و اعلم أن معركتك صعبة، و ليست مجرد إلتقاط وشاح.



يا من دخلت حياتي فسلبت منها الولع.

يا من فتحت جرحي و زرعت فيه الوجع.

وجع قوي جعلني أنسى سبب الجرح و حتى

مكانه... وجع جميل، لو خيرت بينه و بين

كل مشاعر الدنيا... لما اخترت غيره بديل.

أيها المخادع المحتال أريدك أن تعلم أن حياتي من دونك خيال و خيالي

من دونك أجمل واقع يا رجل الظلام، يا بائع الكتب، أيها الطبيب،

يا شجرة البرتقال، فراقنا بعد اليوم محال.. محال.

و هذا هو" جوابي الذي ليس لي غيره جواب بديل."













وصلنا لختام الفصل ومعه نطوي صفحة القصة كاملة

لكني أسأل الله ألا تنطوي صفحة لقائي بكم أبدا

تحميل القصة : الجواب و الجواب البديل

دمتم في رعاية الله و حفظه







التعديل الأخير تم بواسطة The power ; 06-17-2014 الساعة 01:17 PM سبب آخر: اضافة الوسام