عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-03-2014, 10:12 PM
الصورة الرمزية Anarchy  
رقـم العضويــة: 322235
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 86
نقـــاط الخبـرة: 57
افتراضي الفَصْلُ الخَامِسْ : الكَهْلُ وَ بِدَايَةُ الكُرَّاسِ الجَدِيدِ








اُقَدِّمُ لَكُمْ رِوايةً بِعُنْوَانِ الْعُمْلَةِ الذَهَبِيَّة


اُرِيدُ انْ اوَضِّحَ بَعْضَ الامُورِ اَوَّلاً :


لا يُمْكِنُ انْ اُبْقِي الرِّوَايَةَ عَلَى مَسَارٍ ثَابِتْ , فَهَذَا سَيَجْعَلُهَا مُمِلَّة ,

و ايْضًا سَيَقْتُلُ وَاقِعِيَّتَهَا , لِهَذَا احْيَانًا يَجِدُ القَارِئُ مَالا يُرْضِيهْ ,

و هَذِهِ وَرَقَةٌ مَقْصُودَةٌ مِنْ طَرَفِي ,

ايْضًا اعْتَذِرُ لِمُحِبِّي الفُصُولِ القَصِيرَة , فَسَيَكُونُ الفَصْلُ الرَّابِعُ اخِرَ فَصْلٍ اُنْزِلُ فِيهِ مَضْمُونًا قَصِيرًا ,

كَذَلِكَ سَبَبُ تَاَخُّرِي فِي وَضْعِ الفَصْلِ الخَامِسِ , اِنْ لَمْ تَكُنْ اسْبَابًا ,

وَ التِّي تَكْمُنُ فِي اِنْتِظَارِي لِطَقْمٍ لَمْ اَجِدْهُ لِحَدِّ الانْ , و قَدْ سَئِمْتُ الانْتِظَار ,

وَ كَذَلِكَ عَدَمَ تَوَاجُدِي الدَّائِمَ فِي البَيْتِ , اِنْ لَمْ يَكُنْ نَادِرًا ,

و هَذَا يُصَعِّبُ عَلَيَّ مُرَاجَعَةَ الفَصْلِ بَعْدَ كِتَابَتِهِ ,

و ايْضًا تَجَنُّبَ كِتَابَةِ الزَّوَائِدْ , فَانَا اُحَاوِلُ انْ اجْعَلَ الرِّوَايَةَ قَصِيرةً عَلَى قَدْرِ الامْكَانِ ,

و اعْتَذِرُ اِنْ ازْعَجَ اسْلُوبِي البَعْضَ و كَذَلِكَ اخْطَائِي اللُّغَوِيَّةَ , فانَا احَاوِلُ صَقْلَ لُغَتِي العَرَبِيَّةَ ,

و الآنْ ,









الفصل الخامس : الكهل و بداية الكراس الجديد



يفتح عينيه على أشعة الشمس ,

فيجد رجلا كهلا متسولا ينظر إليه مباشرة ,

فيخاف و ينهض بسرعة و يضرب أذنه صوت قوي , الا و هو صوت سقوط هاتفه النقال ,

تلك هي آثار ما بعد الثمالة , يسمع كل شيء بشكل كبير ,

فيبتسم الكهل و هو يحمل الزجاجة الفارغة و يقول : لقد اكملتها كلها , أحسنت يا فتى !

فيغضب سامر و يتعجب من صوته الخشن حين قال : و ما دخلك ؟

فيضحك الكهل : حتى صوتك و تغير , يبدو أنك امضيت سهرة ممتعة , يبدوا أنك لا تتذكر ما حدث ,

سامر : و كيف عرفت ذلك ؟

يبتسم الكهل : هذا مؤكد , فأنت ثملت , و اصبحت حيوانا زاهيا لـ ليلة , و خسرت الكثير مقابل القليل !

يتأثر سامر : ماذا تقصد يا عم ؟

ينفجر الكهل ضحكا : يا عم ؟ ههه , إجلس يا فتى , دعني اقص لك قصة ,

سامر : إنتظر لحظة و ساعود , سأبحث عن أغراضي ,

الكهل : هل تقصد الدراجة و ما تبعها ؟ لست متاكدا من محتوياتها فلم استطع التفتيش , و لكن وضعتها في مكان آمن ,

حتى لا ياخدها عمال النظافة صباحا ,

يتعجب سامر : شكرا , كلي أذانُُ صاغية ,

الكهل : هل درست من قبل ؟

سامر : لا , في الحقيقة لا أتذكر ,

الكهل : لا تتذكر ؟ حسنا , لن اتدخل في هذا , إجلس , ولا تقل كلمة حتى انتهي ,

سامر : حسنا ,

الكهل : كان هنالك ثلاثون طالبا , يدرسون في نفس القسم , في ثانوية متواضعة , و بدأت السنة الدراسية

و كل الطلاب بملابس جديدة , و الجو مليئ بالألوان و السعادة تعم المكان ,

يبتسم سامر : و عاش الجميع بسعادة و هناء ههه ,

ينظر الكهل الى السماء قائلا : دعني اكمل يا فتى , دخل المدرس متعطرا , قائلا السلام عليكم , يعم السكوت ولا يرد احد ,

هنالك من يتكلم في الهاتف , و هنالك

من هو مشغول بزميلاته المتبرجات , فيكرر السلام , فيحس الجميع بالغرابة ,

فيقول المدرس :
دخل الاسلام غريبا , و سينتهي غريبا , تذكروا هذا يا اولاد , و احزنوا ,
فقد اتى زمن اصبح القاء السلام طلبا و ليس صدقة ,

فلا يعيره احد اهتمام ,

فيصعد الى الصبورة , يخرج الطباشير و يكتب : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمْ

فتنطق فتاة : اظنك اخطات في القسم , فنحن ندرس رياضيات الان ,

فيدير راسه و لا يرد ,

يتوجه الى المكتب و يحمل القائمة ,

فتنطق الفتاة مجددا : هاي انت !

فينظر المدرس الى طالب يجلس في مؤخرة القسم ,

و تستمر الفتاة في التكلم ,

و المدرس ينظر الى الطالب ,

الى ان مرت الدقائق فتكلم الاستاد اخيرا : انت !

فلا يرد احد ,

فيشير الاستاد الى الطالب الجالس في المؤخرة قائلا : انت ! ماهو إسمك ؟

يقول الطالب باستهزاء : أحمد .

يدير راسه الى الفتاة فيسالها نفس الشيء فتقول : مروى ,

فيضرب الاستاد المكتب ليسكت الجميع و يقول : انصتوا للحظة ,

كرر إسمك يا فتى : احمد ,

و يبتسم نحو الفتاة : و انتِ ؟

فتقول : مروى , هل انت اطرش ؟

يقول الاستاد : هل سمعتم يا طلبة ؟ هل احتاج الى ان اكرر ؟

فيعم الصمت , فقد تغيرت ملامح الاستاد و اصبح جديا ,

فينطق احد الطلاب : و ما معنى هذا ؟

فيبتسم الاستاذ : ظننت انني مخطئ , فاردت ان اتاكد ,

ينظر الى مروى و يقول :
بالمناسبة , هل ترين هذه اللحية ؟ عمرها اكبر من عمرك ! فكيف تتجرئين
و تتكلمي مع استاذِك بهذه الطريقة ؟

و انت يا احمد ! الفتاة تتكلم و انت ساكت ! الفتاة ترد على الاستاذ , و انت ساكت ! من الرجل هنا ؟ انت ام هي ؟

لماذا يا اولادي ؟ لماذا تصمتون حين يصل الامر الى الحد ؟

هل يشترط ان اكون استاذ علوم إسلامية حتى ادَرِّس بِإسْمِ الله ؟

لماذا عم الصمت ؟ اليس لديكم هواتف و امور تهتمون بها ؟

انتم فئة رياضيات , و هذا يعني اني لو اردت ان اجعل كل القسم راسبا , لفعلت ذلك !

هل تحبون ان يصبح الامر هكذا ؟ ان يصل الى تهديد ؟

يعم الصمت لدقائق اخرى ,

فيقول مجددا : السلام عليكم !

فيرد الجميع السلام ,

فيقول الاستاذ : شكرا , و الان , سأنادي الجميع , ثم ساعطيكم تمارين خفيفة لاعرف مستواكم , ...

و استمرت حالة القسم على هذه الحالة لاشهر , حتى وصل وقت الامتحانات ,

و كانت ساعات الاستاذ الاسبوعية جحيما بالنسبة لكثير من الطلاب ,

مرت الامتحانات , و اتت النتائج ,

و نجح احمد فقط ,

فطرق باب المدير كثير من الناس , يشتكون من النتائج ,

في غضون ايام معدودة , طُرِد الأستاذ , بعد ان طلب حصة واحدة يودع فيها التلاميذ ,

اتى ذلك اليوم , الشيء الغريب ان جميع الطلاب اتوا ,

فدخل الاستاذ مثلما دخل المرة الاولى , و القى السلام ,

فرد الجميع السلام ,

فتوجه الى الصبورة , فوجد البسملة مكتوبة و مزخرفة ,

فإبتسم و نظر الى الطلاب قائلا : ماشاء الله , و لكن كيف لكم ان تاتوا بعد ان رسبتم من الإختبارات ؟

عم الصمت و لم يرد احد ,

فقال الاستاذ :
لن اطيل عليكم الحديث , سبب رسوبكم , هو اهتمامكم بامور تافهة , و رمي امور اَهَم,
تظنون انها تستحق العناء , و انها الاسهل , و لكن ماذا

استفدتم ؟ يشير الى احمد و يطلب منه الصعود الى الصبورة ,

فيصعد احمد خجلا و يقول : نعم يا استاذ ؟

انظروا اليه , هل فقد جزء من جسده ؟ هل حصل له مكروه ؟ هل ظلمته ؟ هل ظلم نفسه ؟

اجيبوني !

فيقول الجميع : لا يا استاذ !

الاستاذ : اذا لماذا ؟ الم تكن دروسي واضحة ؟ بالطبع لا , فاحمد نجح و بعلامة عالية ,

فينزل الجميع راسه ,

يبتسم الاستاذ :
تعلمون انه لا تزال لديكم فرصة , و هي نعمة , و انا ذاهب , و لا استطيع البقاء , هذه هي الدنيا ,
فهل اثق بكم لتبهروا الاستاذ الجديد ؟

يصيح الجميع : نعم يا استاذ ,

فيضحك الاستاذ : هل تعلمون سبب طردي ؟

فيقول احد الطلاب : النتائج يا استاذ .

فيدير راسه يمينا و يسارا و يقول : هل من اجابة اخرى ؟

فتقول مروى : مقولتك يا استاذ , ان الإسلام دخل غريبا و سينتهي غريبا !

الاستاذ : احسنتِ يا مروى , و مبارك عليك الحجاب ! لهذا يا اولادي , ان الطريق الصحيح اسهل , فكروا في الامر ,

ايهما اسهل ؟ ان تحمل ورقة و تدرس ؟ ام تقابل والديك بعلامات سيئة ؟


فلا يتكلم احد .

يقول الاستاذ و عينيه تطلان على النافدة :


ساروي لكم قصة خفيفة , ستكون عبرة لكم إن شاء الله ,

انا لم اولد مسلما , عائلتي كلها مسيحية , و ابي عمل قسا لاكثر من عشرين سنة ,

و ليلة قراءتي للقران كفضول فقط ,

جهزت جوا حميميا , الشموع و الاضاءة , مثل الافلام ,

و كل ما اقرا اية , انتظر سقوط شمعة ,

اقول في نفسي : يا الهي انا مستعد للدخول الى الاسلام ,

كل ما احتاجه هو اشارة , ربما انغلاق نافدة او اضاءة غريبة , او غراب يدخل الى الغرفة ,

يقولها و هو يبتسم تحسرا على تلك الايام و ترافقه ابتسامات التلاميذ .

فيكمل :

اقرا الاية التالية فلا يحدث شيء ,

فاقرا الثالثة و انتظر دخول الريح , او اي شيء يثبت ان الله موجود ,

و ان هذا الكلام مقدس ,

فسئمت و كنت ساقوم بغلق الكتاب و اكمل حياتي مقتنعا بديني ,

و لكن هل تعلمون ماذا حصل يا تلاميذ ؟

كانت الاية التالية , قال الله تعالى : " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها و مالها من فروج * "

فاحسست ان الله يخاطبني , و احسست اني اعمى , حيث كل هذا امامي , و انا ابحث عن المزيد !

يفتح جميع الطلاب افواههم دهشة و حيرة ,

حينها قال الاستاذ:
نفس الشيء , انتم تنتظرون اشارة الى ان تدرسوا , تنتظرون الهاما ,

الى ان تنجحوا ,

انتم تنتظرون سببا , يرغمكم على القراءة ,

و لكن كل الاسباب و الاشارات موجودة ,

فالدراسة عبادة , و تعليم الناس عبادة ,

و كذلك افراح الوالدين و الى غير ذلك ,

فما الذي تريدونه اكثر من هذا ؟

ينظر اليهم و يصيح :
هل تحتاجون اربعة اعين لتروا الامر ؟

لا و الله ,

ساذهب الان يا تلاميذي , وضعت تحت كل طاولة رسالة لكل منكم ,

تجدون فيها ما يسركم إن شاء الله , كتبا و نصائح ,

و الان , انا اعتذر ان لم اقم بواجبي على اكمل وجه , و اي احد لديه اي شيء يقوله فيتفضل ,

ساقفل عيناي حتى لا اراه , يقولها و هو يبتسم !

و بينما اعين الاستاذ تكلم اذنيه لتحزر صوت الطالب الذي سيتكلم ,

ينهض الجميع و يتجهون اليه و يحضنه الكل تعبيرا لما قام به ,

****
سامر و فمه مفتوح : اكمل يا عم ! لماذا توقفت ؟

يضع المتسول يده على راس سامر : ساترك الباقي لتتخيله بنفسك !

سامر : و لكن لماذا ؟ لماذا لم تكمل القصة ؟

يقول الكهل : او ليست النهاية واضحة ؟ الم تفهم سبب سردي للقصة ؟

يعم الصمت و يفكر سامر : هل تقصد انني احد الطلاب ؟

يبتسم الكهل : نعم , و انت اخترت الطريق الصعب ,

و لكن , لن تقابل والديك بعلامات سيئة , بل ستقابل ربك ! قال الاستاذ للتلاميذ ان لديهم فرصة ثانية , صحيح ؟ انت ايضا ,

فاحمد الله على العمر الذي اعطاه لك ,

و على كوني معك الان لانصحك , هل تعلم ماهو احسن شيء في القصة ؟

سامر : نجاح احمد ؟

يضحك الكهل : لا , ان الاستاذ إنسان , و افعاله تحتمل الخطا ,

لكن الله لا يخطئ , و هو يمهل ,

فيرتاح سامر و لا يستطيع قول كلمة ,

الكهل :
لكن ...... هو لا يهمل ! فلماذا لا تكون احمد ؟ هل تظن ان حياتك اصبحت كارثة ؟ لما لا تعيد التفكير ,
ستجد انها لم تكن كذلك , بل انت الان قررت الرسوب ,

بمحض إرادتك , و الشيء المختلف الوحيد , هو انك تفكر فيها الان بجدية , انك فتحت عينيك للحظة ,

قال : قال المدرس : الم تكن دروسي واضحة ؟

و كذلك الله , هل تحتاج الى ان ترى السماء تسقط ؟ الا تكفيك كل هذه المعجزات ؟ انظر الى نفسك ,
كيف ستفسر ما فعلت ؟

و هل ساعيش معك دائما لانبهك ؟

لا , فنحن شبه آلآت ,

ابتسم الكهل و قال : عندما تشتري مكنسة , ماذا تجد معها ؟

ستجد دليلا و تعليمات ,

كذلك الإنسان , فقد اعطانا الله كتابا , القران الكريم , حتى لا تكون لدينا حجة ,

اقولها و اكرر : هل تفضل ان تكون احمد ؟

فقال سامر : نعم !

يبتسم الكهل : اجابة خاطئة , يجب ان تكون افضل ! لا تضع ابدا قدوة لك غير رسول الله صلى الله عليه و سلم , لا تقارن نفسك بالاخرين , بل خد طمعك و ضعه في

المسار الصحيح , و اطمع الدخول للجنة , و ان يرضى الله عليه , ولا تهرب من الله بعد ما فعلت ,

بل اقترب منه و اطلب الغفران , فالله غفور رحيم ,

تنزل دموع سامر و يكاد لا يصدق ما فعل و يتذكر كلام ابيه حين قال : لا تنسى مبادئك يا بنى !

ينهض الكهل و يمسك يد سامر : هل انت مستعد ؟

يمسك سامر يد الكهل و ينهض : نعم !

يقول الكهل : و الأن اذهب , ولا تسال عن حالتي , و تذكر ان الاستاذ لم يكن مع التلاميذ في باقي الفصول ,

و كذلك انا , لن اكون معك يوم مماتك , اتمنى لك التوفيق ,

فيحضن سامر الكهل و يشكره ,

الكهل : إذهب الان !

فيمشي سامر بخطوات قصيرة و يدير راسه الى الخلف و يلوح بيديه وداعا ,

ينظر الى السماء و يقول : الحمد لله !

و يحمل دراجته و اغراضه و ينطلق ليبحث عن اقرب مسجد ليتوب توبة نصوحة و يكمل طريقه ,

مؤمنا ان العمل عبادة ! و كلام الكهل يدور برأسه .






الطقم من تصميم المبدع Ali Alshehri الملقب بتايقر ,

يمكنكم مراسلته عبر صفحة الفيس بوك ,

و انا اشكره جزيل الشكر على ما قدمه لي ,

فقد اعطى طعما ثمينا للرواية يسهل للقارئ متابعتها ,

اتمنى له التوفيق و النجاح في مجال التصميم .





التعديل الأخير تم بواسطة Anarchy ; 08-22-2014 الساعة 07:05 PM
رد مع اقتباس