اقتباس:
القائد كاكاشي شوقتني للقصة .... اذكرها في التدوينة القادمة واذا كانت طويلة لخصها .....
|
سالخصها قدر الامكان ,
دخل الى الجيش في فترة تدعى بالعشرية السوداء ,
ان كنت مطلعا على تاريخ الجزائر , فهذا يمثل ما يدعى بالربيع العربي ,
و لكن في التسعينيات ,
كان الدخول الى الجيش رمزا للشجاعة ,
فقام بقبول التحدي , و لم يستطع التحمل ,
فاصابته امراض عقلية ,
لم يصدقه احد , فقاموا بتعذيبه بعد اتهامه بالتحايل للهرب ,
فتفاقم مرضه , و بعد ان اصبح مجنونا تقريبا , قاموا بتركه ,
مرت شهور و اصبحت حالته جيدة و بدا المرض بالتلاشي ,
يوم اخر , رجع الى المنزل , رحبت به امه ,
و دخل يجري عند ابوه ليتفقد حاله , فوجده مريضا ,
قام بتقبيله , فقال له الاب : اعتني بامك ,
استغرب للامر فادار وجهه فوجدها ملقية على الارض اثر ضربة عجل ,
المهم , بعد اسابيع من العلاج , لم تكن حالة الام جيدة , و لكنها عاشت ,
ناداه ابوه بعد ان اصبحت حالته سيئة , و قال حرفيا :
ساموت بعد 15 يوما , و ستلحقني امك بعد 3 سنوات ,
و بقي يخرف لبقية الليلة ,
طبعا استغرب الامر ,
فطلب منه الاب ان يحضر الام ,
فنفد طلبه فقط ليرضيه و لم يصدق كلامه ,
عندما قام "حميد" بحمل امه الى الغرفة , قال لها نفس الشيء :
ساموت بعد 15 يوما و ستلحقينني بعد 3 سنوات ,
ثم بقي يخرف ,
المشكلة , ان الاب مات خلال ثلاث اسابيع ,
صحيح ان المهلة التي وضعها لم تكن دقيقة , و لكن جعل هذا حميد يفقد صوابه ,
رجع له مرض الجيش , و اصبح مجنونا مجددا ,
بقول مجنون , لا اعني ذلك انه في حالة مثبتة , و لكن يرى اشياء و يفتعل اخرى ,
بعد موت ابيه بسنة , قام ابي بزيارته يوميا , فهم اولاد عم , و لم احب ان اذكر التفاصيل ,
اراد حميد التعافي ليعتني بامه , كانت ارادته قوية , و كان يشرب الدواء في الموعد ,
بعد مدة , بدا يتعافى ,
و اقنعه ابي ان قصة الثلاث سنوات , ماهي الا قصة من قصص الاب رحمه الله ,
و لكن حميد كان يراوده الشك ,
المشكلة , مثلما قال الاب , ماتت الام خلال ثلاث سنوات ,
هنا سقطت الدمعة و هو يقص لي القصة ,
و بعد ان رجع الى العمل بعد ان مرت شهور على موت امه ,
شاهد عاملا زميلا يعمل معه بصفة بناء , يسقط امامه من الطابق الرابع ,
و المشكلة ان مكان سقطوه كان امام حميد تماما ,
ذكر انه لم يستطع النوم لست ليالي , و لكنه رجع الى صوابه فورا ,
فقد قال : لقد تعودت !
فاستغربت انا و قلت : عذرل , و لكن كيف عرف ذلك ؟ اعني مسالة السنوات ؟
فاجاب و هو مبتسم : ابي عاش مع امي منذ ان كان عمرهما 14 سنة ,
و كانا من شدة الاعتياد على بعضها البعض , يكلمان بعضهما بالاشارة ,
و نتيجة لهذا , دائما ما كان يراودني شك , ان كلامه صحيح ,
فهو لا يتكلم كثيرا , لكن كل كلامه , حكمة .
و هناك الكثير من الاحداث الاخرى ,
كل هذا , لاني ذهبت لاشتراء بعد المعدات , و لم املك ما يكفي من المال ,
فاضطررت الى العمل لساعات اضافية ,
و كنت ادخل الى البيت غاضبا , فسالني ابي ,
عندما اخبرته القصة , ابتسم و ارسلني عند ابن عمه حميد ,
و كان هذا صاعقة , فهذا ما كنت احتاجه ,
و مثلما ما قلت , اخدت من وعاء خبرته ما لم اشمه طوال سنواتي الدراسية ,
و هذا ما يدعى بالحياة الواقعية