supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:

المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : 
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان

"كحفيف الرياح "
سر بجنبي أيها الطفل المدلل , مروراً بغابة الضياع , لا تنصت لصراخ الأخرين , سر بجني إلى نهاية الزمان , و نقع جسدك من الخطايا المدنسة , لقد شَاهدْتَ الحقيقة , لم يحُجبْ بصرك عنها ,,
سينبض المتحجر من أعماق الظلام , ستزحف الإنسانية ضعيفةً كالحية ,,
ستتألم , ستضيع , ستتوهم , و لن تنسى !
احضنُ جسدي كالجنين في رحم أمه , فضاءٌ غير معلوم , إني ضائع و خائف , إني تعيس و وحيد , أنا المحمد ! , السواد يلفني , الوحدة تلمني , أريد .. أريد أن أجد معنىً , أريد صديقاً لا يموت , اريد صديقاً سرمدياً , أريد خالد !
هذا المكان مخيف .. أنا غير محصن من ذكرياتي اللعينة , أنها تترصد بي كالخفافيش , الخفافيش كائنات مريعة ! , أنا أعلم جيداً ما يؤلمني , سأبْعُدُ عنه , سأخلق عالماً خاصاً بي , بعيداً عن هذه الوساوس الشيطانية , سأحتوي كل ما يحتوى , في داخلي العديد من الظلال الشاحبة !
" ثوب الإنسانية .. يضايقني ! "
أنا اطفو ؟ من محيطٍ , لا أعلم و لكنني لا أختنق , ذكرياتي لا تدعني أموت ! , أنا أقترب من السطح , كالمرآة تماماً , شخصٌ ما ينتظرني في أعلى جرف يشبهني تماماً !؟ , أنه أنا ؟ , أحاول كسر هذه المرآه و لكنها لا تنكسر ! , " أتريد الخلاص ؟ " قال الشخص , هاه ؟ , " نعم " قلت بصوت واثق , ذلك الشخص يحدق بي , و لكنني لا أهبه بذلك , بداخلي العديد من الظلال الشاحبة ! , الماء يفور من حولي أصبح يغلي , أنه يستشعر بغضبي , " نعم .. نعم , حررني , اريد الخلاص , دعني أحصل عليه !! , حررني !! من نفسي !! " قلت , المرآه تتحطم , " فلتبدأ و تنتهي المأساة عند المهد و المذبح ! " قال الشخص , تحطمت المرآه ..
أنا في اعلى جرف , احدق بشبيهي , " محمد انا صديقك السرمدي .. أنا خالد لن اموت " قال خالد , " جيد " قلت لخالد , " حسناً أن تعلم ما عليك أن تفعل صحيح ؟ " , " نعم .. خذ هذه الإنسانية اللعينة ! " قلت للشخص , خلعت ثوب الإنسانية , و زججتها في جرة وناولتها خالد , " ماذا حصل لتلك الذكرى ؟ " قال خالد , " و ما شأنك أنت !؟ " قلت لخالد بصوت يزمجر بالغضب , نظر خالد للأسفل , أمسكت خالد من مقدمة قميصه , " لا تحدثني بشأنها مجدداً , فلتذهب تلك اللعينة للجحيم ! " قلت , " حسناً " قال خالد , احكم خالد الجرة , " لقد تم العقد إذا " قال خالد , " أي يكن " قلت , اخذت الجرة و سكبت الإنسانية في البحيرة المحطمة , كانت سوداء تماماً , لم أعد أنساناً بعد الأن , أنا لا اتألم , أنا لا اشعر , سأكون بخير !
أنا أغرز خنجراً في صدري , و اقتلع قلبي بدمٍ بارد , كان فقط .. مجرد هراء ! , تخلصت منه في حفره و دفنته , ابتعدت و ابتعدت .. وصولاً لجرداء قاحله , اخذت وقتي , في خلق أحلامي .. كنت سعيداً و لربما لا !
كنت طفلاً ساذجاً , هذا المكان كان ملجئً , كنت حراً , بعيداً عن كل تلك الآلام , حتى الرقصة الأخيرة , مع معلمتي , كانت تدعى فاطمة على ايه حال ..
لا أعلم كم مضى علي كشيطان لربما لثلاث سنين أو أربع ,,
جسدي يرفض أن يعطيني المزيد من الوقت , جسدي يرفض أن يجعلني سعيداً , و من حيث لا اعلم ظهر الفساد ! , المهرج العظيم , أخي ! , ما قاله اخي جعلي أبصر الجحيم , مجدداً , ما الذي فعلته بنفسي ؟! , لثلاث أو أربع سنين هل هذا ما كنت عليه ؟! , يجب أن أجد حلاً لهذه المعضلة , اوجدت البدر الأبكم الذي سيتحدث حين يحين الوقت , و غابة الضياع , لأعثر على إنسانيتي مجدداً ..
" إن الطريق للخلاص يجب عليه أن يكون مراً و شاقاً ! "
" الخلاص , أن لا خلاص ! "
في غابة الضياع لا أجد الهدى ؟ , انا ضائع ؟! , أمسكني اخي , المهرج العظيم , من يدي , وصولاً لحافة الجرف مجدداً , أنا احدق بخالد خلف تلك المرآة , فليساعدني احد عالمي يتصدع !! , سعادتي تتصدع !!
لا أعلم أين اختفى اخي , و لكن خالد حل محله , سألت خالد عن الخلاص , فقال " عن أي خلاص ؟ " , الخلاص !! , " أتعني النسيان ؟ , ألم أهبك اياه ؟ ماذا فعلت به " قال خالد , " أنه يفتك بي ؟! " قلت له , " لا يمكن لأي شيء أن يكون بلا ثمن ! , أنسيت ذلك ؟ " قال خالد , ما هذا الهراء ؟! , ما هذا الهراء ؟! , " ارشدني للخلاص أرجوك ! " قلت لخالد , نظر خالد لأسفل البحيرة و قال " أنت تعلم جيداً أين خلاصك .. أترى ذلك ؟, الكثبان المنسية , هي الخلاص الوحيد ! " قال خالد , " كلا , كلا , لن أعود لذلك المكان مجدداً , حيث ذكرياتي تقطن ! " , " ألا تريد الخلاص ؟! " قال خالد , و بمرارة قلت " نعم " , كان خيار مؤلماً , تلك الإنسانية اللعينة مجدداً ! , " كيف سأعثر عليها مجدداً ؟ " قلت لخالد , " إن كنت حقاً تريد الخلاص , فلتعلم أن الطريق للخلاص مرٌ وشاقٌ , فهل ستسلكه حقاً !؟ " , أجبته بنعم , فناولني خالد ترياقاً من جيبه و قال " أشربه " , حدقت بذلك الترياق الغريب , و حين شربته , لم يكن ترياقاً على أيه حال , كان منوماً , كلا , حين استفقت , و كأن ذكرياتي قد سحبت مني .. لأجد ثعلباً يرتدي زي البشر بسحابٍ طويل يقف أمامي !
نعم , نعم , لقد تذكرت كل شيء الأن , تمالكت قواي , و وقفت , حدقت بخالد , " مضيّ الكثير و بقي القليل , البداية عند النهاية , و تتطهر مجدداً عند المذبح و المهد " قال خالد , حدقت بخالد كنت غاضباً بشدة , " ما الذي ستفعله الأن ؟! " قال خالد , تقدمت نحو حافة الجرف , " هل تعلم ما الذي يعنيه هذا ؟! " قال خالد , " نعم .. الخلاص ! " قلت لخالد , كنت أعلم ما معنى أن ترمي نفسك في ذلك المكان الموحش , الكثبان المنسية , فضاء , حيز , فراغ , من الصمت و السكون , مكان لا تريد ان تكون فيه مطلقاً , مكانٌ تتعلم فيه الكثير عن ألامك , كالدورة التي لا تنتهي .. ميلاد الآلام !
كنت احدق بذلك القاع اللعين , " هل هذا سيكون قرارك ؟ " قال خالد , " نعم " قلت لخالد , " أنت تعلم ما ينتظرك هناك ؟ " قال خالد , " نعم .. أنا أعلم جيداً ما ينتظرني هناك " قلت لخالد , " فلتعثر على خلاصك " قال خالد , رميت نفسي لذلك القاع , كنت أسقط كالحجر , كنت أغور , حتى وصلت للقاع , كان مظلماً جداً , كان فراغاً !
لا أعلم كم مضى علي في ذلك القاع .. و لكنني لا أزال أبحث عن إنسانيتي ,,
و لكنني لا أشعر , أنا لا أفكر حتى ,,
أنا في غيبوبة ..
هناك في البعيد ,, زنزانة تحرسها دوامة متجمدة ,,
لربما لم يُقَدّر لي أن أنسى ؟!
* انتهت *
|