الموضوع: في سيرة شيطان 2
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2014, 05:19 PM   #2
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: في سيرة شيطان 2





أين أنا ؟ , أنا لا أشعر بشيء , كم مضى علي في هذا المكان , جسدي .. جسدي , يرفض التحرك !
هل أنا على قيد الحياة !؟
.....
أين أنا ؟ , من أنا ؟ , أين ؟ , أين أنا ؟
.....
هاه ! , أين أنا !؟
.....

استفاقت عيناني ببطءٍ شديد غير معهود , عقلي متبلدٌ جداً , أشعر لأنهاك و التعب , جسدي محطم و ممزق بشدة , أضلاعي و كأنها مخلوعة , بالكاد أستطيع تحريك سبابتي ..
ما هذا المكان .. أين ؟ , انا أسمع صوت هدير الأمواج , أنصت إلى ذلك في عقلي , أنا غارقٌ في الرمل , أتحسس ذلك في جسدي , السماء رمادية شاحبة و كأنها لوحة غير ملونه , الضباب يخيم على المكان كُلياً , الجو هنا مظلمٌ و قارس .. الجو هنا مخيف !

أين أنا !؟ , من أنا , أكاد أن لا أتذكر أسمي !؟ , أكاد أن لا أفهم لماذا أن هنا !؟
من ذلك الشخص ؟! , لا أستطيع أن أنطق ؟!
ما هذا المكان !!
أين أنا !؟ , من أنا !!

" أنت لم تنسى .. و لن تنسى ! "
و كأن جسدي مطروقٌ على الأرض ؟ , سأحاول الخروج من هنا , بالكاد اخرجت يداي , سأحاول أن أخرج جزئي السفلي من هذا الرمل الغريب , بالكاد أخرجت سافل جسدي , من هذا المكان !؟ , الرمل الأبيض في كل مكان و السماء رمادية حزينة , لا رياح , فقط سكون .. سكون موحش !
صوت الموج حين تلتطم بالأرض هو الشيء الوحيد المميز هنا , هذا المكان مخيفٌ حقاً ..
تقدمت نحو ذلك الشخص الذي يحدق بالبحر , إن كان بحراً ؟! , أعتقد أنني في جزيرة غريبة ؟! , و كل شيء منسي هنا ؟ , و كأنها جزيرة النسيان !؟ , اقتربت من ذلك الشخص , الذي كان يحمل في يده اليمنى شيئاً غريباً ماذا يكون يا ترى !؟ , سأقترب و اكتشف ذلك .. و فعلت ذلك ,,
ما هذا الشيء ؟ , قناع ابيض برسومات حمراء تدعو للضحك , ما هذا المكان الغريب , هيي انت ؟ , من تكون ؟! , و ما هذا المكان !؟ , ذلك الشخص لم يكترث حتى ! ..
قلت بصوت عالٍ " من أنت !؟ , و من أنا !! " قلتها بصوت بائس و غاضبٍ , من أنا !؟ , من أنا , من أنا ! , " أنت لم تنسى .. , و لن تنسى ! " قال الشخص , ما هذا ؟ , هذا الصوت !؟ , أنه صوت أخي !؟ , أنا أميزه بالطبع!! , أنه أنه .. وسيلة نجاتي كالعادة , أنه أملي الوحيد بين كل هذا الصخب , هذه النبرة تجعلني ابتسم .. اضحك , اسعد .. تجعلني أحيا !

أخي ؟ , هل أنت اخي ؟! , آنت أخي ؟! , كنت أجهش البكاء و لا أعجب من ذلك أن تستيقظ في مكانٍ غريب و لا تتذكر شيء حول أي شيء بخصوص نفسك , أن تكون محاصراً و ضعيفاً , أن تكون وحيداً و يائساً , أمر يستحق أن تبكي بشأنه حتماً , " هل أنت آخي !؟ " قلت لذلك الشخص , ألتفت الشخص نحوي , أصبت بالذعر ! , و الخوف , ما هذا المكان !؟ , ما هذا المكان !؟ , أنا لا اعلم من يكون !؟ , كلا , بل أنه ليس شخصاً حتى ؟! , أهذا ابليس !؟ , لا أعلم , أهذا كائن حي على الأقل ؟! , وجهٌ ممحى , لا يحمل أي تعابير , ليس حزيناً , ليس سعيداً , فقط لا شيء ! , وجهه ممحى , وجهه مخفى خلف قناع أبيض برسم أحمر سخيف, يرسم لنا البلاهة , يدعي الفرح , أنه يجيد التهريج , أنه أخي !
ارتدى أخي قناعه , أعني المهرج العظيم , كي لا أصاب بالذعر ربما , " ما الذي حصل لك ؟ " قلت له , كنت أبكي بشدة , " كلا , ماذا حصل لك أنت ! " قال لي المهرج العظيم , أنا ؟ , أنا !؟ , " أنا لا أعلم من أكون !؟ , أنا لا شيء , أنا فقط مجرد شيطان ! " قلت له , " محمد روحك في خطر .. ألا ترى ما الذي تفعله لنفسك ؟ , لماذا فقط لا تنسى ؟! " قال لي المهرج العظيم بغضب , " لا أستطيع ! " قلت له , " يجب عليك أن تنسى ! " قال لي أخي , فصرخت مزمجراً , " لا أريد ! " , " أنظر !! " قال لي أخي بغضب , ذلك البحر اصبح فجأة ساكناً كتلك المرآة , و انعكس عليه العديد من الصور , العديد من الذكريات اللعينة , و تلك المعزوفة تترنم في مسامعي مجدداً , " ما هذا !؟ " قلت لأخي بخوف , " أنه أنت .. ذلك الشخص في الأعلى .. خالد , أنه أنت .. كما كُنت " قال أخي , أنا ؟! , " خالد هو أنت .. عندما أخترت , عندما يَئِسّتْ , عندما خَسِرَتْ , تلك الظلال , ذلك الظلام الذي يسكنك هو خالد , أنه جزء لا يتجزأ من آلامك , أنه قرارك , أنه أملك , أنه رِبحك , أنه أنت , و سيقوم بالسيطرة على بدنك و عقلك مجدداً " قال أخي , يسيطر علي ؟! , مجدداً ؟! , " أنت لست ذلك الشخص الذي تظنه , و أنا ايضاً , فأنت من أوجدني لسببٍ أنت تعلمه .. أنا ورقتك الأخيرة لتعثر على خلاصك , كنت أراقبك من بعيد , يجب ان تعلم أنك عليك تفعل ذلك بالطريقة الصحيحة , عليك أن تقتل خالد بالطريقة التي أحييته بداخلك .. بالألم ! " قال أخي , خالد ليس ككل تلك المخيلات أنه حيٌ و خالدٌ بداخلي , " خالد يملك إرادة حرة .. هذا ما يجعله مختلفاً عن كل الجميع , كل شيء حيٌ و مسلوب الإرادة هنا و لكن خالد .. مختلف ! , و إن فشلت في قتله .. فالعواقب وخميه ! " قال المهرج العظيم , مختلف !؟ , " هذا الأيبوطة الحزينة و الموحشة .. لم تكن من صنعك أنت فقط .. لخالد ايضاً نصيبٌ في ذلك , أنه أنت عليك أن تتقبل هذا في البادئ الأمر ! , عليك أن تفهم ذلك , عليك أن تتقبل ألمك ! " قال المهرج العظيم , " ماذا بشأنك أنت ؟ " قلت للمهرج العظيم , " أنا فقط أفعل ما علي أن أفعل " قال المهرج العظيم .

" لألمي .. آلامٌ "
أنا , أنا .. ماذا فعلت ؟! , لقد أوجدت في داخلي شيئاً سيئاً , مخلوقاً سيخلق لي السعادة , مخلوقٌ سيرشدني للنسيان , مخلوقُ سيكون صديقاً لي , اريده سرمدياً لا يموت , اريده حكيماً , اريده مخلصاً , اريده ظلاً لي .. اريده خالداً , سأدعوه خالد !


يتبع بنصٍ آخر ..

التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-15-2014 الساعة 03:15 PM
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس