supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:

المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : 
|
رد: في سيرة شيطان 2

أشعر .. أشعر .. أشعر و كأنني جسدٌ خاوي ,,
و كأن روحي مشطورة في جسدٍ آخر ,,
و كأنها منزوعة من جسدي بطريقة وحشية ..
أين روحي !؟
" الفراغ .. يأخذ حيزاً بداخلي "
"محمد أمعن النظر لهذا المكان , ما الذي تراه ؟! " , قال المهرج العظيم , كنت أحدق بهذا المكان الغريب , كنت أعلم أنني كنت هنا سابقاً , لقد أمضيت الكثير من الوقت هنا , أمارس الصراخ ! ,في البعيد شفقٌ أرجواني , في ذلك الأفق .. شقاء !
" هل لديك فكرة عن هذا المكان " قال المهرج , نظرت نحو المهرج العظيم و قلت , " نعم , الكثبان المنسية .. انسانيتي بآلامها ترسى هنا " قلت للمهرج العظيم , " ليس تماماً . هذا المكان يمثل النصف الأخر المناقض للجرداء القاحلة .. هل أنت حقاً , تعلم أي شيء بخصوص نفسك ؟! " قال المهرج العظيم , " كل , كل ما أتذكره هو تلك الجرداء , حين كنت أمارس الرقص مع فاطمة وهمية " قلت المهرج العظيم , كنت أشعر بالأسى تجاه نفسي , من أنا ؟ , بداخلي فراغ , هل أنا حقاً شيطان !؟ , " هذا المكان كالصورة المبعثرة لإنسانيتك التي هَرِبتَ منها , نحو الحلُمُ , نحو الجرداء القاحلة , الكثبان المنسية هو النصف الآخر للجرداء الموحشة , هذا المكان حُلمُ خالد.. إن كنت أوجدت الجرداء القاحلة لتحيا في عالمٍ طيفي سرمدي بعيداً عن الآمك أعني ذكرياتك .. ففي هذا المكان أنت غير محصن منها ! " قال المهرج العظيم , هاه ؟ , " هذا المكان ميلاد خالد ! , هل تعلم ما معنى هذا , أن كان هذا جحيمك , و الجرداء القاحلة حلمك , فهذا نعيم خالد و الجرداء القاحلة جحيمه , هل تعي هذا !؟ " قال المهرج العظيم , " ما معنى هذا ؟ " قلت للمهرج العظيم , " خالد .. خالد , هو نصفك الآخر , لتعثر على خلاصك يجب أن تمر من خلال آلامك .. أنت كنت على يقين من هذا , و لكن ما كنت أنت عليه كان أسوء من هذا المكان , كلا , كنت أسوء من خالد عينه , و حين شطرت روحك , خالد اخذ ألمك و حزنك و تعاستك , و حفظها في جسده , ألمك كان ذلك النبض الذي يجعل خالد يحيا , نعم خالد يحيا على آلامك ! , و لذلك عليك أن تقضي عليه كما أحييته بداخلك " قال المهرج العظيم , " خالد اخذ نصيبي من الألم ؟ " قلت للمهرج العظيم , " تماماً ! , و هذا يجعلك تشعر بالفراغ ! " بصوت جاف قال المهرج العظيم , " و لكن!؟ , و لكن !! , " عندما أوجدت أنت خالد .. لهدفٍ ما " قال المهرج العظيم , " هدف !؟ " قلت للمهرج العظيم , " نعم .. خالد يحفظ إنسانيتك بعيداً عنك .. لتجرد نفسك منها و من آلامها .. أليس كذلك , و لكن حين تجتمع أنت بإنسانتيك و بآلامك هل تعلم ما سيحصل ؟! " قال المهرج العظيم , " أعود كما كنت !؟ " قلت للمهرج العظيم , " نعم .. تصبح شيطاناً ! , و هذا هو مشروع خالد , هذا ما يرغب بحصوله , أن يجتمع بك من جديد " قال المهرج العظيم
" ماذا علي أن أفعل ؟! " قلت للمهرج العظيم , " أنت تعلم ما عليك أن تفعل ! , عليك أن تمر من خلال آلمك ! " قال المهرج العظيم , أمر من خلال ألمي ؟! , يجب علي أن أقتل خالد بالطريقة التي أحييته بداخلي ؟!
" البداية عند النهاية و تتطهر مجدداً عند المذبح و المهد !؟ "
يجب علي أن أقتل صديقي الوحيد ..
صديق المخلص ..
صديقي الحكيم !
" أنا الطفلُ الصغيُر .. المْفَجُّوعْ "
أنا الطفلُ الصغيُر المْلَهُّوف , الطفلُ الصغيرُ الْمُولَعُ ,,
انا أفنى , انا أتلاشى , انا أنهصر فيكِ ,,
أنا أنتشي عبق زهور الياسمين المسوم ,,
" مِرَجَامُ منزلكم .. صَدّئْ "
كُنتُ أَطْرُقُ بَابَ منزلكم , حتى سَالَ الدمُ من يدي , كنت انتظرك .. عِندَ المغيب ,,
لأقرب ثغري من جيدك , و اهمس بداخلكِ , أنني لا أزال ذلك الطفلُ الصغيُر المْلَهُّوف ..
كُنتُ أَطْرُقُ بَاب منزلكم , و أنا أحترق شوقاً , كنت شعلةً تصبح .. رماداً ,,
حتى ابتسم .. لأسعد , لأراك , مجدداً , أنا ذلك الطفلُ الصغيرُ الْمُولَعُ ..
كُنتُ أَطْرُقُ بَاب منزلكم , و أفرقع بأصابعي و أُدنّدِنُ أجمل المعزوفات ,,
أصابني سقمٌ منكِ , أنا محمومٌ بكِ , عشقتك حتى فقدت الرشد !
....
لقد سَئِمّتُ الانتظار , سرى الليل أشعر بالبرد حين يقرصني , تخثر دمُ يدي ..
تمنيتكِ أن تحضري .. و أخالكِ لن تفعلي ذلك قطا !
لقد سَئِمّتُ الانتظار , هطل السيل , انهالت على الضغائن , سعير حنيني خبى ..
و لم تحضري .. و أخالكِ لن تفعلي ذلك قطا !
لقد سَئِمّتُ الانتظار , حتى تمزقت حناجري من الصراخ و العناء , و لم تلتحم ..
و لن تحضري .. و أخالكِ لن تفعلي ذلك قطا !
....
" أصِيلُنا .. يعتني بأرواحنا الممزقة "
تغلغلني الشقاء كما ترين , أنا لا أُنّخل منه !
لا يسعني أن اقف لأنتظرك مجدداً , يا عزيزتي ..
فلنمضي قِدَماً لعلنا نشفى مما أصبنا به نفسنا ..
لما نحل , لما نتحلل , لما نرحل , لما نرتحل ؟!
الحزن و الشوق يتصيدنا كما ترين يا عزيزتي ..
لنتجلد و لنصبر , يوماً ما , سنرتدي عباءةً تخفينا عنه ..
و سنبتسم كالبشر , و لن نعود شياطيناً مجدداً ,,
سنعود لنبتسم كالبشر مجدداً , يوماً ما ,,
في أصيلٍ وهمي , عند جرفٍ يقربنا من النهاية ,,
سأهمس في أذنك .. أنني لا أزال طفلكِ الصغير ,,
....
أمر من خلال آلامي .. أنا مشتت ؟! , بماذا أبدأ !؟ , لا , كلا , لا أريد , لا يمكنني تحمل ذلك , لا يمكنني !! , لا أريد أن افعل ذلك ! , أتوسل أليك أن لا تدعني أفعل ذلك !
لا أريد فعل ذلك مطلقاً , " أنت تفهم ذلك صحيح .. عليك أن تفك قيد تلك السلسلة الذهبية , ميلاد خالد , الفتاة الثلجية , أسوء ما يمكنك أن تتخليه , تلك الفتاة التي لا تستطيع أيذائها ! " قال المهرج العظيم , كنت أحدق بذلك الشفق الأرجواني ..
في البعيد زنزانة تحرسها دوامة متجمدة ,,
يتبع بنصٍ آخر
التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-19-2014 الساعة 08:52 PM
|