*منقول ولكن للفائدة

إذاً ما هو رأينا في الحلقة الأولى من مسلسل غوثام؟



بدأ أمس عرض الموسم الأول من مسلسل قناة فوكس الجديد Gotham والذي تدور أحداثه في مدينة باتمان التخيلية “غوثام” تلك المدينة السوداوية التي طالما آمن بروس واين بأنه يمكن في يوم من الأيام أن ينتشلها من مستنقع الجريمة، ولكن لأن الكثرة تتغلب دوما على الشجاعة فالواقع كان دائما ما يفرض نفسه على باتمان عبر قائمة لا تنتهي من الأشرار، وهو ما ركزت عليه هذه الحلقة الإفتتاحية للمسلسل.

الحظ العاثر لهذا المسلسل هو أنه جاء بعد ثلاثية فارس الظلام لكريستوفر نولان، ولكنه في نفس الوقت يهرب بذكاء من فخ المقارنة بإسناد أحداثه إلى سلسلة قصص “غوثام” والتي تتحدث عن مدينة باتمان ما قبل ظهور باتمان نفسه بعدة سنوات.

المسلسل في الوقت نفسه لا يتجاهل باتمان، بل على العكس، لم تمر سوى 3 دقائق على بداية الحلقة قبل أن نشاهد الشرارة التي أطلقت فارس الظلام، مقتل والدي باتمان الصغير، أو مثل ما يعرفه الشرطي قوردون باسم بروس واين.

هذا المشهد لطالما كان محوريا وهاما في مختلف الأعمال المبنية على قصة الأسطورة باتمان، الليلة التي خرجت فيها عائلة واين الثرية من المسرح ليقعوا ضحية لسارق مرتبك يقوم بقتل الأم والأب، ولكن في هذه النسخة يختفي ارتباك القاتل لنشاهده يتغاضى عن قتل بروس الصغير بكل هدوء، القاتل المحترف ذو الحذاء اللامع.

بطل المسلسل المحقق جيمس قوردون (النسخة الشابة من المفتش المعروف) يظهر في مسرح الجريمة ليتحدث مع بروس الصغير ويصبح أول من يواسيه بعد مقتل والديه، وهو أيضا حوار جوهري في كل النسخ المبنية على قصة باتمان، الاتصال الأول بين الثنائي الذي سيعمل على تطهير المدينة مستقبلا، ذلك الاتصال الذي سيتطور إلى شعاع الضوء الذي يحمل شعار الخفاش في سماء المدينة.

الأحداث التي تم اختيارها لتظهر في هذه الحلقة الإفتاحية للمسلسل كانت موفقة للغاية، الأهمية بدأت منذ الخمس دقائق الأولى عندما تم ربط بداية عمل المحقق قوردون في غوثام بلقاءه الأول مع بروس واين، العامل المشترك بين الشخصيتين التي اشتركت في الصدق والطهارة قبل أن ينغمس كل منهما في جريمة وفساد غوثام، وهي النقطة الثانية التي تناولتها أحداث هذه الحلقة التي استنفرت كل طاقاتها لإظهار أكبر قدر شخصيات عالم باتمان المعروفة، مثل كات وومن، ذا ريدلر، البطريق، بويزن آيفي، والشخصية التي تم استحداثها خصيصا لهذا المسلسل “فيش موني” التي تقوم بأدائها الممثلة المعروفة جادا بينكيت سميث.

الحلقة في الوقت نفسه لم تحاول أن تبدأ أي خطوط أحداث جديدة، التزمت فقط بتوضيح الفكرة الرئيسية للعمل وأنه عن مدينة باتمان وليس عن باتمان نفسه، مع استعراض أكبر قدر من الشخصيات، وما طرأ على شخصية المحقق قوردون الذي بدأ هذه الحلقة عازما على فرض القانون وانتهى به الحال على حافة ذلك الميناء خاضعا لقوانين عصابات المدينة.

هذا المسلسل لن يجد مشكلة كبيرة في تسويق نفسه للجمهور، والفضل في ذلك لقصص الكوميك أولا ولكريستوفر نولان ثانيا، ولكن المسلسل خلال هذه الساعة الأولى ظل منقسما ما بين سوداوية نولان في التعاطي مع السلسلة والتي ظهرت في جميع مشاهد المفتش قوردون، وما بين كرتونية الأجزاء القديمة من سلسلة باتمان للمخرجين بورتون وشوماخر في مشاهد الشخصيات الشريرة، والتي يبدو أنها لن تتغير، وقد يكون هذا المزيج هو سر نجاح المسلسل أو فشله.

“الليل لا يزداد ظلاما سوى قبل طلوع الفجر” هي كلمة هارفي دينت الشهيرة من فيلم The Dark Knight أكثر أفلام باتمان طموحاً وأملاً في إخراج مدينة غوثام من مستنقع الإجرام الذي غرقت فيه، وهو الفيلم ذاته الذي انتهى بهروب باتمان من مسرح جريمة قتل هارفي دينت، لتعطي دلالة واضحة أن هذه المدينة لا يمكن إنقاذها.

ولكن السؤال الأهم، هل يمكن للستاند اب كوميدي الذي ظهر في ملهى فيش موني لدقيقة واحدة أن يكون هو الجوكر؟

للأسف ذي السنة نهاية بعض المسلسلات العظيمة

أبناء الفوضى و الممر الخشبي !

مسلسلين عظيماً !

آعلنو عن موعد the mentalis آلموسم آلسابع ؟

^
متفائل في هذآ آلموسم