و فعلاً ذهبنا إلى منزله بعد أنتهائنا من النقاش الذي فتحه صديقي مع مالك المطعم أحتجاجاً على
سعر الطعام علماً بأني أنا من دفعت ثمنه !! فعلاً إبراهيم مزعج ، كانت الساعة حينها الثالثة
و الأربعون دقيقة ،دخلنا منزله الذي يسكن به هو و أخيه المحامي سامر ، و كان أخيه
ما زال في العمل حينها و جلست على الأريكة و وضعت الحقيبة أمامي على المنضدة
و أنظر إليها و أقول في نفسي ما الذي أوصلك لي ، و بعد قليل عاد إبراهيم من غرفته
التي ذهب إليها ليبدل ملابسه و جلس بجانبي و قال : هيا أفتحها . فمسكتها و نظرت
إليها و إذا هي عليها رقم سري يجب وضعه لفتح الحقيبة يتكون من ثلاث خانات
حينها قلت له : هناك رقم سري ماذا نفعل . قال إبراهيم : عادةً يكون الرقم السري الأساسي
للحقائب هو 999 جرب ذلك . ففعلت و لكن لم تفتح فقلت : لا خاطئ ، ماذا يمكن أن يكون ؟
فرد علي : أنتظر سأكلم أبي هاتفياً و أساله عنها و أباه أسماعيل رجل في الخمسينات من
عمره لديه متجر في مدينة أخرى يسكن بها هو و زوجته و أخوان إبراهيم الصغار و متجره
يبيع الحقائب ، و فعلاً إتصل إبراهيم بوالده و دار بينهما الحديث التالي إبراهيم : مرحباً
يا والدي كيف حالك ؟ . رد أباه : أهلا يا إبراهيم ، أنا بخير و الحمد لله ، أنت كيف حالك
يا بني ؟ . رد إبراهيم : أنا بخير يا والدي لكن أريد أن أسألك سؤالاً . رد أباه : تفضل
يا حبيبي . قال إبراهيم : أنا مع صديقي و لدينا حقيبة من نوع كذا و كذا و عليها كلمة سر
و لا أعلم ما الرقم السري الأساسي لها هل تعلمه يا أبي ؟ . رد أباه : مبروك لك هذه الحقيبة
الجيدة و رقمها الأساسي أعتقد أنه 765 . فقال إبراهيم شكراً لك يا أبي . رد اباه العفو يا بني .
و أنتهت المكالمة و قال لي إبراهيم جرب هذا الرقم 765 . ففعلت مباشرة و فعلاً فتح
القفل فأخذت الحقيبة و فتحتها و قلبي يخفق بشدة ، ياللمفاجئة أنصدمت فعلاً كان في
داخلها ورقة ، أخذتها لأقرئها و كان مكتوب عليها : "حظك السعيد أنتهى ، أهلاً بك في الجحيم"
الفصل الثاني
"حظك السعيد أنتهى ، أهلاً بك في الجحيم" تلك هي الجملة التي كانت مكتوبة على
الورقة التي وجدناها في الحقيبة اللعينة
حينها أخذ إبراهيم يضحك بصوت قد ملئ الحي كله ، لكن أنا كنت خائفاً فعلاً و لم
أفهم الأمر ما هذا ؟ لماذا أنا ؟ و هل
يقصدوني أصلاً أم أنها مجرد صدفة ؟ ماذا أفعل ؟ هل هذا كذب أم حقيقة ؟ لقد كنت
مرعوباً بحق و إبراهيم يقهقه من
الضحك فضربته على رأسه و قلت له بصوت عالٍ : أصمت ، هذا ليس وقت لعبك .
حينها فهم إبراهيم مدى خوفي من
الموضوع و أراد أن يهدئني و وجهة ما زال محمراً من كثرة الضحك فقال : على رسلك
يا صديقي هذه مجرد مزاح ثقيل من
شخص لا تأخذه بهذه الجدية . لكن كلامه لم يهدأني أبداً فهل كل ما حصل مجرد مزحة
لا هذا مستحيل فأكمل إبراهيم كلامه
قائلاً : عندما يعود أخي سامر سنتشيره في الموضوع لا تنسى أنه محامي و أكيد
سنجد الحل عنده . حينها هدأت قليلاً و
قلت : حسناً .. متى يعود أخوك سامر . فأجاب إبراهيم : موعد عودة سامر من العمل
هو الخامسة مساءاً . و كانت الساعة
حينها الرابعة مضت تلك الستون دقيقة كمئة سنة و عندما أتى سامر إلى البيت دخل
و سلم علينا و رحب بي كثيراً و قد
كان ظاهراً عليه التعب من العمل ، و أستأذن قليلاً ليبدل ملابسه و ذهب ورائه أخاه
ليخبره بالأمر و عندما عاد طلب مني أن
أخبره بالموضوع بالكامل لأن إبراهيم قال له رأوس أقلام فقط و سردت له القصة
بأكملها و بعد أن أنتهيت صمت قليلاً ثم
قال : ياااه كل هذا حصل معك ! فعلاً حظك سيء لكن من المنظور القانوني لهذه القضية
لا تعتبر رسالة تهديد لأنها لم توجه
بشكل مباشر لك و هذا دليل إما على أنها مجرد صدفة أو على خبرة الطرف الآخر
بالأمور القانونية ، و قد كان يجب عليكم
أن تذهبوا بها لأحد المراكز الأمنية و تسلموها لهم قبل أن تفتحوها و تورطوا أنفسكم
على كلٍ أتمنى أنها مجرد مزاح سيء
من شخص لك و لا تأخذها على محمد الجد لهذه الدرجة . في الحقيقة كلام سامر أقلقني
أكثر خصوصاً بقوله "خبرة
الطرف الآخر بالأمور القانونية" فأنا مرتبك جداً ولا أعلم ماذا أفعل . قال إبراهيم : أهدأ
لن يحدث شيء صدقني . و لكن
كانت هناك مشكلة و هي أني لا يمكنني أن أعود لمنزلي لأن الوقت قد تأخر و منزلي
بعيد جداً و لا يوجد ما يوصلني له
فطلبت من إبراهيم المبيت لديهم فرحب بي بكل سرور وقال : يا أهلاً و سهلاً بك يا
صديقي منير. منير كان أسمي و كنت
أبلغ من العمر حينها ست و عشرون ربيعاً و قد فرحت بشدة لقبوله الأمر فقد كنت خائفاً جداً
من المبيت في منزلي خصوصاً وأني أسكن وحدي بعد أن سافر أهلي جميعاً إلى بلدٍ آخر .
لم أنم ليلتها إلا قليلاً من كثرة القلق استيقظت متعباً و منهكاً و وجدت صديقي إبراهيم ما
زال يغط في نومه و كان أخاه قد
خرج للعمل فأيقظت إبراهيم بقولي : أستيقظ الساعة الآن السابعة و الربع ليس هناك وقت
كافي لتنام . رد و هو يتثائب :
حسناً حسناً ... استيقظت و غسلت وجهي و اعددت بعض الشاي و ذلك لأني لم إجد
القهوة في منزل إبراهيم و حينها
إستيقظ إبراهيم و بعد أن استعددنا للذهب للعمل وقفت أنا للحظة فيها تذكرت ما حصل
البارحة خفت أن يحدث شيء معي ،
و قبل أن أتكلم قال إبراهيم : هيا هيا لا وقت لدينا . فقلت : سبحان الله ألست أنت من أخرنا
بسبب نومك ؟ . فضحك وقال :
أنا آسف هيا بنا . ذهبنا و إستقلينا حافلة و ذهبنا للعمل ثم عندما أنتهى العمل الساعة
الثانية ظهراً عدت لمنزلي و عاد
إبراهيم لمنزله حينما دخلت بيتي لاحظت فوراً أمراً أدهشني و أخافني ، لقد وجدت مسجل
صوتي موضوع على المنضدة
و فيه شريط مسجل عليه صوت حينها علمت أن ما حدث البارحة لم يكن صدفة بل كان
مقصوداً ، ذهبت للمسجل و ضغطت
على زر التشغيل و بدء صوت رجل يتكلم بالآتي : "أهنئك لقد تم إختيارك لدخول لعبة الجحيم ، إما أن
تقبلها و تحافظ على حياتك و إما أن ترفض و حينها ستدخل الجحيم ، لا تحاول إخبار الشرطة
فبذلك تعتبر خسر،إن قبلت اللعبة ضع هذاالمسجل في الشارع رقم 765 و أنتظر سيأتيك رجل يأخذه منك
و تستلم شرح اللعبة و لكن معك يوم واحد فقط لتفكر إن لمتفعل فلا تخف أعدك ستعيش في الجحيم " .