عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-23-2015, 02:57 PM
الصورة الرمزية sυzαηღ
♥ مشـرفۃ قسم عـالـم الفتيات ♥
♥ جمعيـۃ العاشـق الحـرّة ♥
 
رقـم العضويــة: 87884
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 20,714
نقـــاط الخبـرة: 8469
افتراضي || أجـور مستمـرة ||







الحمد لله رب العالمين يسمع دعاء الخ‘ــلائق ويجيب ..


يغفر لمن استغفره ، ويرحم من استرحمه ، و يصلح المعيب...


نحمده تبارڪ وتعالـﮯ ونسأله التنظيم لأحوالنا و الترتيب...


ونعوذ بنور وجهه الڪريم من الفسادو الإفساد والتخ‘ــريب...


وأشهدأن سيدنا محمدا عبده ورسوله المقرب والحبيب...


خ‘ــلقٌهُ نعمـﮧ ، ومبعثه رحمـﮧ، وشمس سنته لا تغيب...


فصلِ اللهم عليه و علـﮯ آلـه و صحبه و ڪل من انتسب إليه

من
بعيد أو قريب...


أمــاآ بعد إخ‘ــوتـي و أعزاآئي أعضاء و زوار العاشق الڪراآم و

بالأخ‘ــص قــراآء
هذا الموضوع,,



اليـوم سأقدم لڪم موضوع قيم ورائع


أتمنـﮯ من الله أن يُعجبـڪمـ الموضوع



إذا مات العبد وانتقَل إلـﮯ ربِّه، تَبِعه إلـﮯ مقبرته ثلاثـﮧ أشياء: \"أهله - أولاده وأقاربه، وأهل صحبته ومعرفته –

وماله - ڪـالعبيد والإماء، والدابَّـﮧ والخ‘ــيمـﮧ ونحوه - وعمله؛ سواء ڪـان صالحًا أو فاسدًا\".

فيرجع اثنان، ويبقـﮯ معه واحد، يرجع: \"أهله وماله\"، ويبقـﮯ: \"عمله\"،فإذا ڪـان عمله صالحًا فيا

للفرحـﮧ والسعادـﮧ، وإن غيرَ ذلڪـ؛ فيا للحسرـﮧ والندامـﮧ!

فالعبد بعد موْته لن ينفعَه أهلُه، ولا ماله، ولا جاهه، ولا سُلْطانه، ولا أصحابه، ولا..، ولا..، إنما ينفعه عمله

الصالح؛لِمَا جاء ذلڪـ في الحديث عن أنس بن مالڪـ، قال: قال رسول الله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم -: ((يَتْبَع

الميت ثلاثـة، فيرجع اثنان ويبقـىمعه واحد، يَتْبَعه أهله وماله وعمله، فيرجِع أهله وماله، ويبقـى عملُه))؛ رواه

البخ‘ــاري (6514)، ومسلم (2960)، ففيه: حثٌّ للعبد علـﮯ أن يعملَ عملاً صالحًا ينفعه بعد موْته،يؤنس وحْشَته

في قبْره، ويُبَيِّض وجْهه عند لقاء ربِّه: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران: 106].

فالذي ينفع العبد بعد موته، ويبقـﮯ له من رصيد حياته الدنيويـﮧ - أمواله وثرواته - ما قدَّمه في حياته من عمل

صالح؛ ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَـة الْحَيَاة الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خــيْرٌ عِنْدَ رَبِّك ثَوَابًا وَخــيْرٌ أَمَلًا [الڪـهف: 46].

فهذا هو الذي ينفع العبد ويبقـﮯ له، الإيمان بالله، وإتْباع ذلڪـ بالعمَل الصالح، وبذلڪـ يڪـون العبد قد أمَّن

مُستقبله الحقيقي بعد موْته.

﴿ \"فَلا
يَخ‘ــافُ ظُلْمًا ﴾؛ أي: زيادـﮧ في سيئاته، ﴿ وَلا هَضْمًا﴾؛ أي: نقْصًا من حسناته، بل تُغْفر ذنوبُه، وتُطَهَّر

عيوبه، وتُضاعَف حسناته؛ ﴿ وَإِنْ تَك حَسَنَـة يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا

[النساء: 40]\"؛ تفسير السعدي، ص 514.

وإذا مات العبد فقد انقطَع عمله؛ لقوله - صلَّـﮯ اللهعليه وسلَّم -: ((إذامات الإنسانُ، انقطَع عنه عمله، إلاَّ من

ثلاثـة...))؛ رواه مسلم 1631.

أي: انقطَع عنه مباشَرـﮧ عمله، وبَقِي له أجْر ما قدَّمه من أعمال صالحـﮧ، وذلڪـ في الأعمال الصالحـﮧ التي

ينتفعالعباد منها بعد موته، فأجْرُها وثوابها مُستمرٌّ لصاحبها ما بَقِيت تلڪـ الأعمال يُنتفَع بها.

وإليڪـ ذِڪـر
هذه الأعمال مُدعمـﮧ بالدليل من الڪـتاب والسُّنـﮧالصحيحـﮧ، وهي ڪـالتالي:




والمقصود بها الأوقاف الخ‘ــيريـﮧ - فالأعمال التي تبقَـﮯ أعيانها بعد موت العبد، ويستمرُّ انتفاع الناس بها، يَصِله

أجرُها بعد موته، وذلڪـ يشمل الأمور الآتيـﮧ:

1- طباعـﮧ المصحف (القرآن الڪـريم) وتوزيعه، ويدخ‘ــل في ذلڪـ طباعـﮧ ڪـتب السُّنـﮧ الصحيحـﮧ،

ڪـالبخ‘ــاري ومسلم،
وسائر ڪـتب السُّنـﮧ الصحيحـﮧ...،

وڪـذلڪـ طباعـﮧ الأشرطـﮧ الإسلاميـﮧ وتوزيعها، وڪـلوسيلـﮧ علميَّـﮧ يَنتفع الناس بها، ويُنشر الخ‘ــير بها
.
2-بناء المساجد ابتغاء وجْه الله، ويدخ‘ــل في ذلڪـ وقْف مصليات العيد،

وبناء المراڪـز الشرعيـﮧ، والمعاهد العلميـﮧ، ونحو ذلڪ
.
3-بناء البيوت،وإيقافها علـﮯ ابن السبيل،وسائر المحتاجين للإيواء.

4-حفْر الآبار؛ليشرب منها العباد، ويسقون، ويزرعون.

لِما جاء في حديث أبي هريرـﮧ - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم-: (إن مما يَلحق

المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، عِلْمًا عَلِمه ونشَره، وولدًا صالحًا ترَڪـه، ومُصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو

بيتًا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجْرَاه، أو صدقـﮧ أخ‘ــرَجها من ماله في صحته وحياته، يلحقه من بعد موته))؛ رواه

ابن ماجه (242)، وحسَّنه الألبانيفي \"صحيح الترغيب\"، (77، 112، 275).

ومما يدخ‘ــل في الصدقات الجاريـﮧ، إصلاح الطرق؛ قال ابن عثيمين: \"ومن الصدقات الجاريـﮧ: إصلاح الطرق،

فإن الإنسان إذا أصلَح الطرق، وأزال عنها الأذﮯ، واستمر الناس ينتفعون بهذا، فإن ذلڪـ من الصدقات الجاريـﮧ،

والقاعدـﮧ في الصدقـﮧ الجاريـﮧ: ڪـلُّ عمل صالح يستمرُّ للإنسان بعد موْته

\"؛ \"شرح رياض الصالحين\"، (5/ 438).




ثالثًا: نشْر العلم الشرعي بين الناس، ويدخ‘ــل في ذلڪـ تأليف الڪـتب العلميـﮧ النافعـﮧ، وڪـتابـﮧالردود

العلميـﮧ، وسائر فُنون العلوم الشرعيـﮧ النافعـﮧ؛ لما جاء في حديث أبي هريرـﮧ - رضي الله عنه - أن رسول الله –

صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم- قال: ((إذا مات الإنسانُ، انقطَع عنه عملهإلاَّ من ثلاثـﮧ: إلاَّ من صدقـﮧ جاريـﮧ، أو عِلْم

يُنْتَفع به، أو ولَد صالح يدعو له))؛ رواه مسلم (1631).

قال النووي - رحِمه الله -: \"قال العلماء: معنـﮯ الحديث أن عمل الميتيَنقطع بموْته، وينقطع تجدُّد الثواب له،

إلاَّ في هذه الأشياء الثلاثـﮧ؛ لڪـونه ڪـان سببَها، فإن الولد من ڪـسْبه، وڪـذلڪـ العلم الذي خ‘ــلَّفهمن

تعليم أو تصنيف، وڪـذلڪـ الصدقـﮧ الجاريـﮧ، وهي الوقْف.

وفيه دليل لصحـﮧ أصل الوقف، وعظيم ثوابه، وبيان فضيلـﮧ العلم والحث علـﮯ الاستڪـثار منه، والترغيب في

توريثه بالتعليم والتصنيف والإيضاح، وأنه ينبغي أن يخ‘ــتارَ من العلوم الأنفعَ فالأنفع، وفيه أنَّ الدعاء يصِل ثوابه إلـﮯ

الميت، وڪـذلڪـ الصدقـﮧوهما مجمع عليهما، وڪـذلڪـ قضاء الدَّين\"؛ \"شرح النووي علـﮯ صحيح مسلم\" (11/ 85).

فدعاء الولد لوالديه يصل إليهما، وڪـذا الاستغفار لهما؛ لحديث أبي هريرـﮧ - رضي الله عنه - قال: قال رسول

الله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم -: (( إن الله - عزَّ وجلَّ - ليرفع الدرجـﮧ للعبد الصالح في الجنـﮧ، فيقول: يا رب أنَّـﮯ

لي هذه؟ فيقول: باستغفار ولدڪـ لڪـ ))؛

رواه أحمد (10232)، وابن ماجه (3660)، وحسَّنه الألباني في \"مخ‘ــتصر السلسلـﮧ الصحيحـﮧ\" (1598).


ذَڪـرًا ڪـان أو أنثـﮯ، فالولد يطلق عليهما جميعًا؛ ڪـما في قوله:

﴿ يُوصِيكـمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكـمْ لِلذَّكـرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء: 11].

قال المناوي - رحمه لله-: \"دلَّ به علـﮯ أن الاستغفار يمحو الذنوب، ويرفع الدرجات، وأن استغفار الفرْع لأصله

بعد موْته ڪـاستغفاره هو لنفسه؛ فإنَّ ولدَ الرجلمن ڪـسْبه؛ فعملُه ڪـأنَّه عمله

\"؛ \"التيسير بشرح الجامعالصغير\"، (1/ 285).

وأمَّا إهداء ثواب قراءـﮧ القرآن له فلا تنفع الميت ولا يَصِله ثوابها - هذه المسألـﮧ مخ‘ــتلَف فيها، ولڪـن ما

ذڪـرناه هو الراجح - لأدلـﮧ ڪـثيرـﮧ، منها: قوله - تعالـﮯ -: ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَـى ﴾ [النجم: 39].


قال ابن ڪـثير - رحمه الله -: \"ومن هذه الآيـﮧ استنبَط الشافعي ومَن تَبعه أنَّ القراءـﮧ لا يصل إهداءُ ثوابها إلـﮯ

الموتـﮯ؛ لأنه ليس من عملهم ولا ڪـسْبهم؛ ولهذا لَم يَندُب إليه رسول الله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم- أُمَّته، ول

ا حثَّهم عليه، ولا أرشدهم إليه بنصٍّولا إيماء، ولَم ينقلْ عن أحد من الصحابـﮧ - رضي الله عنهم - ولو ڪـان

خ‘ــيرًا، لسبقونا إليه، وباب القُربات يُقْتَصر فيه علـﮯ النصوص،ولا يُتَصرَّف فيه بأنواع الأقيسـﮧ والآراء، فأمَّا الدعاء

والصدقـﮧ، فذاڪـ مُجْمَع علـﮯ وصولها، ومنصوص من الشارع عليها\"؛ \"تفسير ابن ڪـثير\"، (4/ 259).

وقال ابن باز- رحمه لله -: \"أمَّا قراءـﮧ القرآن، فقد اخ‘ــتلَف العلماء في وصول ثوابها إلـﮯ الميت علـﮯ قولَيْن

لأهل العلم، والأرجح أنها لا تَصِل لعدم الدليل؛ لأن الرسول - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم - لَم يفعلها لأمواته من

المسلمين، ڪـبناته اللاتي متْنَ في حياته- عليه الصلاـﮧ والسلام - ولَم يفعلْها الصحابـﮧ - رضي الله عنهم

وأرضاهم - فيما عَلِمْنا، فالأَوْلَـﮯ للمؤمن أن يترڪـ ذلڪـ،ولا يقرأ للموتـﮯ ولا للأحياء، ولا يُصَلِّي لهم، وهڪـذا

التطوع بالصوم عنهم؛ لأن ذلڪـ ڪـله لا دليل عليه، والأصل في العبادات التوقيف، إلاَّ ما ثبَت عن الله - سبحانه

- أوعن رسوله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم - شرعيَّته\"؛ مجموع فتاوـﮯ العلاَّمـﮧ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله،




لِمَا جاء في حديث أنس بن مالڪـ - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم -: ((ما من مسلم

يغرس غَرْسًا، أو يزرع زرْعًا، فيأڪـل منه طيْرٌ، أو إنسان، أو بَهيمـﮧ، إلاَّ ڪـان له به صدقـﮧ))؛ رواه البخ‘ــاري

(2320)، ومسلم (1553).

ولِمَا جاء في حديث جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم -: ((ما من مسلم يغرس

غرْسًا، إلاَّ ڪـان ما أُڪـل منه له صدَقـﮧ، وما سُرِق منه له صدقـﮧ، وما أڪـل السَّبُع منه فهو له صدقـﮧ، وما

أَڪـلتِ الطَّيْرفهو له صدقـﮧ، ولا يَرْزَؤه - أي ينقصه ويأخ‘ــذ منه - أحدٌ، إلاَّ ڪـان له صدقـﮧ))؛ رواه مسلم (1552).

قال النووي - رحمه الله -: \"في هذه الأحاديث فضيلـﮧ الغرْس، وفضيلـﮧ الزرع، وأنَّ أجْرَ فاعلي ذلڪـ مستمرٌّ

ما دام الغراس والزرع، وما تولَّد منه إلـﮯ يوم القيامـﮧ\"؛ \"شرح النووي علـﮯ صحيح مسلم\"، (10/ 213).

وذلڪـ لِمَا في ذلڪـ من المنافع الدينيـﮧ والدنيويـﮧ؛ قال ابن عثيمين - رحمه الله -: \"أمَّا مصلحـﮧ الدنيا، فما

يحصلفيه من إنتاج، ومصلحـﮧ الغرس والزرع ليستْ ڪـمصلحـﮧ الدراهم والنقود؛ لأن الزرع والغرس ينفع نفْس

الزارع والغارس، وينفع البلد ڪـلَّه، ڪـلُّ الناس ينتفعون منه؛ بشراء الثمر، وشراء الحَبِّ،والأڪـل منه، ويڪـون

في هذا نموٌّ للمجتمع، وڪـثرـﮧ لخ‘ــيراته، بخ‘ــلاف الدراهم التي تُودَع في الصناديق، ولا يَنتفع بها أحدٌ.

أما المنافع الدِّينيـﮧ، فإنه إنْ أڪـل منه طيْر - عصفور، أو حمامـﮧ، أو دجاجـﮧ، أو غيرها، ولو حَبَّـﮧ واحدـﮧ - فإنه له

صدقـﮧ؛ سواء شاء ذلڪـ أو لَم يشأ، حتـﮯ لو فُرِض أنَّ الإنسان حين زرَع أو حين غرَس لَم يڪـنْ بباله هذا

الأمر، فإنه إذا أڪـل منه صار له صدقـﮧ، وأعْجَب من ذلڪـ لو سَرَق منه سارق، ڪـما لو جاء شخ‘ــصٌ مثلاً إلـﮯ

نخ‘ــلٍ وسَرَق منهتَمرًا، فإن لصاحبه في ذلڪـ أجْرًا، مع أنه لو عَلِم بهذا السارق، لرفَعَه إلـﮯ المحڪـمـﮧ، ومع

ذلڪـ فإن الله - تعالـﮯ - يَڪـتب له بهذه السرقـﮧ صدقـﮧ إلـﮯ يوم القيامـﮧ، ڪـذلڪـ أيضًا إذا أڪـل من هذا

الزرع دوابُّ الأرض وهوامُّها، ڪـان لصاحبه صدقـﮧ\"؛ \"شرح رياض الصالحين\"، (2/ 195 - 196).




لِمَا جاء في حديث أبي هريرـﮧ - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله- صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم - قال: ((مَن دعا إلـى

هدى، ڪـان له من الأجْر مثل أجور مَن تَبعه، لا يَنْقص ذلڪـ من أجورهم شيئًا، ومَن دعا إلى ضلالـﮧ، ڪـان عليه

من الإثم مثل آثام مَن تَبعه، لا يَنقص ذلڪـ من آثامهم شيئًا))؛ رواه مسلم (2674)، وفي الحديث الآخ‘ــر يقول

عليه الصلاـﮧ والسلام -: ((مَن دلَّ علـى خــير، فله مثل أجْر فاعله))؛ رواه مسلم (1893).

ومعنـﮯ قوله: ((
مَن دعا إلى هدى))، \"يعني: بيَّنه للناس،ودعاهم إليه، مثل أنْ يُبيِّن للناس أن رڪـعتي

الضحـﮯسُنَّـﮧ، وأنه ينبغي للإنسان أن يصلي رڪـعتين في الضحـﮯ، ثم تَبِعه الناس وصاروا يصلون الضحـﮯ،

فإنَّ له مثلَ أجورهم مِن غير أن ينقصَ مِن أجورهم شيئًا؛ لأن فضْلَ الله واسع، أو قال للناس مثلاً: اجعلوا آخ‘ــر

صلاتڪـم بالليل وِتْرًا، ولا تناموا إلا علـﮯ وِتْرٍ، إلاَّ من طَمِع أن يقوم من آخ‘ــر الليل، فليجعل وِتْره في آخ‘ــر الليل،

فتَبِعه ناسٌ علـﮯ ذلڪـ، فإن له مثل أجْرهم؛ يعني: ڪـلما أوْتَر واحد هداه الله علـﮯ يده، فله مثل أجْره،

وڪـذلڪـ بقيَّـﮧ الأعمال الصالحـﮧ\"؛ \"شرح رياض الصالحين\"، (2/360).

وهڪـذا ڪـل مَن دعا الناس إلـﮯ هدـﮯ - بقوله أو بفعْله - فله مثل أجْر مَن اتَّبعه إلـﮯ يوم القيامـﮧ، ويأتي في

مقدمـﮧ الدُّعاـﮧ إلـﮯ الله نبيُّنا محمد - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم - فأجُر هذه الأمـﮧالمبارڪــﮧ ڪـلها يصل إليه، ويناله

ثواب ذلڪـ ڪـله؛ قال ابن عثيمين: \"فعمل النبي - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم- نفسه بعد موته لا يمڪـن، لڪـنه –

صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم - يُڪـتب له أجْر ڪـلما عَمِلته الأمـﮧ، ڪـلُّ ما عَمِلْنا من خ‘ــيرٍ وعمل صالح - مِن

فرائض ونوافل - فإنه يُڪـتب أجْرُه للرسول - عليه الصلاـﮧ والسلام - لأنه هو الذي علَّمنا

\"؛ \"شرح رياض الصالحين\"، (2/ 258
).

فهذه الأعمال الصالحـﮧ يستمر أجْرُها لفاعلها بعد موته، ما دامتهذه الأعمال يُنتفع بها؛ قال المناوي - رحمه الله –

: \"أي هذه الأعمال يجري علـﮯ المؤمن ثوابُها من بعد موته، فإذا مات انقطَع عمله إلاَّ منها\"؛ \"فيض القدير\"، (2/540).

فهنيئًا لِمَن قدَّم لنفسه عملاً صالحًا في حياته، واستمرَّ له أجرُ ذلڪـ بعدموته، وهنيئًا ثم هنيئًا لِمَن أسهَم في

جميع تلڪـ الأعمال الخ‘ــيريـﮧ النافعـﮧ، مُبْتغيًا بذلڪـ وجْهَ الله، فذاڪـ قد حاز علـﮯ أعلـﮯ المراتب،وذلڪـ فضْلُ

الله يؤْتِيه مَن يشاء، ولڪـنَّڪـ أخ‘ــي لن تُحْرَم الخ‘ــير، فينبغي أن يڪـون لڪـسهمٌ ونصيبٌ في فعْل الخ‘ــير،

فإذا ڪـنتَ ثريًّا غنيًّا ذا مال، فابذُلْ مالَڪـ في وجوه البرِّ؛ ابْنِ مسجدًا، احفر بئرًا للمسلمين، اطبعْ ڪـتبًا علميـﮧ،

أو أشرطـﮧ إسلاميـﮧ نافعـﮧ، أَسْهِمْ في جميع أعمال البر التيتَبْقـﮯ آثارُها بعد موتڪـ، وإن ڪـنتَ عالِمًا فابذل

عِلْمڪـ بين الأنام، وقُمْ بالدعوـﮧ إلـﮯ الله علـﮯ الوجْه المطلوبشرعًا، وإن ڪـنتَ أبًا أو أُمًّا، فاحرِصْ علـﮯ تربيـﮧ

أولادڪـ تربيـﮧ حسنـﮧ؛ حتـﮯ يدعوا لڪـ بعد موتڪـ، وإن لَم تڪـن من هؤلاء جميعًا، فلتڪـن لڪـ نيَّـﮧ حسنـﮧ،

فإنڪـ تؤْجَرعلـﮯ ذلڪـ؛ لحديث أبي ڪـبشـﮧ الأنماري، وفيه أنه سَمِع رسول الله - صلَّـﮯ الله عليه وسلَّم –

يقول: (( إنما الدنيا لأربعـة نفرٍ: عبد رزَقه الله مالاً وعِلمًا،فهو يتَّقي فيه ربَّه، ويَصِل فيهرَحِمه، ويعلم لله فيه حقًّا،

فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزَقه الله عِلمًا ولَم يرزقْه مالاً، فهو صادق النيَّـﮧ، يقول: لو أنَّ لي مالاً، لعملتُ بعمل

فلان، فهو بنيَّته، فأجْرهما سواء...))؛ الحديث رواه الترمذي (2325)، وقال: \"هذا حديث حسن صحيح\"، وأحمد

(18031)، وقال الألباني: \"صحيح لغيره\"؛ ڪـما في \"صحيح الترغيب والترهيب\" (16).




و في الخ‘ــتام

أسأل الله أن يغفر لنا ما سلف وڪان, وأن يجعلنا ممن إذا ذُڪر تذڪر,

وإذا أذنب استغفر.

شڪر خ‘ــــاص لمبدعـتــنـا[ Remy-ma] علـﮯ تصميمها الطقم الخ‘ــرافي

وللمبدعـــﮧ [ мємσяу ℓιgнтѕ] علـﮯ تنسيقها الرائع

بارڪ الله لهمـ..

المصدر

صيد الفوائد
رد مع اقتباس