06-28-2015, 02:19 PM
|
#2
|
عالم يملئه الغموض ~
رقـم العضويــة: 295247
تاريخ التسجيل: Dec 2013
العـــــــــــمــر: 34
الجنس:

المشـــاركـات: 44,815
نقـــاط الخبـرة: 15033
Skype : 
Facebook : 
Blogger : 
|
رد: فقرات العدد الثاني (سينقل الموضوع لاحقاً للقسم العام)


روىَ إبنُ كثير وغيره عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأرضاه، أنّه ُلمّا حضر معركة مؤتة كان صائماً،
وكان هو القائد الثالث، فلما قُتِل القائدان الإثنان زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ، دُعي إلى أخذ
الراية رضي الله عنه وأرضاه، وقد سبق له قبل سنوات أن بايع في صك، أتى من رب العالمين، كما يقول
إبنُ القيّم - أملاه الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى، ووقّع عليه رسوله صلى الله عليه وسلم، على أنّ السلعة هي
الجنّة، وعلى أنّ الثمن هو أرواح المؤمنين، فكان إبنُ رواحة من المُبايعين.
● يوم قال للرسول عليه الصلاة والسلام يوم بيعة العقبة : { يا رسول الله ماذا تُريد مِنّا؟ قال: أن تحموني
مما تحموا منه نساءكم وأطفالكم وأموالكم، فقال: ما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: لكم الجنة، قال: ربح َ البيعُ
لا نقيل ولا نستقيل } والبيعان بالخيار ما لم يتفرّقا، فإذا تفرّقا فقد وجب البيع، فلم يكن لإبنُ رواحة الحقّ
أن يقيل أو يستقيل.
● حضر في مؤتة وهو صائم، ودُعي والشمس تميل إلى الغروب، وتأذن بالأفول، وهو جائع، وهو في شدة
الحر والسيوف أمامه، والقتلى حوله، فقال : إتوني بعرق لَعلّي أشد به جوعتي، فأتوا له بقطعة من اللحم
وهو صائم على فرسه، فنظر إلى الشمس، حتى في هذه الساعة الحرجة، والأرواح تتطاير، والنفوس تُسافر،
واللحوم تتمزق، والرؤوس تُضرب في الأرض وهو يتحرى غروب الشمس. قال: أغربت ؟ قالوا : نعم غربت، فأخذ
لقمة وقال : بإسم الله، اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فأتى يأكلها، وقد دُعي ليقود المعركة، وليدفَ
دفة المعركة، وليدير كؤوس الموت على رؤوس الأعداء، فأكل مضغة فما وجد لها مذاقاً، فقد ذهب طَعم الطعام،
وذهبت لذةُ الشراب، وذهبت بقيّة الحياة، ما أصبح للطعام لذة، وما أصبح للشراب معنى، وكيف يكون له معنى
وقد قُتل زيد و جعفر والأحباب والأخيار وأصبحت الخيول تدوسهم بالسنابك، فلفظها من فمه، وأخذ جفنة
السيف فكسرها على ركبته ، وقال وهو ينشد نشيد المعركة ، وأغنية الفِداء ، وأنشودة التضحية :
أقسمتُ يا نفس لتنزلنّه
لتنزلن أو لتكرهنّه
إن أقبل الناسُ وشدّوا الرنّة
مالي أراكِ تكرهين الجنّة
هل أنتِ إلّا نطفة في شنّة
ثم خاض غِمار المعركة، وما تم الغُروب إلّا وهو في روضة من رياض الجنّة، { يَا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * وَادْخُلِي جَنَّتِي } [ الفجر:27-30 ].
رضي الله عنكم يا من رفعتم راية الإسلام على الجوع، ورضي الله عنكم يا من بذلتم
الجهد والمشقة وأنتم جوعى في سبيل الله.
يُشير التاريخ إلى أنّ المسلمين – في شهر رمضان - كانوا أيام الرسول يأكلون ويشربون
من الغروب حتى وقت النوم، وعندما بدأ إستخدام الآذان أشتهر بلال وإبن أم مكتوم بأدائه.
وقد حاول المسلمون على مدى التاريخ – ومع زيادة الرقعة المكانية وإنتشار الإسلام – أن
يبتكروا الوسائل المختلفة إلى جانب الآذان للإشارة إلى موعد الإفطار، إلى أن ظهر مدفع
الإفطار إلى الوجود.
● كانت القاهرة عاصمة مصر أول مدينة ينطلق فيها مدفع رمضان فعند غروبِ أول يوم من رمضان
عام 865 هـ أرادَ السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعًا جديداً وصل إليه وقد صادف إطلاق
المدفع وقت المغرب بالضبط، فظن الناس أنّ السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى
أنّ موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالي إلى مقر الحكم تشكرُ السلطانعلى هذه
البدعة الحسنة التي إستحدثها، وعندما رأىَ السلطان سرورهمقررَ المُضي في إطلاق
المدفع كل يوم إيذاناً بالإفطار ثم أضافَ بعد ذلك مدفعي السحور والإمساك.
● وهناك رواية تُفيد بأنّ ظهور المدفع جاء عن طريق الصدفة، فلم تكن هناك نيّة مبيتة لإستخدامه
لهذا الغرض على الإطلاق، حيث كان بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل يقومون بتنظيف
أحد المدافع، فأنطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت آذان المغرب
في أحد أيام رمضان، فظنّ الناس أنّ الحكومة إتبعت تقليداً جديداً للإعلان عن موعد الإفطار،
وصاروا يتحدثون بذلك، وقد علمت الحاجّة فاطمة إبنة الخديوي إسماعيل بما حدث، فأعجبتها
الفكرة، وأصدرت فرماناً يُفيد بإستخدام هذا المدفع عند الإفطار والإمساك وفى الأعياد الرسمية.
● بدأت الفكرة تنتشر في أقطار الشام أولاً، القدس ودمشق ومدن الشام الأخرى ثمّ إلى بغداد
في أواخر القرن التاسع عشر، وبعدها إنتقل إلى مدينة الكويت حيث جاء أول مدفع للكويت
في عهد الشيخ مبارك الصباح، وذلك عام 1907، ثم إنتقل إلى كافة أقطار الخليج قبل بزوغ
عصر النفط وكذلك اليمن والسودان وحتى دول غرب أفريقيا مثل تشاد والنيجر ومالي ودول
شرق آسيا حيث بدأ مدفع الإفطار عمله في إندونسيا سنة 1944.

|
|
|