وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيف الحال ان شاء الله فى تمام الصحة والعافية
جزاك الله خيرا على هذه الدروس وجعلها الله فى ميزان حسناتك
فالحلف بغير الله شرك اصغر والعياذ بالله
لا يجوز الحلف بشيء من المخلوقات، لا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولا بالكعبة، ولا بالأمانة،
والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)) وهو حديث صحيح، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من حلف بالأمانة فليس منا)) وقال: ((لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون)).
هذا حكمه عليه الصلاة والسلام وهو منع الحلف بغير الله كائناً من كان، فلا يجوز الحلف بالنبي عليه الصلاة والسلام، ولا بالكعبة ولا بالأمانة، ولا بحياة فلان، ولا بشرف فلان، وكل هذا لا يجوز؛ لأن الأحاديث الصحيحة دلت على منع ذلك.
وقد نقل أبو عمر ابن عبد البر الإمام المشهور رحمه الله إجماع أهل العلم على أنه لا يجوز الحلف بغير الله، فالواجب على المسلمين أن يحذروا ذلك، وليس لأحد أن يحلف بحياة فلان، أو شرف فلان، أو بالكعبة، أو بالنبي، أو بالأمانة، كل هذا لا يجوز.
وقد سئل الشيخ بن عثيمين عن ذلك فقال
إن كان الحالف يعتقد أن للمحلوف به منزلة مثل الله تعالى فهو مشرك شركًا أكبر وإن كان لا يعتقد ذلك ولكن كان في قلبه من تعظيم المحلوف به ما حمله على أن يحلف به دون أن يعتقد أن له منزلة مثل منزلة الله فهو مشرك شركًا أصغر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك".
ويجب الإنكار على من تبرك بالقبور أو دعا المقبور أو حلف بغير الله وأن يبين له أنه لن ينجيه من عذاب الله قوله: هذا شيء أخذنا عليه فإن هذه الحجة هي حجة المشركين الذين كذبوا الرسل وقالوا: {إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون} [سورة الزخرف: الآية 23] فقال لهم الرسول: {أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} [سورة الزخرف: الآية 24] قال الله تعالى: {فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} [سورة الزخرف: الآية 25].
ولا يحل لأحد أن يحتج لباطله بكونه وجد عليه آباءه أو بكونه عادة له ونحو ذلك ولو احتج بهذا فحجته داحضة عند الله تعالى لا تنفعه ولا تغني عنه شيئًا. وعلى الذين ابتلوا بمثل هذا أن يتوبوا إلى الله وأن يتبعوا الحق أينما كان وممن كان ومتى كان وأن لا يمنعهم من قبوله عادات قومهم أو لوم عوامهم فإن المؤمن حقًا هو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يصده عن دين الله عائق.
اعتذر على طول ردى ان شاء الله فى انتظار الدرس القادم