ROOMMATES


بدايةً, حياة السكن هي حياة استقلاليةتشردية تقابل فيها أشخاص عجيبين
وتعتمد فيها على نفسك<< وفوق هذا يحسدك عليها من لم يجربها

طبعاً السكن الجامعي عندنا هو عبارة عن مجمع سكني معزول به مباني عالية
وكل مبنى يحتوي على شقق فندقية بها غرفتين أو 3 وكل غرفة تتسع لشخصين
وللأسف يتم وضع الطلاب بترتيب عشوائي في الغرف (انت وحظك)
وبالنسبة لي مررت بالكثير من المواقف مع زملائي في السكن "roommates" وسأسرد بعضها

أول زميل لي في السكن كان شخص لطيف وطيب جداً إلا أنه كان يمشي ويتكلم أثناء نومه
مبدئياً كنت أظنه يمثل ليخيفني ولكن بعد أن رأيته يمشي نحو دولاب الملابس ويفتحه ليجلس داخله وينام أيقنت أن الأمر ليس تمثيلاً, فأخبرت أصدقائي على أمل أن يطمئنوني لكنهم للأسف قالوا لي بأن زميلي من الممكن أن يقتلني وهو في حالة اللاوعي تلك بل وسردوا لي قصص واقعية عن أشخاص ارتكبوا جرائم وهم نائمين
فذهبت مع أحد أصدقائي إلى غرفتي ليساعدني في إبعاد الأشياء الحادة لكنه قال لي ببرودة أعصاب "لا تتعب نفسك لأنه من الممكن أن يقتلك خنقاً"<<شكراً على مساندتك لي
وبعدها أصبحت أعيش رعباً نفسياً كل ليلة حتى نهاية الفصل بفضل أوهامي وقصص أصدقائي.

وفي الفصل الجديد أصبح لدي زميل يحب الأنمي مثلي ولكنه يتفاعل مع الأحداث كثيراً لدرجة أنه يتخيل نفسه معهم ويحادثهم أثناء نومه<<المهم أنه لم يكن يمشي
المهم, في فترة من الفترات كان القلق يعم السكن بعد جريمة قتل أو انتحار حدثت وكانت كل صرخة تفزعنا بل أننا أصبحنا نشك بأصدقائنا حتى
المهم, في تلك الليلة بينما كنت أستحم سمعت صوت صراخ زميلي المتبوع بأنين بكائه فظننت أن هناك قاتل أو لص في الغرفة أو أن زميلي يحاول الإنتحار!
فلبست ملابسي بسرعة وخرجت لأرى ماذا يحدث فوجدته جالساً في إحدى الزوايا وهو يبكي بشدة, وبعد عدة محاولات أخبرني بأن الشخصية التي يحبها في الأنمي ماتت فصرخ من الصدمة وبكى من الحزن عليها
^لا أدري ماذا أقول ولكنني ممتن لأنني لم أقتله وقتها

وبعدها أصبحت مع زميل يشخر مثل فيل مذبوح وهو نائم كان شخيره يزعج الإنس والجن
فكنا أنا ومن معي في الشقة ننام أحياناً في الصالة لأنها أبعد مكان ولا يصلها صوت الشخير
إلى أن طفح الكيل وقررنا أن عليه هو أن ينام في الصالة وليس نحن لأننا 5 وهو واحد
وبعد تطبيق القرار أصبح أصدقائنا من الشقق الأخرى يتحدثون عن صوت غريب قادم من الممر المقابل لشقتنا (لم يعرفوا أنه صوت شخير حيث أن الصالة ملاصقة للممر) بل أن بعضهم زعم أن الممر مسكون وأنه شاهد أشباح

ونهاية أصبح لدي زميل يصدق كل ما يقال ويخاف بسرعة, ففي مرة من المرات قال له صديقي أنه عندما ينظر في المرآة مطولاً سيلاحقه جني ويؤذيه فأصبح يعاني من فوبيا المرآة لمدة شهر وفي موقف آخر عدت أنا للغرفة وهو في الحمام وعندما خرج قلت له "نعيماً" فصرخ صرخة مدوية وركض نحو الصالة فظننت أنا أنه شاهد شيئاً مخيفاً وركضت معه أيضاً وعندما هدأ أخبرني بأنه ظن أنني جني لأنه لم يراني <<جعلني أركض وأحرق سعرات حرارية على الفاضي
كما أذكر أيضاً أنني أصبحت نذلاً ذات مرة وأخذت أخيفه بأن أقول له "أنظر للخلف" "أتسمع ذلك الصوت" "ما هذا الذي على يمينك" وكان في كل مرة يخاف ويقفز علي بينما كنت أنا على وشك الموت من الضحك لكن للأسف نمنا تلك الليلة في الصالة لأنه خاف من الغرفة وأيضاً خاف من النوم بمفرده <<من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
وفي آخر موقف قبل الإجازة, انتشر فيديو لمحل ألعاب ياباني تسقط فيه لعبة وعندما تعيدها سيدة إلى مكانها تدخل في حالة صراخ وتتشنج, المهم بينما كنا أنا وزميلي نشاهد الفيديو سقط شيء في آخر الغرفة فركض زميلي نحو الصالة وأعدته أنا لمكانه وبعدها أمضيت 3 ساعات وأنا أقنعه بأن الغرفة ليست مسكونة وأن الفيديو ليس حقيقي
^ طبعاً هناك مواقف كثيرة لكن لن يسعفني الوقت لذكرها

صحيح أن تجاربي مع زملائي في السكن قد تكون بمثابة معاناة لي إلا أنني أصبحت أستمتع بسردها لأهلي وأصدقائي وتعلمت كيف أتعايش مع أشخاص مختلفين لكنني آمل أن يكون زميلي الجديد في السكن طيب لا يصدر ضجيجاً في الليل