08-15-2016, 12:35 AM
|
#932
|
عاشق ألماسي
رقـم العضويــة: 175734
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الجنس:

المشـــاركـات: 5,691
نقـــاط الخبـرة: 1334
|
رد: ■ سطۈر آعجبتڪـم ● ►آقـتبـسۈهـآ هـنآ◄ ●
/
/
مطر .. و مساءٌ كئيبٌ آخر
“أنا أحتاجُ أن يُربِّت على كتفي أي شيء ، ولو كان قطرة مطر” – محمد حسن علوان
بالضبط .. كما قال علوان .. كنتُ أنتظرُ مساءً لا أعلمُ ماذا يحمل .. كنتُ بحاجة – فقط –
إلى أن يُربّت على كتفي .. أيّ شيء .. أيّ أحد ..
جسدي المُنهكُ من كلّ شيءٍ ومن لاشيء .. يحتاجُ مطراً .. وكأنّهُ زهرةٌ ذابلة .. أوشكت أن تُفارِق الحياة ..
أذكُر حينها .. خرجتُ مُسرِعةً .. أركضُ نحوهُ بـ شوقٍ و لهفة .. رميتُ نفسي في أحضانهِ ..
عبثاً حاولتُ أن أتماسك .. لم أستطِع ..
بدأتُ أرجُف كما الورقة .. يعبثُ فيها هواءٌ باردٌ خفيف .. أرجفُ و بـ شدّة ..
أُلملمُ نفسي و أحتضنُها بـ قوّة – رغم أنهُ يُحيطُني – إلا أنُهُ بارد .. فـجلستُ أرجفُ أكثر و أكثر ..
لكنني أريدُه .. وحدهُ الذي أُحبّ يؤلِمُني بردُهُ و ضجيجهُ .. و صخبهُ الغزيرُ و صقيعُه ..
لا بأس .. سـ أتحمّلُ قليلاً !
كم من الزمنِ انتظرت .. للحظةٍ كـ هذه! دامت بِضعَ دقائق لا أكثر!
بللّتني سحابتُه المُحمّلةِ بهِ ولا شيء سِواه .. مطرٌ أنت .. لا أدري ما فعلتَ بي ليلتها!
أجهُل ما بِك! أحزينٌ أنت لـ تُصيبني بالحُزنِ مِثلك .. فلا يقدِرُ أحدٌ أن يواسي الآخر في وجوده!
أم سعيدٌ حيثُ أنتَ .. تهطُل فرِحاً .. تغمُرُني و تروي ظمئي بِك .. إلا أنني يا عزيزي ..
كنتُ أبكي بصمتٍ في حضرتِك .. و أُغلّفُ بُكائي ذاك بضحكٍ هستيري ..
ينظرون لـ عينيّ الذابلتين .. بحثاً عن جوابٍ لهذا الجنون! إلا أنني واصلتُ الضحِك ..
و أسناني تصطكّ ببعضِها من شدّة البرد ..
أجملُ مافي المطر أنُه يُخفي دموعَ عينيك .. ولا أحد يعلمُ مابِكَ حقيقةً!
تتعالى أصواتُهم و صرخاتُهم .. يكفي .. يكفي .. سـ تمرُضين .. و تتعبين .. مجنونةٌ أنتِ!!
لم يعلموا بأني فعلاً سـ أمرض .. و أتالّم .. لـغيابِكَ بعدها .. وليسَ من وجودِك كما يظنّون ..
أخفيتُ ما أشعُرُ بهِ لأيّامٍ فقط .. إلا أنّك عاودتَ الظهُور ذات مساءٍ آخر .. وصباحٍ آخر أيضاً ..
سعِدتُ حقّاً لـ رؤيتِك .. لحظاتٌ و اختفت سعادتي المؤقتة تلك .. وحلّ محلّها صمتٌ رهيب ..
أيّ حُزنٍ أتيتَ بهِ و أيّ فرحٍ تزعُم أنّك آتٍ بهِ!
حيثما تكون .. ينتابُني شعورٌ غريب ..
و كومة من الأحاسيس المُبعثرة .. تنتهي بـ كآبة .. لأنني لم أجِد سبباً ولو واحداً – مُقنعاً – لكلّ ما يحدُثُ لي!
فقط .. كآبةٌ أخرى .. و مساءٌ كئيبٌ آخر .. ومطر .. و أنت!
..
|
|
|