ملخص القصة:
نشبت الحرب العالمية الثالثة النووية و أبادت الكثير من البشر و البلاد، و لم يتبقى سوى محدود جدًا من الدول، نجى بعض البشر دون أن يتأثروا جسدهم بأي شيء و هؤلاء أُطلق عليهم اسم(النورمالز)، و البعض الآخر تأثر بالإشعاعات النووية و تطور إلى فصيلة جديدة من البشر، و هؤلاء أُطلق عليهم اسم (البلاجين). في عالم يسير بشريعة الغاب، ينشأ البطل (سوريتشن جيفر) بمثابة طفرة هي الأولى من نوعها حيث يمتلك قدرات (البلاجين) لكنه وُلد لأبوين من النومالز، و يحاول إثبات قدراته و محاربة عنصرية (البلاجين) ضد (النورمالز) و استضعافهم.
------------------------------------------ الفصل الأول: يوم التتويج الغير كامل المشهد الأول : في القصر الملكي السابق و الذي أصبح القصر الرئاسي في الوقت الحاضر المكان : قصر الجنرال المعلق في السماء بواسطة تكنولوجيا ذلك العصر المتطورة و ذلك في دولة ( آيس ويف ) الزمان : 20 ديسمبر 2120 م - اليوم يوم الحدث المنتظر ، يوم تتويج جنرال دولة ( آيس ويف ) الجديد ، و ذلك بعد مصرع الجنرال السابق و الأسطوري ( ناتاري هوزين ) آثر هجومٍ شامل ٍ على الدولة ، و قد قاتل ببسالة و بطولة ، قبل أن يلقى مصرعه و يحفر اسمه بحروفٍ من نور في سجلات الأبطال . و قد حان الوقت لتنصيب خليفته ، و هو ابنه ( ناتاري سليدر ) و بالطبع كان من الطبيعي أن تُثار الإشاعات و الأقاويل حول أحقيته في تولي المنصب . و لكن سرعان ما اندثرت تلك الشائعات و ذلك لاشتهار ( سليدر ) بالموهبة و الكفاءة العاليتين ، و تدرجه في الرتب بصورة ٍ عادلة ٍ ، و لذلك تقبل الناس تعيينه في ذلك المنصب . و ها قد أتى وقت تتويجه جنرال لــ ( آيس ويف ) ، و ها هي الجماهير الغفيرة تحتشد في الشوارع ، تنتظر في شغف بداية حفلة التتويج . ************************************************** *********************************** المشهد الثاني : إحدى غرف بداخل قصر الجنرال ... غرفة ٌ واسعة جيدة التأثيث . في أحد أركان الغرفة ، يقبع ذلك الجسد الفارع المنغمس في ظلالها . إنه ( ناتاري سليدر )، المنتظر تتويجه جنرلاً لــ ( آيس ويف ) . يقف ينظر إلى نفسه في تلك المرآة الفخمة و الضخمة ، و التي تحتل نصف الجدار تقريباً . يمعن النظر فيها ، ليرى تفاصيل نفسه ، ذلك الشاب الوسيم ، طويل القامة ، ذو الشعر البرتقالي الناري المنسدل و العيون البنية . يقف ممسكاً بمعطف الجنرال الرسمي في أحدى يديه ، بينما يعبث في شعره باليد الأخرى . في تلك اللحظة دوت صوت طرقات على باب الغرفة ، فالتلفت ( سليدر ) إلى الباب و هو يقول في هدوء : بإمكانك الدخول . و هنا انفتح الباب الكبير للغرفة محدثاً صريراً عالياً ، و من خلفه برز ذلك الشاب الوسيم ، طويل القامة ، ذو الشعر الأسود الطويل ، ذو خصلات ٍ أمامية ناعمة تغطي عينه اليمنى بينما كانت خصلاته الخلفية معقوصة على شكل ذيل الفرس . يرتدى الرداء العسكري الأزرق المُميز لـ ( آيس ويف ) ، إنه الكولونيل الأعلى أو نائب الجنرال ( هيراتسو باريسدون ) الذي دلف إلى الحجرة ثم قال : الجميع بانتظارك يا سيادة الجنرال . قال ( سليدر ) : حسناً ، سأخرج بعد دقائق . فانحنى ( باريسدون ) في احترام قائلاً : حسناً ، سيدي . قالها ثم غادر الغرفة ، و أغلق الباب من خلفه . و بعد مغادرته ، زفر ( سليدر ) بعمق ، ثم عاد لينظر إلى المرآة مجدداً . و بجوار المرآة ، عُلقت هاتين الصورتين الكبيرتين . الأولى تحمل صورة رجل نحيل الوجه نسبياً ، حليق اللحية ، خط البياض معظم أجزاء شعره ، ذو نظرات حادة و قاسية . إنه الجنرال الأول لـ ( آيس ويف ) ( زيريكس ) و الذي شهد عصره مذابح عنصرية بشعة ضد النورمالز . بينما الصورة الثانية ، تحمل وجه الجنرال الثاني لـ ( آيس وسف ) ( ناتاري هوزين ) هو من قاد الثورة ضد الجنرال الاول الظالم ( زيريكس ) ، رغم ذلك ، رفض أن يتم إزالة صورته ، لأنه يرى أن عهده يظل جزءاً – و إن كان مُظلماً – من تاريخ ( آيس ويف ) . أخذت ذكريات ذلك الهجوم العنيف الذي تعرضت له ( آيس ويف ) منذ شهور ، تجوب ذهن ( سليدر ) . ذلك الهجوم الشرس الذي شنته جماعة ( الجاماجينيا ) بكل قوتها و عتادها و رجالها على ( آيس ويف ) و الذي كان والده ، واحداً من ضحاياه . هو لا يذكر ما حدث بالضبط في ذلك اليوم ، سوى أنه رأى النيران تُضرم في البلاد ... من ينجو منها ، يجد ذلك الوحش ليحوله إلى قطع من جليد ... تنين يحلق في السماء ، يحرق بنيرانه الأخضر و اليايس ... ظلال شرسة تلتهم نور الشمس ، سهام الكراهية تخترق أجساد الأبرياء ... خطوط البرق المصحوبة بهزيم الرعد الهادر تصعق كل ما تجده في طريقها كوحش ٍ مفترس . لم ينتظر وقتها ليفكر أو ليستوعب المشهد كاملاً ، بل غلى الدم في عروقه و أصبح وقوداً مشتعلاً يقوده نحو هؤلاء الأوغاد ... عرف بعد ذلك أن والده يقاتل بدوره ، من جبهة الحدود مع دولة ( ووتر فول ). لكن رغم ذلك لم يتمالك أعصابه ، و استعمل تلك التقنية المُحرمة التي لم يتوجب عليه استعمالها ، و ... و حدث ما حدث ! عند هذه النقطة من الذكريات ، انتفض جسد ( سليدر ) و قبض يده في قوة ، ثم ضرب بها المرآة في غضب . فتهمشت المرآة ، و تهشمت صورته المعكوسة فيها ... و تناثرت بقاياها و تبعثرت في أنحاء الغرفة . بينا أخذت يده تنزف الدماء لتمتزج بعَبرَة ٍ يتيمة ذرفتها عيناه شحيحتا الدموع . و دون أن يأبه ( سليدر ) بالدماء التي أخذت تسيل من جرح يده و تغرق أرضية الغرفة ، ارتدى سترة الجنرال و هو يغمغم : لقد تأخرت كثيراً ، حرى بي أن أسرع . لم يكد يقولوها ، حتى ألتف ذلك الأنبوب الأبيض اللزج حول يده المُصابة ، و أخذ يمتص دماؤه في نهم و سرعة ٍ مخيفتين . اتسعت عينا ( سليدر ) من المفاجأة ، و لكنه سرعان ما انتبه للموقف و هوى بيده الحرة على الأنبوب ليقطعه ، فسقطت بقاياه أرضاً ، و هي تتلوى كالثعبان . هذا الشيء المقزز يبدو مألوفاً أكثر مما ينبغي بالنسبة لـ ( سليدر ) ، رفع ( سليدر ) عينيه لينظر إلى الاتجاه الذي جاء منه ذلك الأنبوب ، ليرى ذلك الظل القادم و المتقدم نحوه من أحد أركان الغرفة . ثم سمع صوتاً بارداً ساخراً يقول : ليس من اللائق أن يذهب الجنرال الجديد لحفل تتويجه و هو ملطخ بالدماء ، قد يصيب ذلك شعبه ببعض القلق ، أليس كذلك ؟ قالها ثم برز من خلفه ، ظلٌ ثانٍ ثم ثالث و ... " أنتم أيها الـ ... " " سوف أُبيدكم " قالها ( سليدر ) في غضب و قسوة بعد رؤيته لهؤلاء القادمين ، ثم انقض ليهجم عليهم في عنف . و ... و ما زالت الدماء تسيل . ************************************************* الفصل الثاني: الأكاديمية العسكرية المشتركة الزمان : عام 2163 المكان : آيس ويف تحديداً على حدود دولة ( آيس ويف ) مع دولة ( فاينر نيرز ) حيث يقبع ذلك الصرح الهائل الذي يشبه في تصميمه القلاع الرومانية في العصور الوسطى ، و لكن مع فوارق جوهرية للغاية. حيث تطغى التكنولوجيا الحديثة للقرن الثاني و العشرين على كافة تفاصيل المكان . إنها " الأكاديمية العسكرية المختلطة لآيس ويف " و بالعودة بالزمن إلى الوراء ، و تحديداً إلى زمن الثورة التي قادها الأسطورة ( ناتاري هوزين ) ضد الحاكم الأول لآيس ويف بعد كارثة الحرب النووية ، المدعو بــ ( زيريكس ) ، و ذلك لمعاملته للنورمالز كالحشرات . و بعد نجاح الثورة ، تولى ( هوزين ) زمام الحكم . دعا ( هوزين ) إلى اجتماع بين جنرالات الدول العظمى و اقترح إنشاء أكاديمية عسكرية مشتركة بين الدول جميعاً ، تعمل على إعداد أجيال جديدة من الجنود ، يكون مبدأهم هو الاتحاد و الوحدة بين كافة الدول العظمى، و بين النورمالز و البلاجين . و بالطبع ، لقيت تلك الفكرة معارضة شديدة من الكثيرين ، و لكن بعد اجتهادات شديدة من جانب ( هوزين ) و تعهدات من جانبه على إقامة الأكاديمية في أراضي ( آيس ويف) على أن يتحمل مسؤولية حمايتها ، خاصة ً أن دولة ( آيس ويف ) تقع في موقع يتوسط الدول العظمى جميعاً ، و يسهل الوصول إليها من أي دولة ٍ أخرى . و أصبح شعارها : و هكذا تم إنشاء الأكاديمية ، رغم الأقاويل التي أُثيرت بأن إنشاء الأكاديمية كان لأهدافٍ دبلوماسية ٍ خفية . و لكن بمرور الزمن ، خفت بريق الأكاديمية و انخفض الاقبال عليها ، خاصة ً بعد انتشار النزعة اليوجينية القذرة ضد النورمالز . و بالعودة إلى الوقت الحاضر . و تحديداً يوم 20 ديسمبر 2136 م اليوم هو يوم دخول دفعةٍ جديدة ٍ من الجنود إلى أكاديمية ( آيس ويف ) المختلطة بعد تأهيلهم في المدرسة التأهيلية ، و حصولهم على رتبة العريف . و الآن ها هي أبواب الأكاديمية تُفتح ، و يدلف منها الجنود الجدد و المدربون . رتب تبدأ بالعريف و حتى الكولونيل ، تعبر إلى الداخل . الأعداد ليست كبيرة ، لأن الأكاديمية لا تستقبل إلا عدداً محدوداً في كل دفعة ، و بمعايير معينة لا تعتمد على القوة فحسب . ************************************************** ***************************** المشهد الثاني المكان : غرفة مدير أكاديمية ( آيس ويف ) العسكرية المختلطة . غرفة واسعة و أنيقة فخمة التأثيث . في منتصف نهايتها يوجد نافذة ضخمة ، تحتل نصف الجدار تقريباً و أسفلها مكتب فاخر . يجلس على مقعدها الرئيسي الوثير ذلك الرجل الوقور ذو الرأس شبه الحليق ، و تلك اللحية الطويلة التي تنتظم شعيراتها البيضاء في شكل حلزوني مُضحك . إنه العجوز الذي تجاوز التسعين من عمره . إنه الأسطورة الحية الذي ناضل و كافح طويلاً ضد طغيان ( زيريكس ) في أوج قوته و طغيانه ، و قضى على آثر ذلك معظم أوقات شبابه في السجون و المعتقلات . عُرض عليه بعد نجاح ثورة ( هوزين ) أن يتولى منصب جنرال دولة ( آيس ويف ) و لكنه رفض ، فحصل على رتبة الجنرال الفخرية ، ثم تم توليته إدارة أكاديمية ( آيس ويف ) العسكرية المختلطة بعد تأسيسها . إنه ( آزاشيرو تسيزارو ) المعروف بلقب " المناضل ذو اللحية الحلزونية " و يجلس من أمامه على المكتب رجل وسيم طويل القامة ، ذو شعر بني متوسط الطول ، مصفف بعناية ، و عيون عسلية اللون . يرتدي معطفاً طويلاً أسود مُثَبَت في أعلاه ، شعار الأكاديمية برتبة " كولونيل " . يجلس و هو يطالع ورقة مكتب ٌ في أعلاها : " الكولونيل ( هيراتسو راجيتشي ) " " الإشراف على تدريب الفريق ω ( أوميجا ) دفعة 2136 م " بدا على ( راجيتشي ) التنمر ، و زفر زفرة ً حارة و هو يقول مخاطباً ( تسيزارو ) : سيدي الجنرال ، أرى أنني لست مؤهلاً لقيادة ذلك الفريق ، و ذلك الفريق بالذات . ابتسم ( تسيزارو ) بهدوء و هو يسأل ( راجيتشي ) : و لما تعتقد ذلك ، ( راجيتشي – سان ) ؟ أطرق ( راجيتشي ) هنيهة ، ثم أجاب قائلاً : أنت تعلم يا سيدي ، بشأن الظروف التي مررت بها في الماضي ، إن ذلك الفريق بمثابة قنبلة موقوتة ، لن تلبث أن تنفجر فينا جميعاً ، و إنني لا أطلب إعفائي من تولي الإشراف على ذلك الفريق فحسب ، بل أطلب إعادة توزيع الفرق مجدداً كذلك . ضحك ( تسيزارو ) ضحكة ً هادئة ً و قال و هو يغمز بعينه لـ ( راجيتشي ) : لقد أشرفت بنفسي على عملية توزيع الفرق ، و توزيع المشرفين ، و أؤمن تماماً بأنك الأصلح لتولي مسؤولية ذلك الفريق . ثم أردف ( تسيزارو ) قبل أن ينيس ( راجيتشي ) ببنت شفة : كما أن القرار قد تم اعتماده بالفعل . ************************************** الفصل الثالث: ظهور سوريتشن جيفر وسط الدالفين إلى المكان ، يبرز ذلك الفتى وسطهم ، نحو ساحة المتقدمين الجدد ... ( سوريتشين جيفر ) إنه ذلك الفتى متوسط الطول ذو الشعر الأسود الناعم و العيون البنية . يرتدي سترة ً زرقاء اللون و سروالاً من اللون نفسه ، و أسفل سترته قميصاً خفيفاً أبيض اللون ، مثبت عليه شعار الأكاديمية و ربتة ( العريف ) يتقدم لداخل الساحة و يمعن بنظره فاحصاً في المتقدمين الجدد مثله في دفعة هذا العام . يلمح العديد من الوجوه و الملامح بعينه فيرى ذلك الفتى ضخم الجثة و البنيان و ذاك الفتى أحمر الشعر يعبث بكرة هناك ، تلك الفتاة ذات الشعر الأسود الطويل تجلس و تقرأ في هدوء . و هاتان فتاتان توأمان ذوات شعر ٍ برتقالي ، بتسريحة ذيلي الفرس ، تتضاحكان في مرح . تلتقط أذناه صوت ضوضاء قادمة من عند المدخل ، فيلتفت إلى مصدرها فيرى دراجة طائرة تُحلق متجهة ً نحوهم و على متنها راكبان ، أحدهما يقود الدراجة ، و لكن كلاهما يرتدي خوذة ً على رأسه و يرتديان قفازات جلدية بلا أصابع . يتمتم ( جيفر ) في نفسه : يا للإزعاج ، كيف يسحمون لتلك الأشياء المُزعجة بالدخول إلى هنا ؟ هبطت الدراجة أرضاً ، و هبط من على متنها هاذان الراكبان . نزع الأول – و الذي كان يقودها – خوذته ، فيبدو من أسفلها شعره الأسود الطويل ، المُصفف بطريقة "سبايكي" و تبدو ملامح وجهه الوسيم من أسفلها . ثم ينتزع الثاني خوذته ، ليبرز شعره الفضي اللامع الطويل المتبعثرة يميناً و يساراً ، و تبدو ملامحه وجهه مزيجاً من الوسامة و الحدة بسبب تلك الندبة على وجنته اليمنى . يقول ذو الشعر الفضي مُخاطباً الآخر في سخط : ( سوبارو ) أيها اللعين ، قيادتك المجنونة كادت تقتلنا كالعادة ، لن أدعك تقود أنت بعد الآن و ... قاطعه ( سوبارو ) مُهدئاً : رويدك ، لم يكن الأمر بذلك السوء ، و لا تنكر أن هبوطي كان رائعاً و ... بتر ( سوبارو ) عبارته و تسمر في مكانه ، ثم صاح : أووه ، انظر يا ( أوزوري – كون ) هنالك العديد من الفتيات الجميلات هنا ... ثم أشار إلى نقطة ٍ ما و استطرد : أووه ، كاواييي !! انظر يوجد فتاتان توأمان هُنا ، كم هما لطيفتان و جميلتان . ثالها ثم أخذ يضحك حالماً . و لكنه أفاق على لكمة في رأسه ، فالتفت ليجد ( أوزوري ) يقول له مؤنباً : لم نأتِ إلى هنا لاصطياد الفتيات أيها المُنحرف ، ركز على مهمتك و إلا ... قالها و رمق ( سوبارو ) بنظرة ٍ مُخيفة ، ثم أمسك به من ياقة معطفه الجلدي و أخذ يجره بعيداً ، فصاح ( سوبارو ) في ألم : يادا ، اتركني ( أوزوري – كون ) أرجوك . لم ينبس ( أوزوري ) ببنت شفة و واصل جره لـ ( سوبارو ) بينما ترددت العديد من الصيحات بينهم و هم يسيرون مبتعدين ، مثل : -" كلا فلتنتظراني أيتها التوأمان " -" اخرس ، و سر بصمت " -" توقف عن جري كالماعز ، ( أوزوري – كون ) " -" لا تنادني بـ ( كون ) " صوت لكمة -" جومينساي " ( صوت متحشرج ) ************************************************** ***************************** حدث ذلك الموقف أمام عيني ( جيفر ) و ما أن ابتعد كل من ( سوبارو ) و ( أوزوري ) حتى تنهد بعمق ٍ مغمغماً : يا لها من سخافة . و فجأة شهر ( جيفر ) بها تمر بجواره . فتاة جميلة ذات شعر ٌ ذهبي معقوص على هيئة ( ذيل الفرس ) ، و عينان زرقاوان كالسماء . مرت بجواره سريعاً ، و لاحظت جوده و تحديقه بها ، فرمقته بنظرة ازدراء خاطفة ثم واصلت سيرها . بينا واصل ( جيفر ) تحديقه بها – لا ليس انبهاراً بجمالها – فهول ليس من ذلك النوع . بل كان يحدق في الوشاح الطويل الذي كانت ترتديه لو شئنا الدقة . كان مكتوباً على الوشاح ، بحروف ذهبية ، الآتي : النبيلة : كاريوتسي إيلين من عائلة ( كاريوتسي ) النبيلة و الحاكمة لدولة ( كيوب ويند ) خرج ( جيفر ) من حالة الجمود التي كان عليها ، و عقد حاجبيه و هو يقول في ضيق شديد : ماذا يفعل أوغاد الكاريوتسي هنا ؟! ألا يكفيكم ما فعلتموه ؟ ألا تشعرون بالخجل من أنفسكم ؟ أثارت صيحته انتباه معظم الحاضرين ، فوجهوا أنظارهم نحوه . بينما التفت صاحبة الشعر الذهبي ( إيلين ) إليه قائلة ٍ في صوتٍ هادئ : ماذا قلت يا هذا ؟! تابع ( جيفر ) دون أن يبدُ عليه أنه قد سمعها : دبلوماسيتكم الزائفة تلك لن تخدعنا ، عائلتكم الآثمة ، و دولتكم الحقيرة لا ينبغي لها أن تخطو أرجلكم القذرة أراضينا . و هُنا احتقن وجه ( إيلين ) و غلى الدم في عروقها و هي تصيح في غضب : ماذا تقول أيها الحقير ؟! كيف تجرؤ ؟! قالتها ثم ضغطت على قبضتها في قوة لتتوهج بلونٍ أصفر ذهبي ، ثم أردفت : سأجعلك تندم الآن ، على كل كلمة ٍ تفوهت بها . ما أنا قالتها حتى أرخت قبضتها مجدداً ، و أخذت تُحدق في نقطة ٍ ما خلف ظهر ( جيفر ) . ترددت صيحة غاضبة تقول : " اسحب كلامك ذلك فوراً ، أيها الوغد " التفت ( جيفر ) إلى مصدر الصيحة ، ليجد قبضة ً قوية ً تتجه لتلكمه مباشرة ً ، و لكن ردة فعل ( جيفر ) كانت سريعة ، فقفز و تفادى لكمة ذلك المُهاجم في مرونة . وقف ( جيفر ) على قدميه من جديد ليرى ذلك الذي هاجمه ، ويقف أماه مباشرة ً . كان فتى في نفس عمره و طوله تقريباً ، أزرق العينين ، ذو شعر ٍ أشقر ٍ ناعم متوسط الطول ، تتدل منه بعض الخصلات الأمامية ، تغطي أجزاءاً من عينه اليمنى . و كان يرتدي سترة ً بنية اللون و سروالاً و حذاءً من اللون نفسه ، و قميصاً أبيض اللون أسفل سترته . صاح فيه ( جيفر ) متسائلاً : من أنت أيها التعس ؟ أجاب الأشقر و هو يلوح بقبضته في غضب : اسمي هو ( جراندي ميتسو ) ، و جئت من ( كيوب ويند ) ، و لقد أهنت أنت الآن بلدي و أهنت حكامها ، و سأجعلك تدفع الثمن غالياً . بدأت هالة صفراء اللون تتوهج حول ( ميتسو ) و هو يضيف : الآن أتحداك في قتال شريف و عادل ، جندي ضد جندي ، ماذا قلت ؟! ضحك ( جيفر ) ضحكة ساخرة و قد بدأت هالة زرقاء اللون تتوهج حول جسده هو الآخر : تتحداني ؟! يا لك من غر مثير للاهتمام ! حسناً لك هذا ، و لكن لتتحمل عاقبته ! سأجعلك تدرك مكانتك الحقيقة يا حثالة ( كيوب ويند ) ! هنا وصل غضب ( ميتسو ) لذروته و بدأ الهجوم ، و ذلك وسط مراقبة من جميع من كانوا في تلك الساحة الواسعة . بينما أخذت ( إيلين ) تُحدق فيما يجري بذهول ٍ تام ... و بدأت المعركة . *********************************************** المشهد الرابع : غرفة ضعيفة الإضاءة ، ذات أثاث قليلٍ و متواضع بالنسبة لعصر متطور مثل ذاك ، و في مبنى مجهول . طاولة خشبية عتيقة جلس عليا اثنان ، لا تظهر ملامحهما لضعف الإضاءة . كانا يلعبان لعبة الشوجي اليابانية الشهيرة * ، و مُندمجان فيه تماماً. -------------------------------------------- *الشوجي : تشبه لعبة الشطرنج و لكن من أهم ميزات لعبة الشوجي التي تميزها عن أنواع الشطرنج الأخرى هو إمكانية إعادة استخدام القطع التي تم الحصول عليها كقطع صديقة على اللوحة من جديد ------------------------------------------- ثم قال أحدهما للآخر في ضجر : لقد هزمتك مجدداً يا ( تاناكا ) ، لقد أصبح الأمر مُملاً حقاً . قال ( تاناكا ) : أنت حقاً ماهر في هذه اللعبة ، ( آنزاو – سان ). و هنا انفتح باب الغرفة مُحدثاً صريراً مُزعجاً ، فالتفت كل منهما إلى القادم ، الذي كان رجلاً طويل القامة ، يرتدي معطفاً ذو غطاء رأس و كذلك نظارة شمسية ، و مع الظلام المُخيم على المكان ، لا يُمكن التبين من ملامحه شيئاً ! و لكن يبدو أن كلا من ( آنزاو ) و ( تاناكا ) قد تعرفاه ، فقال ( تاناكا ) و هو يُصفر مرحاً بفمه : أووه ، لقد عدت يا ( K ) ! نظر ( آنزاو ) إلى ( K ) ثم قال متسائلاً : تقريرك يا ( K ) ؟! أجاب ( K ) في هدوء : اليوم كان يوم دخول الدفعة الجديدة كما تعلم ، و قد كان هنالك العديد من الـ ... قاطعه ( آنزاو ) في ضجر : لا شأن لي بأحد ، فقط أخبرني عنهما ؟! شعر ( K ) بالضيق لمقاطعته بهذا الشكل ، و لكنه لم يلبث أن أجاب : لقد كنت مُحقاً بشأنهما يا سيدي ، إنهما موهوبان بحق ، لقد افتعلت اليوم معركة ً صغيرةً بينهما ، صحيح أنها لم تكتمل بسببه ، ولكنها كافية لإظهار مهارتهما الاستثنائية . -"بسببه ؟ هل تقصد ...؟" -" نعم إنه هو " -"تباً له ، مزعج كعادته ، و لكن لا بأس ، يبدو أنهما حقاً مُثيران للاهتمام " -"أوامرك ، ( آنزاو – سان ) ؟ " -" تابع مهمتك كما هي ، و لكن ليس عليك أن تسلل في تلك الفترة ، لأن الحراسات مشددة الآن كما تعلم ، لذلك لا داعي للقيام بإجراءات و تحركات ٍ جديدة الآن " -" إلى متى ؟!" أجاب ( آنزاو ) بابتسامة ٍ خبيثة و هو يعبث بإحد قطع الشوجو : إلى أن يأتي الوقت المُناسب ، و تأتينا الإشارة من الداخل ! ************************************************** الفصل القادم : معركة جيفر و ميتسو تبدأ ! لمن أراد أن يتابع الفصول بتنسيق أفضل يمكنه قراءتها هُنا لدعمي كذلك أتشرف بأرائكم، الشكر و التقييم أشياء تسعدني لكنها لا تغضني عن تعلقياتكم و بالنقد البناء قبل المدح و في النهاية أوجه شكري للأخت Ayame Azuma على الغلاف الخرافي و أيضًا للأخت سحـآبةة على تصميم الفاصل الجميل تحياتي