عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-15-2010, 02:42 PM
الصورة الرمزية الناسف  
رقـم العضويــة: 19035
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشـــاركـات: 2,748
نقـــاط الخبـرة: 14
الخوف من الله عز وجل ( قطفٌ من فيض حياة السلف ) .


الخوف من الله عز وجل ( قطفٌ من فيض حياة السلف ) .


أخي أختي الغالي/ة الحبيب/ة
سلامٌ من الإله ناثرِ الرحماتِ؛؛؛
وبركاتُ دهرٍ محلاً بالطيباتِ ؛؛؛
وعلى النبي أزكى الصلواتِ ؛؛؛
والآل والصحب ذو الكرماتِ ...
قطع الخوف قلوب الأتقياء الأولياء ؛ من من ملك الأرض والسماء ؛
فملئوا الساعات بالطاعات ، ولزموا الصالحات ، وأنتهوا عن السيئات ،
حتى تجولوا في ربوع الكمال ؛ فأضحوا شموس يستمد منها الضياء .
وهاكموا بعض سطعات البريق لتيقظ القلوب ، وتحتيي موات الأرواح،
وما أنا بفاضلٍ على القوم ، وكلنا من معدنهم ننهل،
ومن عبقهم نحتفي ، وإنّا لقطرات جوار بحورهم الوافره .


قال تعالى : { فَلاَ تَخَافُوهُمْوَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }

(1)
خليل الله إبراهيم عليه السلام : قال سهل بن عبد الله :
اجتمع بعض الصدّيقين إلى إبراهيم الخليل فقالوا : ما الخوف ؟
فقال : لا تأمن حتى تبلغ المأمن .


(2)
خليل الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(( إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتْ السَّمَاءُ
وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ
وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ ؛ لَضَحِكْتُمْ
قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ وَلَخَرَجْتُمْ
إِلَى الصُّعُدَاتِ ؛ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ .
- لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعْضَدُ -)) .
[رواه الترمذي ، وحسّنه الألباني دون قوله : " لوددت أني كنت شجرةتعضد"
قال الناسف : وهي من قول أبي ذر رضي الله عنه كما في المسند والعلم عند الله . ]

(3)
الربيع بن خيثم – رحمه الله : قال سهل :
وكان الربيع بن خيثم إذا مرّ بِكِيرٍ يُغْشَى عليه فقيل لعلي بن
أبي طالب رضي الله عنه ذلك ؛ فقال : إذا أصابه ذلك فأعلموني .
فأصابه فأعلموه ، فجاءه ؛ فأدخل يده في قميصه ؛
فوجد حركته عالية ؛ فقال : أشهد أن هذا أخوف أهل زمانكم .


(4)
العلامة أبي بكر بن فورك – رحمه الله : قال الأستاذ أبو علي الدقّاق :
دخلت على أبي بكربن فورك رحمه الله عائداً ، فلما رآني دمعت عيناه ،
فقلت له : إن الله يعافيكويشفيك . فقال لي : أترى إني أخاف من الموت ؟
إنما أخاف مما بعد الموت .


قال الإمام القرطبي – رحمه الله :
فالخائف من الله تعالى هو أن يخاف أن يُعاقبه إما في الدنيا
وإما في الآخرة ولهذا قيل : ليس الخائف الذي يبكي ويمسح عينيه ،
بل الخائف الذي يترك ما يَخافُ أن يُعذّب عليه .
وقد فرض الله تعالى على العباد أن يخافوه فقال :
{ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } وقال : { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} .
ومدح المؤمنين بالخوف فقال : { يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ } .


قال أبو القاسم محمد العديني :
ولأرباب الإشارات ، في الخوف عبارات، تسكب العبرات ،
يفقهها قوم علوا في الكمالات ، ونالوا فائق الدرجات ،
وأبتعدوا عن المحرمات ، وجدوا في فعل الطاعات ؛ فأنزل الميدان ،
وجُلْ في السباق بالوثاق ، ونافس لوصول العلا ، فالمطلوب صعب المنال ،
لا يأخذ بالأقوال ؛ بل يحتاج للأبطال .

وفقني المولى وإياك لصالح العمل ، ووقنا الزلل ، وأظلنا بعرشه يوم الوجل ،
وجعل مستقرنا الفردوس مع من خاف المولى عز وجل .




تحياتي وأغلا أمنياتي .
رد مع اقتباس