السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ستفهم لاحقاً صدقني
في قديم الزمان في إحدى الدول الأوربية ، حيث يكسو الجليد كل
شيء بطبقة ناصعة البياض ، كانت هناك أرملة فقيرة ترتعش مع
ابنها الصغير ، التي حاولت أن تجعله لا يشعر بالبرد بأي طريقة.
يبدو أنهما قد ضلا الطريق ، ولكن سرعان ما تصادف عبور عربة
يجرها زوج من الخيل ، وكان الرجل سائق العربة من الكرام ،
حتى أركب الأرملة وابنها.
وفي أثناء الطريق ، بدأت أطراف السيدة تتجمد من البرودة ،
وكانت في حالة سيئة جدا حتى كادت تفقد الوعي.
وبسرعة بعد لحظات من التفكير أوقف الرجل العربة ، وألقى
بالسيدة خارج العربة ، وانطلق بأقصى سرعة !!
تصرف يبدو للوهلة الأولى في منتهى القسوة ، ولكن تعالوا ننظر
ماذا حدث !
عندما تنبهت السيدة أن ابنها وحيدها في العربة ، ويبعد عنها
باستمرار ، قامت وبدأت تمشي وراء العربة ، ثم بدأت تركض إلى
أن بدأ عرقها يتصبب ، وبدأت تشعر بالدفء ، واستردت صحتها
مرة أخرى.
هنا أوقف الرجل العربة واركبها معه ، وأوصلهما بالسلامة .
أعزائي ، كثيرا ما يتصرف أحباؤنا تصرفات تبدو في ظاهرها غاية
في القسوة ، ولكنها في حقيقة الأمر في منتهى اللطف والتحنن.
هل الوالدين حينما يقسوان على ابنهما كره له ؟
هل الطبيب حينما يسقيك دواء مراً كره لك ؟
يجب أن نبحث عن المقصد دوما ، وألا نتسرع في أحكامنا
تحيه من القلب للقلب
سلامي
ملووك