السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المجتمع الجاهل يغفر للرجل انحرافه و يقتل المرأة على انحرافها

مع أن الشريعة أوجبت على كل منهما الاستقامة

وأنكرت على كل منهما الانحراف

وأوجبت لكل منهما الستر حين الزلل

وحتَّمت عقوبة لكل منهما حين تثبت الجريمة




لماذا يملك الرجل

في مجتمعاتنا المتخمة بالتناقضات

حق ارتكاب الأخطاء من دون مساءلة

وعقاب، بل أن فاتورته الرجولية في بعض المناطق المنزوية تتحدد بما يدخره


في رصيده المؤجل من خطايا، ولكن حينما ينعكس جحيم هيمنته الذكورية


التي تكتوي بنارها المرأة فقط تكون هنا بانتظارها لائحة جارحة

من العقوبات


ترى من المسؤول عن لفّ غلالة ذلك التصور المجحف الذي

تسترخي أذهان الجميع على قبوله حول عنق المرأة

ولماذا لا يمكن اعتبار مجاهرة النساء بأخطائهن


ومظالمهن السابقة


نوعاً من المكاشفة الصادقة، ودعوة لطرح الثقة المفرطة


ما بين الشريكين


هناك مفهوم يسود المجتمعات الشرقية والعربية

هو أن المرأة العنصر الضعيف الذي يتحمل تبعات أفعال غيره


وليس أفعال نفسه فقط ، وهذا ما نلمسه في تفاصيل حياتنا اليومية


فالمرأة محاسبة أكثر من الرجل على ماضيها وحاضرها عكس

الرجل

فهو غير مطالب بكشف حسابات ماضيه لان المجتمع


يغفر له كل الأخطاء التي يرتكبها وهنا أريد أن

أقول : أن (الشعارات) والمناداة بحقوق المساواة بين الرجل والمرأة

تبقى مجرد (حبر على ورق) ودعايات أعلانية مدفوعة الثمن.

هكذا هو المجتمع لا يرحم المرأة في كل أخطاء قد ترتكبها بطريقة

الخطأ المقصود أو غير المقصود منها يدخل في نظرة المجتمع

القاصرة للنساء وكأنها ليست بشرا معرضا للخطأ والصواب،

أما الرجل فالأمر بالنسبة له مختلف هو العنصر (القوي)

الذي له دفاعاته أولها كونه رجلا والماضي والحاضر يمكن إصلاحه

بأقل الأضرار أو حتى طيه مهما كان معيبا.


يغفر المجتمع للرجل إذا أخطأ لكن من المستحيل


أن يغفر أو يتقبل خطيئة الفتاة

فهي دائماً تدفع ثمناً باهظا لأخطائها على عكس الرجل

الذي يتقبل المجتمع أي تصرف سيء قد يقوم به ويعتبرونه نزوة عابرة

لا تؤثر على حياته ولا مستقبله لذلك تقوم بعض

الجهات القابضة بالستر على الفتاة عند القبض عليها في قضية أخلاقية


لأن ورود اسمها في قضية من هذا النوع قد لا يؤثر عليها

فحسب بل سيؤثر على أسرة بأكمله
هذا راي علاوي ....
تحياتي لك