~~{السلام عليكم ورحمة الله وبركاته }~~
~~ لا تجرح إنساناً أحبك بصدق يوما ما ~~
لا تندم على حب عشته ، حتى ولو صارت ذكرى تؤلمك ، فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبقى منها غير الأشواك ، فلا تنسى أنها منحتك عطراً جميلاً أسعدك.
لا تكسر أبداً كل الجسور مع من تحب ، فربما شاءت الأقدار لكما يوماً لقاء يوماً آخر يعيد ما مضى ويصل ما انقطع ، فإذا كان العمر الجميل قد رحل ، فمن يدري ، ربما انتظرك عمر أجمل.
وإذا قررت يوما أن تترك حبيباً لك ، فلا تترك له جرحاً ، فمن أعطانا قلباً لا يستحق أبداً منا أن نغرس فيه سهماً أو نترك له لحظه ألم تشقيه ، وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزمن الجميل.
وإذا فرقت الأيام بينكما ، فلا تتذكر لمن كنت تحب غير كل إحساس صادق ، ولا تتحدث عنه إلا بكل ما هو رائع ونبيل ، فقد أعطاك قلباً ، وأعطيته عمراً ، وليس هناك أغلى من القلب والعمر في حياة الإنسان.
وإذا جلست يوماً وحيداً تحاول أن تجمع حولك ظلال أيام جميلة عشتها مع من تحب ، اترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشة التي فرقت بينكما.
حاول أن تجمع في دفاتر أوراقك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحب ، وكل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب ، واجعل في أيامك مجموعة من الصور الجميلة لهذا الإنسان الذي سكن قلبك يوماً ، ملامحه ، بريق عينيه الحزين ، ابتسامته في لحظة صفاء ، وحشته في لحظة ضيق ، والأمل الذي كبر بينكما يوماً وترعرع ، حتى وإن كان قد ذبل ومات.
إذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته ، فلا تقل سراً كان بينكما ، ولا تحاول أبداً تشويه الصورة الجميلة لهذا الإنسان الذي أحببته ، اجعل من قلبك مخبأ سرياً لكل أسراره وحكاياته ، فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعراً.
وإذا شاءت الأقدار ، واجتمع الشمل يوماً ، فلا تبدأ بالعتاب والهجاء والشجن ، وحاول أن تتذكر آخر لحظة حب بينكما لكي تصل الماضي بالحاضر ، ولا تفتش عن أشياء مضت لأن الذي ضاع ... ضاع ، والحاضر أهم كثيراً من الماضي ، ولحظة اللقاء أجمل بكثير من ذكريات وداع موحش.
وإذا اجتمع الشمل مرة أخرى ، حاول أن تتجنب أخطاء الأمس التي فرقت بينكما ، لأن الإنسان لا بد أن يستفيد من تجاربه.
ولا تحاول أبداً أن تصفي حسابات ، أو أن تثأر من إنسان أعطيته قلبك ، لأن تصفية الحسابات عملة رخيصة في سوق المعاملات العاطفية ، والثأر ليس من أخلاق المحبين والعشاق ، ومن الخطأ أن تعرض مشاعرك في الأسواق ، وأن تكون فارساً بلا أخلاق.
وإذا كان ولا بد من الفراق ، فلا تترك للصلح باباً إلا مضيت فيه.
تحيــاتي
مـلوكـ :1 (67):