عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-24-2010, 04:09 PM
الصورة الرمزية بريق الأمل  
رقـم العضويــة: 78298
تاريخ التسجيل: Dec 2010
الجنس:
العـــــــــــمــر: 30
المشـــاركـات: 2,944
نقـــاط الخبـرة: 320
رأيتُ الدّهــرَ خوّانـا


رأيتُ الدّهــرَ خوّانـا ويستترُ
وباقــي العمر ِ في جنباته ِ نثروا

سقاني كأسَ أوهام مـــزركشةٍ
وأبدى ظِلُّهٌ المــكنونُ ما ستروا

كأني منهُ أكــــوام ٌ بمحـرقةٍ
تُحَــرَّقُ حيثما الأهواء ُ تنحشر

كأنَّ السحـــرَ غاياتٌ لهُ عُقدتْ
فلولا السحرُ ما ازدانت لهُ ِالـصور ُ
(
بثينة ُ) والهوى قد زانَنِي شــغفاً
وإِني والهــوى خـلان لو خبروا

ورحتُ أحابي في الهجران ِ أَنجُـمَهُ
فمـــا غنتْ ليَّ البيداءُ والمـدر

وهذي نشــوة الستينِ تحملني
فلا وطـــن ٌ سقاني دمعَه ُ المطرُ

كأنَّ الكونَ آياتٌ ومعـــجزتي
به الأشعـــار والأسفـار والعبر

حسبتُ – وقد سهوتُ – مُضِيَّ عمري
جِـــناناً لو أتاها المزنُ تزدهرُ

سرت في خــافقي كأسٌ معتَّقَـةٌ
فــرحتُ كمثل طفل راعه الكبر

مررتُ بروضةِ العشـرين أَسـألُها
فهَــلَّ عليَّ منهـا العِطرُ والزهَرُ

وصِرْتُ أقَبِّلُ الجــدرانَ من ولهي
كــأني في رِحاب ِ الدير ِ معتمرُ

وشاختْ كلّ ُ أوهامي تســابقني
وقـد طابت لي الأنفـاس والسُّرُرُ

سألتُ الدهرَ عن عـشاق ِ مملكتي
فــجاءَ وصوتهُ المكلومُ ينفطـر

شَرِبتُ وقد حسبتُ سرابَ عمري
كــماء ِ المزن ِ في البيداء ِ يَنهمر

شَربتُ، فملني كأســي وغانيتي
ومــلَّ الليل من أحلاميَ السهرُ

نسجتُ الرّوحَ أبياتاً مراهِـــقة ً
وكنتُ أمير َ من عشقوا وما غدروا

صـــحوتُ بعيدما قدْ فاتني زمني
وصـارت صبوةُ الشعراء ِ تنتحرُ

رأيتُ العمرَ أوهــــاماً تُناجزنا
فتخفي سـرهـا الأيـامُ والعُصُرُ

هنيئاً يا سراب النفــس من ولهي
إذا وصفـــوا علمتَ بأنه القدر

سأبقى رغم هذا الدهــر معتصماً
وأُنْشِــدُ شعريَ الدنيـا وأفتخرُ

سأبقى قيسَهَا المجنــونَ من شغفٍ
بـــ(ليلى) عُدَّتِي الأشعارُ والفِكرُ


رد مع اقتباس