سأبدأ اليوم بالحديث عن الأسرة و التي هي اصغر وحده تتكون من عدة أفراد لبناء المجتمع و لكن بصراحة في وطننا العربي يجب أن يكون مفهوم الأسرة الواحدة أكثر شمولا لأنه في بلاد الغرب الأسرة عندهم تتكون من رجل و امرأة و أولاد اما عندنا فلابد ان تتكون من زوج و زوجة "اب و ام" و أولاد....
لذلك من الواضح ان الأسرة عندهم مجرد افراد يعيشون مع بعض و ليس شرطا أبدا ان يخاف بعضهم على بعض او يحب بعضهم بعضا و هذا غريب فكيف تسمى أسرة إذا؟
الأسرة مفهوم سامي و راقي عمل الإسلام على تثبيت دعائمه و توطيد أركانه و دعى الأب و الأم إلى ضرورة الحفاظ على هذا الكيان الفذ و الذي منه تنشأ المجتمعات و تنهض الأمم الراقية.
و لكن قد يعتقد بعض الآباء الآن ان مهمتهم الأولى و الأخيرة -للأسف- هي جلب المال و الطعام و الكساء فقط و هذا غير صحيح فهو مسؤول تماما أمام الله عن بيته و زوجته و أولاده كما هي مسؤولية الأم او الزوجة و لذلك لا يفترض بالأب أن يهمل بيته و يدعي أن الأم وحدها ستتولى مسؤولية التربية و التعليم في المنزل فالأولاد كثيرا ما يحتاجون للأب مثل الأم تماما و عليه ألا ينسى أن يمثل القدوة الحسنة للأبناء الصبية و الصبايا على حد سواء.
أما الأم فهي المعلمة الأولى و المربية العظمى و صاحبة الفضل الأعظم على أبنائها بعد الله تعالى..فكم تحملت عناء الحمل و أرضعت وليدها لبنا يفيض بالحنان و العطاء..و ربت و سهرت و ذهب منها الشباب و المشيب من أجل سعادة أبنائها..و لكن أمهات هذا الزمن صاروا موضة جديدة -و أنا لا أقصد الكل بالطبع فوالدتي مثال للأم العظيمة حماها الله و شفاها- تجدها ترمي أولادها للخدم و تذهب ليس للعمل و إنما للحفلات و العزائم و الدعوات النسائية التي -و آسفاه- لا تخلوا من النميمة و ذكر مساوئ الناس قبل محاسنهم.. و تعود بعد ان يفوت الأوان فتجد الفتيات قد ذهب عمرهن في الفسق و الفجور و الضياع و الشباب قد ارتكبوا ما لا يمكن عده أو حصره من الإبتلائات...
و هنا يبدأ مسلسل تبادل التهم بين الأب و الأم و تنتهي الأسرة إلى هاوية لا يعلم قرارها إلا الله تعالى...
فتعالوا يا شباب اليوم يو بناته نجدد مفهومنا للأسرة التي لا بد لها و أن تتحد و يعمل فيه الأب و الأم على تقوية دعائمه و تثبيت أركانه كما دعانا الإسلام...
و لا ننسى من حديثنا الأب و الأم الذين هما زهرة الحياة فنقول لهم لا تنسوا أن الحياة ليست مالا و لباسا و طعاما فقط بل إن أولادكم بحاجة لليد التي تمسح الدمع عن عيونهم و القلب الذي يحتضن آلامهم بدفء أكثر مما هم بحاجة للحياة المادية...
و أقول للشباب لو أن أحد أهليكم قد أخطأ خطأ و لو كان بسيطا في تربيتك عليك أنت أن تصححه و تربي أولادك كما يجب أن يكون...
و في النهاية أقول الأسرة هو أول مكان تبدأ منه أنجح علاقات إجتماعية و هو أول حضن نشعر فيه بالدفء فهل هناك رابطة أقوى من الأبوة و الأمومة و الأخوة؟؟؟
و لا أنسى من ذلك أن أدعو لأبي و امي و أقول "اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا"