هل يح‘ـسد الإنسـآـآن نفسه ..؟

إن الح‘ـمد للهـ ,نح‘ـمدهـ , ونستع‘ـينهـ , ونستغ‘ـفرة

ونع‘ـوذ باللهـ من شرور أنفسنـآـآ , وسيئـآـآت أع‘ـمالنـآـآ

من يهـدهـ اللهـ فلا م‘ـضل لهـ , ومن يضـلل فلا هـآـآدي لهـ

وأشهـد أن لا إلهـ إلا اللهـ وح‘ـدهـ لا شريك لهـ

وأشهـد أن مح‘ـمدآ ع‘ـبدهـ ورسولهـ صلى اللهـ ع‘ـليهـ وع‘ـلى

آلهـ وأصح‘ـآـآبهـ ومن تبع‘ـهمـ بـإح‘ـسآـآن إلى يومـ الدين

وسلمـ تسليم‘ـآـآ كثـيرـآ , أم‘ـآـآ بع‘ـد :-



من الع‘ـبارـات الم‘ـنتشرة في مـج‘ـتمـع‘ـنـآـآ الع‘ـربي

ع‘ـبآـآرة : (( م‘ـآـآ يح‘ـسد الم‘ـآـآل إلا أصح‘ـآـآبهـ )) فهـل

صح‘ـيح أن الإنسآـآن يح‘ـسد نفسهـ أو م‘ـآـآلهـ أو

م‘ـآـآ يم‘ـلك من نع‘ـمـ ..؟ وإن كانـ مع‘ـنى الح‘ـسد تم‘ـني

زوـال النع‘ـمة عن صاح‘ـبهـآـآ والسع‘ـي في إضرـارهـ

فكيف لصـآـآح‘ـب النع‘ـمة أن يتم‘ـنى زوـالهـآـآ عن نفسهـ

ويصبـح ع‘ـدوـآ لهـآـآ ..؟ أو هل قول رسولنـآـآ الكريمـ صلى اللهـ ع‘ـليهـ وسلمـ

في الح‘ـديث الشريف الذي روـاهـ الح‘ـاكمـ وصح‘ـحه و وـافقهـ الذهـبي :

(إذا رـأى أح‘ـدكمـ من نفسهـ أو م‘ـآـآلهـ أو أخ‘ـيهـ م‘ـآـآ يح‘ـب

فليـبرك - يدع‘ـو بالـبركة - فـإن الع‘ـين ح‘ـق ) يؤكد أن الإنسآـآن

قد يح‘ـسد نفسهـ أو م‘ـآـآلهـ أو أخ‘ـيهـ أمـ أنهـ ينـفي ذلك ..؟

وقد نتسآـآءل ع‘ـند قرـاءة لفظ ( أن الع‘ـين ح‘ـق )

الذي خ‘ـتمـ بهـ رسول اللهـ صلى اللهـ ع‘ـليهـ وسلمـ ح‘ـديث الشريف :

هل الح‘ـسد هو الع‘ـين والمع‘ـنى وـاح‘ـد ..؟ فيح‘ـسد

الإنسآـآن نفسهـ أو م‘ـآـآلهـ إن رـأى فيهم‘ـآـآ م‘ـآـآ يح‘ـب

لآن الح‘ـسد هو الع‘ـين أمـ أن المع‘ـنى يخ‘ـتلف ..؟

فنقول إن الع‘ـين هي إعج‘ـآـآب من الشخ‘ـص و استح‘ـيآـآن

لم‘ـآـآ رـأى من نع‘ـمـ دون تم‘ـني زوـالهـآـآ بخ‘ـلاف الح‘ـسد

الذي هو إعج‘ـآـآب بالنع‘ـمـ ولكن مع تم‘ـني زوـالهـآـآ

لخ‘ـبث النفس أو ح‘ـقدهـآـآ , فلا يح‘ـسد الإنسآـآن نفسهـ وم‘ـآـآ وهبهـ

اللهـ تع‘ـآـآلى من نع‘ـمـ , ولكنهـ ينظر إليهـآـآ بـإعج‘ـآـآب وفرح وسرور

و لا يتم‘ـنى زوـالهـآـآ أو إضرـارهـآـآ , وإن ح‘ـصل الضرر فـإنه

لا يقع لمج‘ـرد نظرة الإعج‘ـآـآب بل إنهـ يقع لح‘ـضور الشيطـآـآن

مع ع‘ـدمـ ذكر اللهـ تع‘ـآـآلى والدع‘ـآـآء بالـبركة فتصـآـآب النفس بالع‘ـين

كم‘ـآـآ في قولهـ صلى اللهـ ع‘ـليهـ وسلمـ في الح‘ـديث السابق : ( فليـبرك).

وأشـآـآر الح‘ـديث إلى أن الع‘ـين تصـيب الغ‘ـير أيضـآـآ كإصـآـآبة

الأخ بالع‘ـين ع‘ـلى م‘ـآـآ رزق من نع‘ـمـ , وقد تقع الع‘ـين من إنسآـآن

صآـآلح طـيب النفس يح‘ـب الخ‘ـير لنفسهـ وللآخ‘ـرين إلا أنهـ نظرتهـ

كانت بلا دع‘ـآـآء فح‘ـصل الضرر من الشيطـآـآن وإصـآـآبة الغ‘ـير بالع‘ـين

لا تنح‘ـصر بالإعج‘ـآـآب دون الدع‘ـآـآء بالبركة بل من أسبابهـآـآ

الح‘ـقد وع‘ـداوة الآخ‘ـرين أي أنهـآـآ قد تفترن بالح‘ـسد أصلآ

وكم‘ـآـآ قال ابن القيمـ رح‘ـمه اللهـ : ( الح‘ـاسد ع‘ـدو النع‘ـمـ وهذا الشر هو

من نفسهـ وطبع‘ـهـآـآ , ليس هو شيئـآـآ اكتسبهـ من غ‘ـيرهـآـآ بل هو

من خ‘ـبثهـآـآ وشرهـآـآ ) رواهـ البخ‘ـاري وم‘ـسلمـ

ونضيف بـأن الح‘ـآـآسد قد يح‘ـسد م‘ـآـآ رـآهـ

وم‘ـآـآ لمـ يرهـ فيكون ح‘ـسدهـ في ح‘ـآـآل ح‘ـضورهـ وغ‘ـيابهـ

بينم‘ـآـآ الع‘ـائن - من أصـآـآب الغ‘ـير بع‘ـينهـ

- فلا يصـيب إلا م‘ـآـآ رـأى أم‘ـآـآمهـ كالذي رـأى خ‘ـيرـآ فدمرهـ وأفسدهـ بع‘ـينهـ

وأم‘ـآـآ الح‘ـسد فقد يفسد أو يزيل النع‘ـمة نفسهـآـآ أو يؤثر ع‘ـلى صاح‘ـبهـآـآ

فيصيبهـ بالهمـ والغ‘ـمـ مثلآ أو بالم‘ـرض أو غ‘ـيرهـ .



وأسـآـآل اللهـ الع‘ـظيمـ رب الع‘ـرش الع‘ـظيمـ أن يح‘ـفظنـآـآ وإيـآـآكمـ

من كل مكروهـ يـآـآرب الع‘ـآـآلم‘ـين .. وأشكر أختي زيرو سام‘ـآـآ

ع‘ـلى الفوـاصل الرهـيبة , و شكر خ‘ـآـآص لكل من سـآـآع‘ـدني

لكمـ مني فـآـآق الإح‘ـترـامـ والتقـدير