القسم العام قسم يهتم بالمواضيع التي لا أقسام لها داخل المنتدى
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم) |
#1
|
||||
|
||||
يا صاحب الهمّ إنّ الهمّ منقطعٌ * * الهموم وعلاجها من الكتاب والسنة..
![]() الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله و صحبه اجمعين.. كيف أحوالكم يا عاشقين و عاشقات ان شاء الله تمام التمام ومن لم يكن تمام اتمنى بعد قرائته للموضوع يصبح باذن الله تمام... مقدمة: إن المتأمل لأهل هذا العصر يجد كثرة الشكوى من الكآبة والضيق، والتضجر والقلق بسبب الهموم المتنوعة والأمراض النفسية المختلفة. لهذا فالحاجة ماسَّة لمعرفة المنهج الذي يُقيم الحياة الطيبة، ويكفُل انشراح الصدور، ويجلب الفرح البهجة والسرور. فإليكم هذا الموضوع الدنيا دار ابتلاء: الدنيا دار ابتلاء وامتحان يبتلى بها المرء على قدر إيمانه فالكل لا بد أن يبتلى ولست أكرم على الله تعالى من أنبيائه ورسله , الذين ابتلاهم الله تعالى بأنواع الابتلاءات فمنهم من ابتلى بالمرض ومنهم من ابتلي بالفقر ومنهم من ابتلي بفقع عزيز ومنهم من ابتلي بالتكذيب والطرد ومن البلاء الابتلاء بالهم والغم , ولقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم والحزن , عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ؛أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ فإن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار اللأواء والشدة والضنك، قال صلى الله عليه وسلم الدنياسجن المؤمن وجنة الكافر رواه مسلم.ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس فيها هم ولا غم لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاماً والمؤمنون في الجنة يحمدون الله تعالى على نعمة إذهاب الهم والحزن عنهم وطبيعة الحياة الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى "لقد خلقنا الإنسان في كبد" فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل ، مغموم في الحال. قال الإمام علي رضي الله عنهأشد جنود الله عشرة: الجبال الرواسي والحديد يقطع الجبال، والنار تذيب الحديد، والماء يطفئ النار، والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح يقطع السحاب، وابن آدم يغلب الريح يستتر بالثوب أو الشيء ويمضي لحاجته؛ والسُّكْر يغلب ابن آدم، والنوم يغلب السكر، والهم يغلب النوم، فأشد جنود الله الهم انــــــــواع الهـــــــموم : النوع الأول :من الهموم هموم سامية : ذات دلالات طيبة ، كهموم العالم في حلّ المعضلات التي يحتاج المسلمون فيها إلى جواب. وخصوصا إذا استعصت المسألة واستغلقت ، وكذلك همّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته وهمّ الداعية في نشر الدين وحمل الرسالة والأخذ بيد المدعو إلى طريق الهداية، وهموم العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء، وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض.. النوع الثاني : من الهموم ما يكون ناشئاً عن المعاصي : كالهموم التي تصيب المذنب بعد ذنبه كما يحدث في هم من أصاب دماً حراماً، أو هم الزانية بحملها. النوع الثالث : من الهموم ما يكون بسبب ظلم الآخرين : كظلم الأقرباء كما قال الشاعر : وظلم ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند النوع الرابع : الهموم الحاصلة بسبب مصائب الدنيا : كالأمراض المزمنة والخطيرة ، وعقوق الأبناء وتسلط الزوجة، واعوجاج الزوج. النوع الخامس : من الهموم ما يكون بسبب الخوف من المستقبل وما يخبئه الزمان:كهموم الأب بذريته من بعده وخاصة إذا كانوا ضعفاء وليس لديه ما يخلفه لهم اســـــباب الهــــــموم: السبب الاول : إماالذنب أصابك فأراد الله أن يبتليك بالهم والغم لينقيك من الذنوب والخطايا فإن كثيراً من النااس لا يستطيعون عذاب الله ولا يريد الله عز وجل أن يعذبهم في القبور فيأخذ عذابهم في الدنيا بالهموم والغموم والأحزان وعلى ذلك ورد حديث في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن الله عز وجل لما أنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى "ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يُجز به ولايجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً"فلما سمع أبوبكر هذه الآية تماط رضيالله عنه حتى سُمع أطيطاً لظهره ثم قال : يا رسول الله وهو يبكي كيف العمل بعد هذه الآيةمن يعمل سوءاً يُجز به وأُينا لم يعمل سوء فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم قال :غفرالله لك يا أبابكر ألست تهتم ، ألست تغتم ، ألست تمرض ، ألست يصيبك الاوصاب . قال : بلى يا رسول الله قال : فذلك مما تجزون به على الخطايا . ثم قال عليه الصلاة والسلام ما من مسلم يصيبه هم أو غم أو حزن أو مرض إلا كفر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها. فهذا السبب الأول أن الله قد يبتليك بالهموم والغموم تصبح الصباح وأنت فاتر وعليك من الهم والغم والزهق ما لا يعلمه إلاالله فاعلم أن هذا يحت خطاياك كما تحت الشجرة ورقها في الشتاء . فاحمد ربك على هذا لأنه تركك بلا غم ولا هم لكان النصب هناك إما في القبر وإما في جهنم السبب الثاني : الإعراض عن الله عز وجل. فإن الله عز وجل جعل لمن أعرض عنه هماً وغماً لازماً "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال ربيلما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى" يسكن في القصر ، يركب السيارة الفاخرة ، يأكل في أحسن المطاعم ولكن همه معقوداً على جبينه لا يدري ما هو السر يعرض نفسه على الكتب ، يقرأ ، يطالع ، يبحث ،يستفسر ولكن حقاً ولزاماً من الحي القيوم أن من اعرض عنه أن يرميه سبحانه وتعالى بالهم والغم والحزن والضنك والقلق ولا يهدأ حتى يعود إلى لا إله إلا الله وحتى يعود إلى بيوت الله ، وحتى يعود لكتاب الله فلذلك الهم لازمٌ جدُ لازم للمعرضين عن الله عز وجل ولا علاج ولا دواء لهم إلا بالعودة لله.. السبب الثالث: قال أهل العلم رفعاً للدرجات عند الحي القيوم لأن الله عزوجل وضع لكثير من المؤمنين أو للمؤمنين درجات في الجنة قدلا يبلغها العبد بصلاته ولا بصيامه ولا بذكره ولا باستغفاره فيبلغه سبحانه وتعالى إما بالمصايب وإما بالهموم والغموم فيبتليه بالهموم والغموم فيزيد من درجاته حتى يرتفع من تلك المنزلة حقيقة الهموم: تضيق الأمور بالإنسان، وتكادتأخذ بخناقه؛ مما يجعلُ الصدرَ منه ضيقاً حرجاً كأنما يصَّعَّد في السماء، فتتغيرعليه الأرض برحابها، وتتبدل في عينيه، وهنا تستبد به المشاعر، وتنداح في هامته الخواطر، وتتقاذفه حينذاك أمواج من الحيرة، فلا تسل حينها عن ضعفه، وقلة حيلته،وهوانه حتى على نفسه التي بين جنبيه . وبينا هو يفكِّر ويقدِّر ويبدئ ويعيد، يلحظأن الثقة بدأت تتسرب من نفسه مرتحلة؛ لتجعله بعد ذلك خاوي الوفاض من كل أمر راشد. كل ذلك يحدث في بواكيرالمحن والهموم التي تصيب الإنسان إلا من وفقه الله وتغلب عليها.. وهي تعظم وتأخذ بُعداً مبالغاً فيه بسببٍ من حضورالشيطان لتفاعلاتها، لينفخ فيها من روحه، ويجعل منها سبيلاً لزحزحة الإنسان عن مسلماته وإيمانه الراسخ بمقدور الله سبحانه وتعالى ، حقق وعده بإغواء الآدمي،وإيراده حمأة الكفر التي هي بسبب من اليأس والقنوط من روح الله،"لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" وكم ارتكس في هذا الأمر من إنسان؛ فخسر الدنيا والآخرة الا من رزقه الله الايمان به وجعله يتغلب على كيد الشيطان. إنك لو تفكرت في الهموم والغموم وما يصيب الإنسان من كدر، لوجدت أنها: إما على أمر قد فات وانقضى، وإما على أمر لا زال في علم الغيب لا يُدْرَى ماالله فاعل فيه، ولن تجني من ذلك إلا الحُزن والخوف، وسترى عندما ينكشف الرَّهَجُ أنك قد بوأت نفسك منازل من لا خلاق له ولا عقل. فما قد مضى لا يعيد إليك الحُزن شيئًا من فائِتِه،ولو أسبلتَ عليه ماء الشؤون، وأَتْبَعتَ النفس حسراتٍ عليه، وما هو آتٍ من الهموم والأكدار لن تدفعه تلك الزفرات والأنات، وقد ثبت في عرف الحكماء أن جُلَّ ما يتخوف منه الإنسان لا يقع، وإن وقع فالخطب منه لا خطر له. فما يفعله الإنسان من حزن وخوف، لا يعدو أن يكون عبثًا منافيًا للحكمة، لأنك قد أنزلت حزنك وخوفك في غير مواضعه؛ حيث لا جدوى. ووَضْعُ الشيء في غير مواضعه منافٍ للحكمة، كما أن الحكمة أن تضع الشيء موضعه اللائق ، وذلك من توفيق الله للعبد، ولله در الشاعر عندما ووضع الندى في موضع السيفِ بالعُلَا* * *مُضِرٌّ،كوضع السيف في موضع الندى. وعندما تضرب الهموم والأحزان بأطنابها وتَنصِب رُوَاقها، تقذف في الرُّوع أن المصاب هو المصاب، وأن ما أصابك لم يُصَبْ أحد بمثله، ولو تفكرت وأبصرتَ لرأيت أنه ما من إنسان إلا وله نصيبه من الهم والحزن، وهو لا ريب لاحِقٌ به، لا فرق في ذلك بين غني أو فقير، أو ملكٍ أو حقير؛لأنهم من أبناء الدنيا، وسنن الدنيا ماضيةٌ فيهم، ولازمة لهم، وآخذةٌ بحُجَزِهِم،ولن يكونوا عنها بمحيص، كما لم يكن لأسلافهم ذلك، وسنن الدنيا الأقذاء والأكدارُجُبِلَتْ على كَدَرٍ وأنتَ ترِيدُهَاصَفْوًا من لأَقْذَاء والأكدارِ؟ ومُكَلِّفُ الأيامِ ضِّد طِبَاعِهَا* * *مُتَطَلِّبٌ في الماءِ جَذْوَةَ نَارِ علاج الهموم: أولاً :التسلّح بالإيمان المقرون بالعمل الصالح. قال الله تعالى:"من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم أصول وأسس يتعاملون بها مع كلّ ما يرد عليهم من أنواع المسرات والأحزان. فيتلقون النّعم والمسارّ بقبول لها، وشكر عليها، ويستعملونها فيما ينفع، فإذا فعلوا ذلك أحسوا ببهجتها وطمعوا في بقائها وبركتها ورجاء ثواب شكرها وغير ذلك من الأمور العظيمة التي تفوق بخيراتها وبركاتها تلك المسرات. ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لِما يمكنهم مقاومته وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه ، والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد ، فيحصّلون منافع كثيرة من جراء حصول المكاره، ومن ذلك:المقاومات النافعة ،والتجارب المفيدة ، وقوة النفس ،وأيضا الصبر واحتساب الأجر والثواب وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي تضمحل معها المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى في الحديث الصحيح بقوله : "عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ " رواه مسلم ثانياً :النظرفيما يحصل للمسلم من تكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجة ، إذا أصابته غموم الدنيا وهمومها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ "رواه البخاري . وفي رواية مسلم :"مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلا نَصَبٍ وَلا سَقَمٍ وَلا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ"صحيح مسلم. فليعلم المهموم أن ما يصيبه من الأذى النفسي نتيجة للهمّ لا يذهب سدى بل هو مفيد في تكثير حسناته وتكفير سيئاته، وأن يعلم المسلم أنه لولا المصائب لوردنا يوم القيامة مفاليس كما ذكر بعض السلف ولذلك كان أحدهم يفرح بالبلاء كما يفرح أحدنا بالرخاء قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله إذا أراد بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عنه حتى يوافى يوم القيامة بذنبه" رواه الترمذي السنن وهو في صحيح الجامع. ثالثاً :معرفة حقيقة الدنيا فإذا علم المؤمن أن الدنيا فانية، ومتاعها قليل، وما فيها من لذة فهي مكدّرة ولا تصفو لأحد. إن أضحكت قليلاً أبكت طويلاً، وإن أعطت يسيراً منعت كثيراً، والمؤمن فيها محبوس كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ" رواه مسلم إن هذا المعنى الذي يدركه المؤمن لحقيقة الدنيا يهوّن عليه كثيراً من وقع المصاب وألم الغمّ ونكد الهمّ لأنه يعلم أنه أمر لا بدّ منه فهو من طبيعة هذه الحياة الدنيا رابعاً :ابتغاء الأسوة بالرسل والصالحين واتخاذهم مثلاً وقدوة وهم أشد الناس بلاءً في الدنيا ، والمرء يبتلى على قدر دينه ، والله إذا أحب عبداً ابتلاه وقد سأل سعد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً قَالَ: "الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ" رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، السنن وهو في صحيح سنن الترمذي للألباني خامساً :أن يجعل العبد الآخرة همه لكي يجمع الله له شمله لما رواه أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع قال ابن القيم رحمه الله: إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح الوحوش في خدمة غيره.. فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين) سادساً : ذكر الموت لقوله صلى الله عليه وسلم : "أكثروا ذكر هادم اللذات : الموت فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعة إلا ضيَّقها عليه" رواه البزار عن أنس وحسنه الألباني كما في صحيح الجامع وصححه كذلك في إرواء الغليل سابعاً :دعاء الله تعالى وهذا نافع جداً ومنه ما هو وقاية ومنه ما هو علاج، فأما الوقاية فإن على المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه متضرعاً إليه بأن يعيذه من الهموم ويباعد بينه وبينها ، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد أخبرنا خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه عن حاله معه بقوله: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيراً يقول : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) رواه البخاري فإذا وقع الهم وألمّ بالمرء، فباب الدعاء مفتوح غير مغلق، والكريم عز وجل إن طُرق بابه وسُئل أعطى وأجاب.. يقول جلّ وعلا : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) . ومن أعظم الأدعية في إذهاب الهمّ والغم والإتيان بعده بالفرج : الدعاء العظيم المشهور الذي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم كلّ من سمعه أن يتعلّمه ويحفظه : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا رواه الإمام أحمد في المسند وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ثامناً :الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم ما يفرج الله به الهموم روى الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ " رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. في السنن وحسنه الألباني في المشكاة تاسعاً : التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر إليه " فمن علم أن الله على كل شيء قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير. وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه وأنه أعلم بمصلحة العبد من العبد وأقدر على جلبها وتحصيلها منه وأنصح للعبد لنفسه وأرحم به منه بنفسه، وأبرّ به منه بنفسه. وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة، فلا متقدم له بين يدي قضائه وقدره ولا متأخر، فألقى نفسه بين يديه وسلم الأمر كله إليه، وانطرح بين يديه انطراح عبد مملوك ضعيف بين يدي ملك عزيز قاهر. له التصرف في عبده بما شاء ، وليس للعبد التصرف فيه بوجه من الوجوه ، فاستراح حينئذ من الهموم والغموم والأنكاد والحسرات. وحمل كل حوائجه ومصالحه من لا يبالي بحملها ولا يثقله ولا يكترث بها. فتولاها دونه وأراه لطفه وبره ورحمته وإحسانه فيها من غير تعب من العبد ولا نصب ، ولا اهتمام منه، لأنه قد صرف اهتمامه كله إليه وجعله وحده همه. فصرف عنه اهتمامه بحوائجه ومصالح دنياه ، وفرغ قلبه منها ، فما أطيب عيشه وما أنعم قلبه وأعظم سروره وفرحه. وأما من أبى إلا تدبيره لنفسه واختياره لها واهتمامه بحظه دون حق ربه، خلاه وما اختاره وولاه ما تولى فحضره الهم والغم والحزن والنكد والخوف والتعب، وكسف البال وسوء الحال ، فلا قلب يصفو، ولا عمل يزكو، ولا أمل يحصل ، ولا راحة يفوز بها ، ولا لذة يتهنى بها، بل قد حيل بينه وبين مسرته وفرحه وقرة عينه . فهو يكدح في الدنيا كدح الوحش ولا يظفر منها بأمل ولا يتزود منها لمعاد ". الفوائد لابن القيم " فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ، ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له ، ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده ، فيزول همه وقلقه ، ويتبدل عسره يسرا ، وترحه فرحا، وخوفه أمنا فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته بالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة لابن سعدي عاشراً : الحرص على ما ينفع واجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ، وعن الحزن على الوقت الماضي ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها والهم الذي يحدث بسببه الخوف من المستقبل ، فيكون العبد ابن يومه ، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر ، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فهو يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل ، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " رواه مسلم الحادي عشر : الإكثار من ذكر الله فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ، وزوال همه وغمه ، قال الله تعالى (ألا بذكر الله تطمئن القلوب ). وأعظم الأذكار لعلاج الهمّ العظيم الحاصل عند نزول الموت :لا إله إلا الله وذلك لما حدّث به طلحة عمر رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " كَلِمَةٌ لا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا إِلا الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ"فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لأَعْلَمُهَا فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ وَمَا هِيَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ هَلْ تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ طَلْحَةُ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ رواه أحمد الثاني عشر: اللجوء إلى الصلاة . قال الله تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى رواه أبو داود كتاب الصلاة باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وحسنه في صحيح الجامع الثالث عشر : التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الهم والغم ، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا . فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه التي لا تحصى ولا تعدّ وبين ما أصابه من مكروه ، لم يكن للمكروه إلى النعم نسبة ، بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد ، وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم ، هانت وطأتها ، وخفت مؤنتها ، وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضا ، يدع الأشياء المرة حلوة فتنسيه حلاوة أجرها مرارة صبرها. ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " رواه الترمذي في سننه وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وهو في صحيح الجامع الرابع عشر : الانشغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه . وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم ، ففرحت نفسه ، وازداد نشاطه ، وهذا السبب أيضا مشترك بين المؤمن وغيره . ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه ، ويعمل الخير الذي يعمله ، إن كان عبادة فهو عبادة وإن كان شغله دنيوياً أو عادة دنيوية أصحبها النية الصالحة ، وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله ، فلذلك أثره الفعال في دفع الهموم والغموم والأحزان ، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار ، فحلت به الأمراض المتنوعة فصار دواءه الناجح : نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه، واشتغاله بعمل من مهماته. الخامس عشر : أن يعلم المهموم والمغموم أن بعد العسر يسراً ، وأن بعد الضيق فرجاً ~° قال عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إذا كان الرجل مقصرا في العمل ابتلي بالهم ليكفر عنهفليحسن الظن بالله فإنه جاعل له فرجاً ومخرجاً . وكلما استحكم الضيق وازدادت الكربة قرب الفرج والمخرج . وقد قال الله تعالى في سورة الشرح (فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً) فذكر عسراً واحداً ويسرين فالعسر المقترن بأل في الآية الأولى هو العسر في الآية الثانية أما اليسر في الآية الثانية فهو يسر آخر غير الذي في الآية الأولى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما "النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً " رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع من اقوال اهل السلف في الهموم ~° قال مالك بن دينار قال إن القلب إذا لم يكن فيه حزن خرب كما أن البيت إذا لم يسكن خرب ~° قال مالك بن دينار يقول حزنك على الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة الآخرة من قلبك وفرحك بالدنيا للدنيا يذهب بحلاوة الآخرة من قلبك ~° قال عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي كان يقال الأحزان في الدنيا ثلاثة خليل فارق خليله ووالد ثكل ولده ورجل افتقر بعد غنى ~° قال سفيان الثوري كان يقال الحزن على قدر البصر ~° قال الحسن ما عبد الله بمثل طول الحزن ~° قال الحسن يقول إن أكثر ما يرى للعبد في صحيفته يوم القيامة مما يسر به الهم و الحزن ~° قال إبراهيم بن أدهم الحزن حزنان فحزن لك وحزن عليك فالحزن الذي هو لك حزنك على الآخرة وخيرها والحزن الذي هو عليك حزنك على الدنيا وزينتها . ~° قال عبد الرحمن بن زيد وصف أهل الجنة بالضحك والسرور والتفكه حتى يعلم أن حلوات الدنيا مرارات الآخرة ومرارات الدنيا حلوات الآخرة ~° قال رشيد بن حباب مرض حازم بن الوليد بن بجير الأزدي فدعوت له طبيبا فنظر إليه فقال بصاحبك هذا إلا الحزن فقال حازم إني ذكرت مواقف يوم القيامة ففزع ذلك قلبي ~° قال الفضيل بن عياض كما أن القصور لا تسكنها الملوك حتى تفزع كذلك القلب لا يسكنه الحزن والخوف حتى يفزع ~° قال عطاء بن رباح لا يتم للمؤمن فرح يوم ~° قال مسلمة بن عبد الملك يقول إن أقل الناس هما في الآخرة أقلهم هما بالدنيا ~° قال مالك بن دينار يقول إن الأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البر وإن الفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور والله يرى همومكم فانظروا ما همومكم رحمكم الله ~° قال بشر بن الحارث لا تغتم إلا بما يضرك غدا ولا تفرح إلا بما ينفعك غدا ~°°° || مقــــــتطفات من كتاب لا تـــــحزن || °°°~ ~° لا تحزنْ : فإنَّ أموالك التي في خزانتِك وقصورَك السامقةَ ، وبساتينَك الخضراءَ ، مع الحزنِ والأسى واليأسِ : زيادةٌ في أسَفِكَ وهمِّكَ وغمِّكَ . لا تحزنْ : فإنَّ عقاقير الأطباء ، ودواء الصيادلةِ ، ووصفةَ الطبيبِ لا تسعدُكَ ، وقدْ أسكنت الحزن قلبَك ، وفرشتَ له عينك ، وبسطتَ له جوانحَك ، وألحفتَه جلدَك . لا تحزنْ : وأنت تملكُ الدعاءَ ، وتُجيدُ الانطراح على عتباتِ الربوبيةِ ، وتُحسنُ المسكنة على أبواب ملِكِ الملوكِ ، ومعكَ الثلثُ الأخيرُ من الليلِ ، ولديكَ ساعةُ تمريغ الجبينِ في السجودِ . لا تحزنْ :فإنَّ الله خَلَقَ لكَ الأرض وما فيها ، وأنبت لك حدائقَ ذاتَ بهجةٍ ، وبساتين فيها من كلِّ زوجٍ بهيجٍ ، ونخلاً باسقاتٍ له طلعٌ نضيدٌ ، ونجوماً لامعاتٍ ، وخمائل وجداول ، ولكنَّك تحزن !! لا تحزنْ : فأنت تشربُ الماء الزلال ، وتستنشقُ الهواء الطَّلْق ، وتمشي على قدميْك معافى ، وتنام ليلكَ آمناً . ~° راحةُ المؤمن غَفْلَةٌ ، والفراغُ قاتلٌ ، والعطالَةُ بطالَةٌ ، وأكثرُ الناسِ هموماً وغموماً وكدراً العاطلونَ الفارغونَ . والأراجيفُ والهواجسُ رأسُ مالِ المفاليسِ من العملِ الجادِّ المثمرِ . فتحرَّك واعملْ ، وزاولْ وطالعْ ، واتْلُ وسبِّحْ ، واكتبْ وزُرْ ، واستفدْ منْ وقتِك ، ولا تجعلْ دقيقةً للفراغِ ، إنك يوم تفرغُ يدخلُ عليك الهمُّ والغمُّ ، والهاجسُ والوساوسُ ، وتصبحُ ميداناً لألاعيبِ الشيطانِ . ~° ان عمر الدنيا قصير وكنزها ،والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفىء هناك، ومن تعب هنا أرتاح هناك. ~° القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ونسف للساعة الراهنة قال تعالى ( تلك أمة قد خلت ) أنتهى الأمر وقضي ولا طائل من تشريح جثة الزمان وإعاده عجلة التاريخ. ~° ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ولن أبيع نفسي مع الأوهام ~° لا تحزن ولك دين تعتقده وبيت تسكنه وخبز تأكله وماء تشربه وثوب تلبسه فلمـــــــــاذا تحزن ؟ ~° أبسط وجهَك للناسِ تكسبْ ودَّهم وألنْ لهم الكلامَ يحبوك وتواضْع لهم يجلّوك . ~°°° || ابيـــــات و اشـــــعار || °°°~ يا صاحب الهمّ إنّ الهمّ منقطعٌ * * * أبشر بذاك فإنّ الكافي اللّه اليأس يقطع أحياناً بصاحبه * * * لا تيأسنّ كأن قد فرّج اللّه اللّه حسبك ممّا عذت منه به * * * وأين أمنع ممّن حسبه اللّه هنّ البلايا، ولكن حسبنا اللّه * * * واللّه حسبك، في كلٍّ لك اللّه هوّن عليك، فإنّ الصانع اللّه * * * والخير أجمع فيما يصنع اللّه يا نفس صبراً على ما قدّر اللّه * * * وسلّمي تسلمي، فالحاكم اللّه يا ربّ مستصعب قد سهّل اللّه * * * وربّ شرّ كثير قد وقى اللّه إذا بكيت فثق باللّه وأرض به * * * إنّ الذي يكشف البلوى هو اللّه الحمد للّه شكراً لا شريك له * * * ما أسرع الخير جدّاً إن يشا اللّه كُن عن همومك مُعرضاً * * * وكِل الأمور إلى القضا وانعم بطول سلامة * * * تُسليك عمّا قد مضا فلربما اتسع المضيق * * * وربما ضاق الفضا ولرب أمر مسخط * * * لك في عواقبه رضا الله يفعل ما يشاء ف* * * لا تكن مُتعرضا أيهذا الشاكي وما بك داء * * * كيف تغدو إذا غدوت َ عليلاً
إنَّ شرَّ الجناة ِ في الأرض ِنفسٌ * * * تتوقى قبل َالرحيل ِالرحيلا وترى الشوكَ في الورودِ وتعمى * * * أن ترى فوقها الندى إكليلا هو عبءٌ علىالحياةِ ثقيلٌ * * * من يظن الحياةَ عبئاً ثقيلا والذي نفسُهُ بغير جمال * * * لا يرى في الوجود ِشيئاً جميلا التعديل الأخير تم بواسطة itachi sama ; 01-23-2013 الساعة 10:34 PM |
![]() |
#2 |
![]() رقـم العضويــة: 60583
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الجنس:
![]() المشـــاركـات: 2,285
نقـــاط الخبـرة: 149
|
![]() سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
كيف حالك أخي في الله فجزاك الله خيراً على هذا الطرح الجميل وبهذا الأسلوب الرائع الذي يشرح الصدر والقلب مع الشرايين والأوردة + العقول فبصر الله بصيرتك بكل خير وصرف عنك كل بلاء وشر ، وتقبل شكري وتقييمي وسلامي . |
![]() |
![]() |
![]() |
#3 |
مشرف سابق
رقـم العضويــة: 10439
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العـــــــــــمــر: 41
الجنس:
![]() المشـــاركـات: 1,152
نقـــاط الخبـرة: 20
|
![]()
بارك الله فيك وكتبه في ميزان حسناتك
|
![]() |
![]() |
![]() |
#4 |
مشرف سابق
رقـم العضويــة: 10439
تاريخ التسجيل: Jun 2009
العـــــــــــمــر: 41
الجنس:
![]() المشـــاركـات: 1,152
نقـــاط الخبـرة: 20
|
![]()
بارك الله فيك وكتبه في ميزان حسناتك
|
![]() |
![]() |
![]() |
#5 |
مشرف سابق
رقـم العضويــة: 61897
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الجنس:
![]() المشـــاركـات: 8,287
نقـــاط الخبـرة: 38
|
![]() ![]() تحيه لك صديقي الغالي على دعوتي كنت قرآت الموضوع لاول مره لكني لم امل ذالك وقرآته مره اخرى واخرى ورآي الصريح جدا هو ان الموضوع قمه في الروعه والجمال لانه مليئ بالموعضه والفائده فتحياتي لك صديقي الغالي على ماخطت اناملك وماسطر قلمك اوحيت لنا اشياء خافيه عن المحسوس ارجوا من الله ان تجازى خيرا عليه وانا هنا احييك بارق واعذب التحايا املين ان تقدم لنا كل جديد ومفيد تقبل مروري البسيط جدا جدا اخوك كاكاشي |
![]() |
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العناصر الأساسية و الثانوية المستعملة لتقنيات النينجوتسو .. كالعادة حصريا | itachi sama | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 5 | 11-14-2011 07:24 PM |
كتاب الطبخ العربي الشامل :الكتاب روووووعة حجم الكتاب: 14.4 ميجا بايت | rasleine | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 08-24-2010 06:48 PM |
``~!~``$ سجل حضورك بالأستغفار فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل الهموم $``~!~`` | ازهار القلوب | القسم الإسلامي العام | 5 | 09-08-2009 01:55 AM |
.:. JoRdAn20015 .:. حصريا كن مبرمج ( C ) في اسبوع مع هذا الكتاب الالكتروني .:. | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 10-16-2008 07:31 PM |
لو انت صاحب موقع حمل هذا الكتاب عن seo | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 10-08-2008 12:20 AM |