قال تعالى {{ **اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ**}}

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على الهادي الأمين
نبينا وحزبه أجمعين وعلى التابعين
والتابع التابعين والشهداء والصالحين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله
كيف حال إخواني وأخواتي في منتدى العاشق الغالي
أسأل الله أن تكون بأفضل حال.
لقد إخترت هذه المرة موضوعا حساسا للغاية قررت أن أطرحه في المنتدى وحتى لا أطيق نبدأ على بركة الله:






كثير مانسمع عندما نكون جالسين مع شخص ما يكون في حالة إنتظار لشخص آخر تأخر عليه أو لم يأت أصلا فنراه ساخطا غاضبا يقول : [لا بد أنه يتجاهلني ولا يريد لقائي...]
وينهال عليه شتما وسبا أثناء غيابه وهذا دون أن يلتمس له أي عذر فقد يكون ذاك الشخص مريضا أوحصل له طارئ منعه من المجيء ولكن الشيطان- عليه لعنة الله- يزين له ذلك لي سوء الظن. يقع في الخطا المحضور ألا وهو





إن سوء الظن هو من الأشياء السلبية التي انتشرت في المجتمع وبشكل ملفت للإنتباه. لذلك حرمه الإسلام لما فيه لما فيه من تفريق للمسلمين،وتمزيق تماسكهم لذلك قال تعالى في سورة الحجرات(يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم...)) . ولا تتوقف أضرار سوء الظن عند هذا فحسب ،بل يتعداه إلى الحالة النفسية التي يثيره فهو يجعل نفس الإنسان تشتعل ولا يهدأ بالها ويتملك القلب الحقد والإكتئاب، وعلاجه لا يتم إلا بطريقة واحدة هي عكسه تماما(( حسن الظن)).




إن حسن الظن هي أمر محبوب يزيد في التحام المجتمع وترابطه وتتوطد علا قة المحبة والألفة بين أفراده كما أنه يريح القلب ويسعده وإزالة للأفكار المقلقة التي تؤذي الفكر،وتكدر البال ،وترهق الجسد.
وإذا كان أفراد المجتمع على هذه الهيئة فإن الأعداء لن يجدوا اليهم طريقا ، ولا يطمعون فيهم ولا تنفع معهم السياسة -فرق تسد- التي غالبا ما ينتهجها الأعداء للظفر والإطاحة بالامبراطوريات والدول، وذلك لأن نفوسهم صافية والثقة العمياء التي يضعونها في بعضهم.
وإذا كان حسن الظن واجبا كان أول من يجدر بنا حسن الظن به هو الله-عز وجل- لأنه خالقنا وهوالأعلم بما تكنه صدورنا وذلك لقوله:عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى : (( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)) فيجب علينا أن نظن الخير في ربنا بأنه سيغفر لنا ويرحمنا لقوله في الحديث القدسي (يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بالله شيئا لاتيتك بقرابها مغفره)) .




ومن الأسباب التي تعين المسلم عل حسن الظن:
1- الدعاء: الدعاء هو مخ العبادة لذلك فهو باب كل خير وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل الله عز وجل أن يرزقه قلبا سليما ، فعلينا أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم وندعو الله أناء الليل وأطراف النهار لأنه أمر من عند الله تعال القائل: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليومنوا بي لعلهم يرشدون)) .
2- انزال النفس منزلة الغير: فلو أن المسلم عندما يصدر من أخيه قول أول فعل فإنه يضع نفسه في مكانه ليعينه ذلك على حسن الظن به وعدم الإنسياق في سوء الظن ، وقد دلى الله تعال على ذلك المعنى في كتابه بقوله( لولا إذ سمعتموه ظن المومنون والمومنات بأنفسهم خيرا)) حيث أشعرهم من خلال هذه الأية بأنهم كيان واحد حتى إذا لقي المسلم أخاه وسلم عليه فكأنما يسلم على ذاته لقوله( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم)).
3- تأويل الكلام على الوجه الحسن: لقد كان في سلفنا الصالح رضي الله عنهم أجمعين خير أسوة على حسن الظن لقول سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-( لا تظن بكلمة خرجت من أخيك شرا،وأنت تجد لها من الخير محملا.))
4- إلتماس الأعذار: عندما يصدر من أخيك فعل أو قول سبب لك ضيقا أو حرجا فجد له عذرا واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يلتمسون الأعذار ولا ترهق نفسك في الشكوك والظنون .حتى أنه قيل:إلتمس لأخيك سبعين عذرا.
5- تجنب الحكم على النيات :تمثل هذه النقطة أهم أسباب حسن الظن لسبب بسيط هو أننا لا نعلم ما في الصدور وأن الله لم يأمرنا بشقها لتجنب سوء الظن فلذلك يجب أن ندع ما في الصدور والحكم على النية لخالقها والعالم بها سبحانه.
6- استحضار أخطار سوء الظن :من ساء ظنه بالناس تغيرت حياته الى الأسوء وأضح يعيش في كدر وضنك ووحدة لأن جميع من حوله سيبتعد عنه،إذ أنه لا يوجد شخص معصوم عن الخطا فكلنا نخطا ولو بغير قصد ،ومن أضراره أيضا أن سوء الظن يؤدي الىالحقد على الآخرين وحسن الظن بالنفس وتزكيتها وهذا طبعا مخالف لأمر الله تعالى الذي يقول ( فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى)).




إن إحسان الظن بالغير يحتاج الى مجاهدة النفس خاصة وأن الشيطان يسير في ابن آدم مجرى الدم وهو دائما ما يبحث عن ايقاعنا في الأخطاء والزلات والتي من بينها سوء الظن ،وإذا أحسنا الظن ببعضنا بالتأكيد أننا سنقطع عليه الطريق. فأسأل الله أن يعيننا على ذلك إنه ولي ذلك والقادر عليه.

إلى هنا أكون قد أنهيت موضوعي هذا سالا المولى عز وجل أن أكون قد وفقت في طرحه ولإفادتكم به.

يسلمووووووووووووو
يعطيك العافيه