آلفصـلُ آلثالثُ ❤ ألمُ ألفراقُ وحبُ بعيــدُ ❤ تآبعوهــآ معيُ

جوليـا : آلشخصيه الرئيسه في آلقصه .
آنجل : حبيب جوليا آلسابق .
آدوارد : صاحب آآلحظور آآلاكبر , وشخصيه آآساسيه في آلقصه .
سونيا : والده جوليا " آلمتوفاه " .
روزي : جده جوليا " وآلده سونيا " .
لوسي : زوجه مايكل .
مايكل : آخو آدوارد آآلاصغر .
ليزا و ريتا : آبنتا مايكل .
ماثيو : والد ادوارد .
كلوفر : زوجه ماثيو ( والده ادوارد ومايكل ) .

الفصل الثالث
أستيقظت جوليا في الصباح التالي , وبعد ليله مؤرقه , وتأوهت بصوت عال , وهي تستعيد احداث الامسيه الماضيه في ذهنها ترنحت في مشيتها , وهي في طريقها الى الحمام
, حدقت في وجهها في المرأه بأزدراء بعد ان لاحظت الدوائر السوداء التي تحيط بعينيها .
كم كانت غبيه عندما سمحت لنفسها بالتدخل في أمر لا يعنيها !
كانت تريد ان تنقد مانويل بأي طريقه , بعدما رأته يعاني من الغضب , ولكن ماكانت النتيجه ؟
هزت كتفها , وهي تتذكر وسامه ذالك الشاب المتعجرف , الذي اساء الى تصرفها بعدما كفلت وجوده في الفندق . كان يجب ان تأخذ حذرها عندما رأت الفرقه الجديده التي عزفت في المقصف أمس مزوده بأضواء وميضه , فكرت بحزن . ولو لا الدوار الذي أصابها من جراء ذالك لما سمحت لأدوارد بمرافقتها الى غرفتها او دلته على موقعها .

قطب جبينها . كان بأمكانها ان تطرده ولكنها سمحت له بالدخول . لماذا ؟
اطلقت العنان لافكارها من دون وعي والعذر الوحيد الذي ترأى لها هو انها كانت مشتته الافكار بسبب رساله آنجل التي جردتها من حذرها المعتاد .
كل ماتأمله الان هو الا ترى ذالك الشأب المزعج مره ثانيه , لا يمكن لاي رجل حتى ولو كان له العناد ان يتحدى قوانين الفندق .
كم ستأخذ من الوقت حتى تتوصل الى تفهم حقيقه فسخ خطوبتها ؟
تسأءلت , وكم ستأخذ من الوقت حتى تتخلص من حزنها او تخففه على الاقل .
كانت طفله وحيده , لم تعرف والدها ابدا ولو تلاحظ الى الان كم انها كانت تعتمد على أنجل , وتلاحظ انه الرجل المناسب ؟
أنطبعت هذه الكلمات في ذهنها مره ثانيه بشكل يتعذر محوه ...
(( أتمنى ان تفهمي ان تفهمي وتفرحي لأجلي ))
أستحظرت في ذهنها صوره وجهه الجميل وعينيه البنيتين وشعره البني المتموج ثم ابعدت عن مخيلتها الصوره التي استهزأت بطبيعتها الصادقه .
أرتدت زي عملها المعتاد قبل ان تتوجه الى الطابق الارضي لتناول وجبه طعام .

هل احبها مايكل فعلا ؟
تساءلت وهي تجلس على طاولتها المنعزله والمثبته بعيدا في زاويه الغرفه الكبيره
قرب المدخل الرئيسي .ولو انه احبها لكان اعترض على قبولها العمل في كريت .
فاتحته بالموضوع بحذر , مع انها كانت متحمسه للفكره , ولزياره الاماكن التي تحدثت عنها صديقتها وكانت مستعده لنسيانها لو انه ابدى اي اعتراض .
لم يعترض بل اكد لها ان باستطاعته ان يتدبر اموره من دونها لمده سته أشهر .
رشفت القهوه بسرعه .كم كانت غبيه عندما اعتقدت انه احبها بعمق وادرك اهميه قرارها وانه مستعد لمسايرتها والتضحيه من اجلها , الان عرفت الحقيقه !
وليس بامكان هان يتدبر اموره من دونها لمده سته اشهر فحسب ... بل لبقيه حياتها .

لقد اخبرها ان غيابها سيعطيه الفرصه حتى يزين ويصلح بيتها الجديد أستعدادا لزواجهما المقرر عشيه عيد الميلاد كما خططا . ولكنه استغل فرصه غيابها حتى يقع في حب أمرأه اخرى .
حدقت الى يدها اليسرى , وفرحت لانها قبلت اقتراحه , في عدم تبذير اموالها في شراء خاتم الخطوبه على الاقل , ليس عليها ان تختبر مراره تلك الاشكاليات , وهي تعيد رمز تعهدهما اليه . ولم يكن من الممكن الاحتفاظ به , مع ان التقاليد تمنحها هذا الحق .

توجهت الى قاعه الاستقبال الكبيره عبر الرواق الداخلي بعد ان احتست قهوتها .
وشعرت ان الصباح قد مر بسرعه على الرغم من تراكم الاعمال المكتبيه عليها والمناقشات المتتابعه مع زبائن الوكاله .
جمعت اوراقها , وعندما دقت الساعه الثانيه عشره وكانت على وشك ان تضعها في حقيبتها , عندما رن الهاتف في مكتبها الصغير .
(( جوليـــا ؟)) ..بدا صوت المسؤله عن الادلاء السياحيين متصلبا .
(( نعم , كايت ؟ )) تسارعت نبضات قلبها .. (( لايمكن ان يكون هنالك متاعب )) .
(( لقد وقعت في الفخ هذه المره !)) وبرر تأنيب كايت الصارم مخاوفها . ولم يفدها استرجاع احداث الاسبوع الفائت في شيء .
سألت بلطف (( هل هنالك مشكله ؟ )) وهي تحاول ان تخفي قلقها .
(( الا اذا كنتِ تعتبرين أستظافه الانكليز في غرفتكِ خطأ جسيما ! ماذا كنتِ تحاولين ان تفعلي ؟ ان تحولي الفندق الى مكان تسليه ؟ )) .
صرخت جوليا وهي تشعر بالغثيان ..(( أوه لا .., )) .
عندما عرفت ان احد الموظفين قد لاحظ تصرفها ليله أمس وأساء فهمها . شدت أصابعها حول سماعه الهاتف ..(( كايت , أرجوكِ أسمعيني جيدأ , كان شأبأ وأحدآ ولم أستظفه في غرفتي . لقد رافقني الى هناك عندما أغمي علي في الصاله .))
(( يأل سوء الحظ ! واحد او مئه , لافرق . أنتِ مدركه تماما لموقفنها هنا , لقد اتصل المدير بنا هذا الصباح وهو يطلب استبدالكِ فورأ . ويريدكِ أن ترحلي نهائيأ اليوم ولن يجدد عقدكِ عندنا )) .

شعرت وكانها تعرضت لضربه شمس , وبدأت تلهث ن وقع الصدمه ..
(( هل تعنين انكم لن تعطوني فرصه لكي أوضح ...)) .
سألت بسخريه (( أي تفسير ؟ لقد اعترفتِ لتوك انكِ أخذتِ أحد الضيوف الى غرفتك بصرف النظر عن وجود شاهد العيان , لقد اتلت بلندن وسأحل مكأنكِ بنفسي مؤقتا اما بالنسبه لعملك ستدفع لكِ الشركه حتى نهايه الاسبوع , وتسمح لكِ بالعوده الى لندن الليله .
لقد خرقتِ القوانيين وعرضتِ سمعه الفندق للخطر . لقد انتهى عملك في الوكاله , هل هذا واظح ؟)) .
(( نعم ..وأظحٌ جدآ ..)) .. لقد تطلب منها جهد لترد ولكنها استطاعت ان تسيطر على ارتجافها , وصممت الا تظهر شعورها لزميلتها السابقه , والعديمه الشفقه .
كانت الاحداث تجري بسرعه وحاولت ان تستجمع افكارها .
(( هذا أفضل ..)) قالت كايت بسرعه (( بأمكانك ان تستأجري سياره لتقلك الى المطار , وتأخذي تذكره السفر من مكتب الحجز , وكما تعرفين , تقلع الطائره في الساعه السادسه )).

جلست جوليا على الكرسي غير مصدقه .ولكن لأي هدف ؟
كانت ضحيه سلسله من الاحداث المتراكمه التي لامفر منها , هذا هو قدرها , مصيرها وحظها .
فكرت للحظه , بأن تتصل بلندن , وتفسر لهم ظروفها , ولكنها لاحظت انها ستهدر مالها عبثا , لدى الوكاله للرحلات مايكفي من المتاعب . وكاله سفر صغيره تعرض خدماتها في سوق ضعيفه بسبب المضاربات المتزايده , وتعاني من الركود في العطلات الصيفيه ,
وكان الفندق الاهم بالنسبه لها , منذ ان نقلت مكتبها الرئيسي الى بريطانيا , كانت على علم مثلما هي تعلم بقوانين الاداره القاسيه , حتى ولاءها لموضفيها سيتزعزع , اذا تعارض مع مبادئها الصارمه .

ماذا عليها ان تفعل الان ؟
توجهت الى غرفتها , وبدأت تحزم حقائبها , ماذا ستفعل ان عادت الى لندن ؟
ليس الى البيت الذي كانت ستعيش فيه كزوجه آنجل !
ارتجفت على الرغم من دفئ النهار وهي تتخيل وجه آنجل وحبيبته , اذا دقت على بابها ,كيف باستطاعتها ان تفكر فيه ؟ بعد الذي حدث لها .
فندق ! .لا سيكون غاليا . لم تكن المرافقات يتقاضين راتبا كبيرا , ولم يتسن لها الوقت الكافي حتى تقوم بتنظيم رحلات فرديه , تساعدها على جني بعض الارباح شرعيآ !
ضحكت بمراره , كانت ليله البارحه اول مغامره لها في هذا المجال ...
كم كانت غبيه , لابد ان آدوارد يهزأ من سذاجتها .
اذن غرفه في مكان مآ . هذا هو الحل الانسب , حتى يتمكن آنجل من جمع بعض المال .
ماذا لو كانت حبيبته موظفه ؟ عندئذ بآمكانها ان تستلم حقها بآقرب وقت , ولكن الاحتمال ضعيف .

قررت ان تمضي الساعات القليله المقبله , في المشي بمحاذاه الشاطىء الهادىء , المواجه للفندق , بعد ا انتهت من حزم حقائبها .
ماذا لو بقيت في كريت ؟ هذا خيار معقول , ولكن عليها ان تجد عملا تعيل به نفسها .
ومع انها مستعده لقبول اي شيء لكن الوظائف المتاحه للاجانب محدوده , آما الاعمال المتوافره في الحانات والفنادق فهي تعج بفتيات اوروبا الشماليه اللواتي أتين للاستمتاع بالطقس الدافيء .
عليها ان تجد مكانا اخر تقيم فيه , كي تبحث عن عمل
اوقفت واستدارت , ولتواجه الامواج العاليه والزرقاء , وتحت السماء الصافيه .
هذه هي الارض التي احببتها واحبتها جدتها فوق كل شيء , ومع انها لم تعد اليها ,بعد ان تحدث اراده والدها اليوناني المستبد للتزوج رجلا انكليزيا .

ياللهول ..كم تفتقد حب روزي , دعمها , تفهمها , تعاطفها .
همست والحزن يتملك قلبها ..(( ياللهول ..ماذا علي ان افعل ؟)).
(( يجب ان تضبطي لسانك , وتشجعيه على قول الحقيقه )).
عرفت مصدر الصوت الذي آتى من ورائها , ولم ترحب به .
قالت بتوتر ..(( آنت !)) .. واستدارت قليلا لتواجه معذبها . وكان آدوارد لم يدمر حياتها بعد .
كان اخر شخص تود ان تراه في تلك الاثناء , هو الرجل الذي حطم حياتها .
شدت عضلات فكها في وحده غضبها , بدآ أنيقا , ببنطاله الازرق وقميصه البحري المقلم
كونت رأيها بتجرد تام , وهي مقتنع هان قلبها كان يخفق بسرعه هائله , ليس بسبب مظهره بل بسبب جاذبيته , وذكرها بها .
رفع حاجبيه الداكنين وقال (( آجـــل , هذا انا فعلا انا ياصغيرتي الكاذبه الجميله ..)).
(( كاذبه ! كيف تجرأ وتنعتني بالكاذبه ؟)).. ارادت ان تلكمه , ولكنه تفادى ذالك بسرعه .
(( لا يليق بكِ الغضب ياصاحبه الكتفين الجميلين )).
تفحصت عيناه كتفيها . وتابع (( لقد قلت لي البارحه انك تنوين البقاء في كريت حتى انتهاء الموسم . وعرفت انك راحله من البارحه .عندما سألت عنك في الفندق منذ لحظات قليله . مالذي غير رأيك ؟
هل تخلى حبيبك عن لعبتك الجديده , وتوسل اليك حتى تعودي اليه ؟ )).
(( أعود اليه ؟ )) ..لذعتها سخريته
(( اذا كنت تعني البيت الذي كنا ندفع ثمنه سويه , لقد فصلني عنه ايضا . ولم يترك لي اي مجال حتى اشتري بيتا مشابها حتى لو اعاد لي مالي الذي انفقته كله عليه )).
(( ولماذا غيرت رايك مادمت قد أخبرتني الحقيقه بالامس ؟)).
اجابت بقوه ..(( لانه كان لدي عمل البارحه )) ..وتمنت لو انها التزمت الصمت , حتى تحافظ على كرمتها .
(( واليوم ؟))..تاملها مليا من خلال عينيه المزينتين برموش كثيفه سوداء
(( هل تقولين ان لا عمل لديك بعد اليوم ؟ ولماذا ؟ )).
رمقته بنظره احتقار (( بسببك وبسبب تصرفك الحقير . هل فهمت )).
تقلصت عضلات فكه بعدائيه ..(( أوظحي الامر )).
فكرت ان تتحداه . ولكن ليس هناك مايمكن اصلاحه . لقد اوقعت نفسها في تلك الورطه وعليها ان تتحمل النتائج .
وضع يديه على كتفها , ثم امسك بذقنها وعندما حاولت ان تتجنب النظر اليه
(( جوليــــا ..أني منتظر منك تفسيرا )).
اذا يجب ان يحصل على واحد . تبا له , رفعت راسها بتحد , ولتواجه بجرأه , وقررت الا تدعه يروعها بشخصيته الفذه .
(( لقد رأك احد الموظفين وانت تدخل الى غرفتي البارحه . ولقد افترضوا ان فندقهم يتحول الى مكان ذات سمعه سيئه ولذالك طلبوا مني الرحيل فورا . لقد صرفت من الخدمه وسأعود الى بلدي , وأنا موصومه بالعار , هل انت رأضٍ؟)).

(( كلا ..لن أسمح بذالك ..))
فاجاتها رده فعله القويه . اعتقدت انه لن يبالي بمحنتها بل سيعتبره عقاب نتيجه تدخلها , وسوء التفاهم الذي حصل بينهما , اخذت نفسا عميقا , وملأت رئتيها بالهواء الدافىء النقي ,عندما هب النسيم .
قالت اخيرا ..(( لقد أثار اهتمامك فضولي )) وهي تلاحظ تعبير وجهه الساخر
(( ولكنني لم ادرك انك تملك بعض القدرات الاولمبيه )) .
(( أنتِ لاتعرفين الا القليل عني )) بدأ جسدهأ يرتعش من نظرته الثاقبه . تابع ..
(( بمأ أنكِ تعتبرينني مسؤلا عمأ حدث ,سأعمل جأهدأ أؤمن لكِ عمل أخر في أليونان . عملأ ينأسبك تماما وبراتب مغرٍ , هل أنتِ رأضيه ؟))

(( نعم ..)) .وأحست بالامل يدب فيها من جديد اي شيء أفضل من الرجوع الى لندن والى الوحده التي تنتظرها هناك .
(( لكن من المستحيل ان اجد أي شيء في الوقت المتبقي لي .))
بقي أدوارد صأمتآ لعده دقائق ثم أظاف بلطف ..
(( بخلاف ذالك تماما , لدي حل عملي ومثالي .على أن أرجع الى قريتي في غضون ساعات قليله . ستسافرين معي وستعملين كمظيفه في الفندق الجديد الذي أفتتح هناك موخرأ ))
حدقت به وقد قضى أقتراحه على املها الوحيد ..(( هذا مستحيل )) .
هز كتفيه أستهجانا .. (( ولماذا ؟ . ستتعلمين ماتجهلينه كما قلت لكِ هي مدينه صغيره ولا يقصدها الكثير من الاجانب ومعظم سكانها لايجيدون الانكليزيه , وهم بحاج هالى مترجمه )) .
(( لم أقصد ذالك .. )) لم تشك في قدراتها على التعلم . بل في قدرته على تأمين ذالك المركز لها .أجتاحها موجه من الحماسه , برغم شكوكها .اذا كان العمل متوافرأ فعلا . سيساعدها ذالك في التغلب على متاعبها , حتى تتمكن من تنظيم امورها بنفسها , وسيمنحها المزيد من الوقت . وسينقذها من العار قبل ان تعود الى انكلترأ ..

(( أنت لا تثقين بي ؟ )) ..كان آدوارد يعبس , وأستطاع ان يعرف مايجول في فكرها .
هزت كتفها , ولم تستطع ان تنكر ذالك , وتمنت لو انه يعرض حسن نيته ..
(( وهل هناك دأعٍ ؟ كيف عرفت بتلك الزظيفه .. أو أنها تناسبنب ؟))
أرجع رأسه الى الوراء , وضحك تلألأت عيناه ببريق غريب ..
(( لأن المديره صديقتي . وقد أخبرتني أنها بحاجه ماسه الى مضيفه تجيد اللغه الانكليزيه ولم تجد الشخص المناسب لهذه الوظيفه في المدينه . وبعد أنا متأكد أنك سترتأحين هناك وفي ظروفك الحاظره ستجديها مكانا منأسبا وأمنأ )) .
ماذا عساها ان تقول ؟
يبدو العرض مغريا وملأئما وستندم كثيرا ان تركت تلك الفرصه تفلت من يدها .
يبدوا ان ترددها باد على وجهها لأن آدوارد اطلق العنان لظحكه أخرى ..
(( تشعرين بالخوف والخجل . هل تعتقدين اني سأخطفكِ الى جزيره منعزله أستغلك على شأطيء حيث ستكتم الامواج , وتنهدات النسيم , صراخك ؟))
دهشت . ولم تحس بتورد وجنتيها كانت مستغربه في تفكير عميق , ولم تستوعب كلامه جيدا تبددت مخاوفها عندما رأته يبتسم .

أنكرت الحقيقه بتعجرف ..(( بالطبع لا ! ولكن ..))
(( تفضلين الا تقبلي بكلامي وحده ؟ )) لم ينتظر أجابتها ولم يبدو منزعجا من شكوكها
(( حسنـــــآ , لا مشكله تعالي )) .
ترددت للحظه . ومالضير في ان نكتشف الطريقه تبعته الى طريق الشاطيٌ الضيق وقبلت دعوته بتناول عصير البرتقال الطازج في حانه عامه فهو مدين لها بذالك على الاقل .

تسألأت أن كانت غبيه عندما اعتقدت للحظه ان آدوارد ندم على تصرفه واراد ان يعوض عليها ..وهي تراقبه يقتحم القسم الداخلي من الحانه ..مع ان مركزه لايسمح له بذالك . هل تريد ان تقيم مع ذالك الشاب المجهول الذي سيلعب دور محسن لها على تلك الجزيره حتى لو أستطاعت ان تكسب معيشتها بنفسها .
ظهر امامها فجأه ودعاها الى مرافقته , قبل ان تتمكن من أتخاذ القرار المناسب .
قال لها وهو يناولها سماعه الهاتف عندما وقفت الى جانبه ..
(( المديره بنفسها على الخط كلميها , وتأكدي من حقيقه الامر ))
رفعت جوليأ ألسماعه الى أذنها بكسل , وقلبها يخفق بسرعه جنونيه , فالكثير يعتمد على هذه اللحظه المقبله .
أستطاعت ان تسمع صوت ضحك بعض الاطفال المريح , عندما أكدت لها المرأه انها بحاجه ماسه لتوظيف مضيفه كفوئه . سيكون العمل خفيفآ وفي النهار فقط . وستحصل على تذكره مجانيه الى جانب الطعام وراتب مناسب .بدأ كل شيء سهلأ .وهي تنتقل من مرحله اليأس الى الامل بفتره قصيره جدا وغير معقوله .

سألها الصوت الناعم الرفيع , على الطرف الثاني من الخط .
(( أذن ستصلين مع آدوارد غدأ ؟ لقد أخبرني أنكِ ألشخص المنأسب لهذه الزظيفه أنأ بحاجه الى مساعدتك )) .
أخذت نفسأ عميقا . مدركه حماسه آدوارد الواقف الى جانبها , والذي كان يستمع الى كل كلمه .
قاومت مخاوفها وهي تواجه الكارثه من جهه , والمغامره من جهه اخرى . اخبرت صوفيا انها اذا ارادت ان تحصل على شيء عليها ان تحارب من اجله . وهي تريد ان تبقى هنا حتى انتهاء فصل الصيف .

(( نعــــم )) قالت بحزم وسمعت المرأه تطلق تنهيده أرتياح .
(( سأخذ الوظيفه )) وضعت السماعه في مكانها , وأستدارت نحو رفيقها .(( في اي وقت ستقلع السفينه من اركليون ؟))
(( سفينه ؟ )) رفع حاجبيه (( أيه سفينه ؟)) .
اضطربت وعبست (( ألسفينه التي ستقلنا الى أركليون بالطبع )) .
(( لا يوجد سفينه )) ..بدأت الابتسامه التي على وجهه الساخره مهدده على نحو غريب
(( مدينتي صغيره ولا يمكننا الذهاب اليها مباشره من هنا , وبما ان لدي اعمال هناك ,
ولهذأ أستأجرت مركبا صغيرا سيأخذنا الى المرفا بعد ساعتين
أشار الى حيث كانت جدران المرفأ الصغير الرماديه مرئيه ,
(( لا تقلقي , يوجد متسع لكلانا )) .
(( ولكنني لا أستطيع .....)) توقفت وهي تعض شفتيها وشعرت بالغضب لانها تصرفت من دون تكشف كامل الحقيقه . كانت خبيره بالجغرافيه في تلك الجزر ولا حظت انها ستمضي الليله في البحر , أدوارد وهي في مركب بحري صغير .
شوشت أفكارها
قال برفقه (( بالطبع تستطيعين يأجوليا )) قرأ أفكارها بسهوله وكانها تفوهت بها
(( سيبرهن صديقي القديم أريستد وابنه الصغير عن كفائه تامه وسيعتنيان بكِ جيدأ .
صدقيني ستكونين في أمان .

كان تعبيره رقيقآ صأدقا , وهي تحدق اليه بارتياب وهي تحاول ان تفهم مغزى اجابته المهذبه .
هزت رأسها بعنف (( حسنــــآ )) عليها ان تثق به وكان المفضل من بين كل الخيارات التي في حوزتها . أساء فهم دوافعها البارحه , ولقد أوضحت له مشاعرها منذ ذالك الحين , ألم تفعل ذالك ؟
هذه كانت طريقته في التعويض عليها بعد كل المتاعب التي سببها لها , تعويض تستحقه بالتأكيد .
وبعد أن ترافق الاثين , وكانت هي متحفظه في أمورها لربما كان فخا او شيء هي بغنى عنه
لكنه دائما كان يطمأنها بكلماته الرقيقه حتى وصلا الى المركب عند الشاطئ
(( هذا هو مركبنا جوليا , تقدمي وانا بعدك )) .. تحيرت بتلك اللحظه هل ستعود ام ستغمار بحياتها الجديده في مدينته المظلمه عنها لانها لا تملك اي افكار ولا مشاغل عنها
وقفت جوليا بجانب الحاجز على سطح المركب وهي تراقب الجزيره مبتعده ونظرت الى اريستيد وكان رجلا في الستنيات من عمره وابنه المراهق , فتبددت مخاوفها . ربما لان الرجل الطاعن في السن اقل خطرا من الشاب لان وجهه اريستيد طيب ومحب وتعبر بنيته عن ملامحه عن عمل شاق وكان تيمون شابا متحمسا وبريئا . رحبا بها على المركب وهي بدات سعيده من ذالك الموقف وشعرت بأرتياح .
(( مؤثر اليس كذالك ؟ )) .. بدأ صوته ضعيفآ .
شعرت بعدم الارتياح من ذالك ..(( نعم , هذا المكان جميل وهل كريت موطنك ؟))
(( لقد ولدت وترعرعت هناك حتى الثانيه عشره من عمري , ابي وكلوفر يقيمان هناك بأستمرار )) .
عبست ايونأ ..(( كلوفر ؟)) .
هز رأسه (( زوجه أبي . توفيت والدتي عندما كنت في الثالثه عشره من عمري ))
عبرت عيناه عن فراغ مؤلم عندما استدار نظر الى وجهها الحزين .
وتابع (( لا يوجد مستشفى في جزيرتي ولقد اخذها والدي الى اقرب جزيره عندما اصيبت لاتهاب معوي ولكن بعد فوات الاوان )) .
ثلاث سنوات ! شعرت بغصه تعاطفا معه .لقد عرفت ذالك الشعور , لأنها ترعرعت ايضا من دون حنان الام . كانت روزي افضل جده في العالم , ولكنها تتسائل دوما عن مصير والدتها المحزن . سحبت اصأبها بسرعه , وقررت ان الكلام سيكون افضل تعبير عن حزنها .تمتمت وخجلت من كلامها (( كم كان فظيــــعا )) .
تفحصت عيناه (( كانت أنكليزيه جميله سمراء ومرحه وهكذا قالوا لي والدتي وقعت في حبه تزوجها في غضون عشره ايام )) .
دهشت (( أنكليزيه ! أنت نصف أنكليزي ؟ )) لم تفكر في انها اما يوناني في العقيده والثقافه ولكن كل شيء فيه كان واظحا .. طوله ولون عينيه ..
(( لست متخصصآ بالرياضيات , ولكن ماتقولينه صحيح )) .
كان يسخر منها ومن شكوكها (( والان اعذريني على أن اقوم ببعض الاعمال مع اريستيد ))

وتحرك لينزل السلالم , تاركا اياها وحيده ورأسها مرتد الى الوراء , والنسيم يتلاعب بشعرها والشمس تلفح بشرتها الناعمه .

أنتهى

يتم إلغآء التثبيت + تُنقَل للقسسم المُناسب

حجز لحين القراءة ^^

وعليكم السسلام ورحمة الله وبركاته

احنا بخير والحمد لله وانت يالغلا؟؟ يارب كلو تمام

لقد قرأت قصتك الجميلة ولكن بجزئين لانها طويلة بععض الشيء ^^

اعجبني كثيرآ تسلسل احداثها والوصف التام لكل

ما تحس فيه بطلة القصة من مشاعر والم واعجاب

ومحاول اخفاءه ايضآ .. حقآ لك موهبة كبيرة في كتابة

القصص مشابهة لموهبتك الروعة في كتابة الشعر

بالمختص انت موهوب ومبدع من الدرجة الاولى ^^

اسفة بالفعل مهما سأحاول ارد على جمال ابداعك

فلا استطيع مجاراته ولا ايفاءه حقه

اتمنى مواصلة تميزك الكبير والاكثر من رائع

وسنبقى بأنتظار كل جديدك القادم

ودمت بحفظ الرحمن ورعايته

تحيــ ذكريات ــاتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيفك خيو يارب تمام
وآآو قصة جذابة قمة في الابداع
انا الصراحة لمن قريتها تشوقت اقرأ الاجزاء
الاولى لاني ماكنت ادري للاسف
باذن الله اقراها

................


لكن ماشاء الله ابداع قصة خرافية تجنن
تختلط فيها المشاعر الحزينة والتشويق
وتميز ماشاء الله ابدعتوا الصراحة
في كتابتكم لهذه القصة المؤثرة والحزينة
الصراحة دخلت جو مع القصة اعجبتني مرة
............

وآآو وانا من المعجبين بهذا النوع المميز من القصص
خيال لا متناهي تميزتوا وابدعتوا
ومشكور الله يعطيك العافية ع التنسيق
للقصة الصراحة تخلي الواحد يقراها ونفسة مفتوحة
جد جد اتشوق للاجزاء السابقة واتمنى نهاية سعيدة
واسلوب جدا رائع مشوق باتقان يسلمو اناملك
............

يسلمو وجزاكم ربي الف خير
مشكور خيو + اشكر كل من عاونك ع القصة الروعة
تقبل مروري + احلى تقيم

حجز مكاني وبس

السلام عليكم
كيفك اخوي؟؟؟
والله الفصل رائع
واعجبني جدا جدا
وتم تقيمه لك اخي
ودائما مبدع
ودمت مبدع ياحبيبي
تحياتي سباستيان

وع‘ـليكم السسلـآإم ورحمـه اللـه وبركـآإتـه ..~

كيف حـآإلك ؟! يـآإرب بخ‘ـير ^^

مآإشـآإء اللـه تبـآإرك اللـه هذآ الفصل دم‘ـيل ..

طبعاً تم قرآءتـه كآم‘ـلـاً .. رآئع جداً اع‘ـجبني ~ الموضوع كلـه على بعضـه آبدآإع

الهيدر والفوتـر خطيـرين .. والفوآإصل ايضاً ..~

بس ليـه اسمي في العاملين في الموضوع وش سويت !!؟

واللـه مدري وش آإقول قلت كلمآتي ~ وتنآثرت وكلها ضاعت <~ وين اصرفها

تستآهل التقييم + الشكر +

تحياتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كيفك أخووي إنشاء الله بخير
ماشاء الله عليك دووم مبدع
مشكوووووور على الروايه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة βŁẦ€Ҝ ღ ŁǾṼỂ

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كيفك مهند الغالي ومشرفنا ؟
ان شاء الله تكون عال العال وبصحه جيده
كتير كنت منتظره الفصل منك ياغالي
وكتير متلهفه كنت للاحداث الي فيها
لان مغزى القصه عجبني وفيه احداث يمكن تتغير
بكل لحظه ولهذا انا كنت متابعته ..
شكرا الك ياغالي على الفصل
وشكرا للمساعده
تحياتي