القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم) |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() الحمد لله رب العالمين .. اهتم بالعلاقات الإنسانية وقرنها بعبادته تعالى فقال تعالى ﴿ وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ﴾ [ سورة النساء الآية: 36]. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك والحمد يحي ويميت وهو علي كل شيئ قدير ..ربط بين المؤمنين جميعا برباط الإيمان والمحبة فقال تعالى ( إنما المؤمنون أخوة ) . وأشهد أن محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم .. بين لنا أساس التفاضل في العلاقات.فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ)[رواه الترمذي] فاللهم صل على محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلي يوم الدين . أما بعد . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن ما يميز شريعة الإسلام عن سواها من الشرائع والأديان هو شمولها لكافة مناحي الحياة وعمومها لكافة الخلق إنسهم وجنهم، ذلك أن الشريعة الإسلامية جاءت لتصحح مسار الحياة الإنسانية وترسم لها الطريق القويم والمنهج الواضح السليم في التعامل وفق تعاليم واضحة مفهومة سهلة التطبيق. لهذا نهض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ـ وسلفنا الصالح بتلك الرسالة مطبقين تعاليمها عمليا فيما بينهم وبين خالقهم وفازوا بسعادة العاجل والآجل، بل إن في التزام أولئك النفر بتطبيق معايير الإسلام وتعاليمه عليهم وعلى غيرهم ما يدعو إلى الاعتبار والانبهار، ومن تلك القواعد التي أرستها الشريعة الإسلامية في التعامل ما بين الناس. لذلك كان لزاما علينا لكي نحقق السعادة لأنفسنا ولأمتنا كما سعد أسلافنا أن نتحدث عن الجار في الإسلام والحديث عن الجار يتضمن هذه العناصر الرئيسية التالية: الجار :ـ هو من جاورك جوارًا شرعيًا، سواء كان مسلمًا أو كافرًا، برًا أو فاجرًا، صديقًا أو عدوًا، محسنًا أو مسيئًا،نافعًا أو ضارًا، قريبًا أو أجنبيًا، بلديًا أو غريبًا. في المنزل والمسكن أوالحقل . يطلق وصف الجار على من تلاصق داره دارك ، وعلى غير الملاصق إلى أربعين داراً ، وقد سئل الحسن البصري عن الجار فقال: «أربعين دارا أمامه وأربعين خلفه وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره» رواه البخاري في الأدب المفرد. وروي عن علي رضي الله عنه أن من سمع النداء فهو جار. وقيل: إن من صلى معك صلاة الصبح في المسجد فهو جار. وقد جعل الله عز وجل الاجتماع في المدينة جواراً، قال تعالى { لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً } (الأحزاب : 60 ) مما يدل على أن حد الجوار أكبر من ذلك. 1- أن يسمح الرجل لجاره بغرز خشبه في جداره، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لايمنع جار جاره أن يغرز خشبه في جداره. ثم يقول أبو هريرة: ما لي أراكم عنها معرضين ؟! والله لأرمين بها بين أكتافكم» متفق عليه. وجمهور العلماء حملوه على الندب والاستحباب وبر الجار والتجاوز له والإحسان إليه، مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم: «لايحل مال امرى مسلم إلا عن طيب نفس منه» أخرجه البيهقي. 2- أن يتعاهد جيرانه ويطعمهم من طعامه إن رأوه أو شموا رائحته ويطفئ جوعهم إن علم بذلك وقدر عليه. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها ، وتعاهد جيرانك» رواه مسلم. وروت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: «ليس بالمؤمن الذي يبيت شبعان وجاره جائع إلى جنبه» أخرجه الحاكم. 3- أن يقدم الجار الأقرب في الهدية مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها لما سألته : «يا رسول الله إن لي جارين، فإلى أيهما أهدي؟ قال: إلى أقربهما منك بابا» رواه البخاري. والحكمة في ذلك أن الأقرب يرى ما يدخل بيت جاره من هدية وغيرها فيتشوق لها، بخلاف الأبعد، كما أن الأقرب أسرع إجابة لما يقع لجاره من المهمات ولا سيما في أوقات الغفلة. كما أنه على المهدى له أن لا يستقله ويحتقره وإن كان قليلاً ولأجل كل ذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: «يا نساء المسلمات ، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة» متفق عليه. والفرسن: عظم قليل اللحم ، وهو خف البعير كالحافر للدابة. 1- جار له حق واحد وهو المشرك له حق الجوار. 2- وجار له حقان وهو الجار المسلم له حق الجوار وحق الإسلام. 3- وجار له ثلاثة حقوق وهو الجار المسلم له رحم له حق الجوار وحق الإسلام وحق القربى. وأما من حيث القرب فالجار إما أن يكون قريباً منك وإما بعيداً، ملاصقاً أو غير ملاصق، ورتبة هؤلاء تتفاوت من حيث عدد الحقوق ومدى القرب، والجار الأقرب يُقَدم على الجار الأبعد، وهو ما استشعره علماء الإسلام ، فهذا الإمام البخاري نجده يبوب في كتابه (الأدب المفرد) «باب الأدنى فالأدنى من الجيران»، وذلك تنبيهاً على قدره، ويترتب عليه حسن المعاملة والوقوف بجانبه واجتناب أذيته ، وهذا من شأنه أن يكفل التعايش بين الناس في طمأنينة بسبب استشعار هذا البعد الديني في المعاملات ، وتحقيق الرحمة التي جاء بها الإسلام، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يسمي نفسه بها ، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: «أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة» رواه مسلم. اعتنت الشريعة الإسلامية الغراء بحقوق غير المسلمين، ومعلوم أن الذين يحظون بكل هذه العناية هم الذين لا يؤذون جماعة المسلمين، ولا يكيدون لهم كيداً، ولا يناصبونهم العداء، ولهم ذمة. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في حسن تعامله مع جيرانه من غير المسلمين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده ، فقعد عند رأسه فقال له: أسلم، فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال له: أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: الحمد لله الذي أنقذه من النار» رواه البخاري. وهذا عبد الله بن عمرو – رضي الله عنهما – وقد ذبح شاة نجده يقول: «أهديتم لجاري اليهودي ؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» رواه أبو داود. فالخلاف في الدين لا يوجب ظلم الناس، والمحافظة على حقوقهم مع اختلاف العقيدة ماداموا ملتزمين بواجباتهم. 1- هي سبب في تعمير الديار لما يحس به المرء من راحة البال بجوار جاره ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنه من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من خير الدنيا والآخرة ، وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار» أخرجه أحمد. 2- يقبل الله عز وجل شهادة جيرانه في حقه بالخير ويغفر له ما لا يعلمون وفي ذلك روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة أبيات من جيرانه الأدنين إلا قال: قد قبلت فيه علمكم فيه وغفرت له ما لا تعلمون» أخرجه أحمد والحاكم. 3- هي سبب رفع منزلته في الدنيا لأن الإحسان إلى الجار والكف عن أذيته من مكارم الأخلاق التي تعد شرطاً في المروءة. 4- هي سبب رفع منزلته عند الله عز وجل. وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الأصحاب عند الله عز وجل خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره» أخرجه أحمد والترمذي. 5- هي سبب سعادة المرء، وفي ذلك قال صلى الله عليه وسلم: «أربع من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح ، والمركب الهنيء » أخرجه ابن حبان. لاشك أن الأذية للجار أعظم من أذية غيره، وكلما كانت أكبر كانت أعظم حتى قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : «لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره، وقال : ما تقولون في السرقة؟ قالوا : حرمها الله ورسوله، فهي حرام . قال : لأن يسرق الرجل عشرة أبيات أيسر عليه من أن يسرق من جاره» أخرجه أحمد . وفي حقهم قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث هن العواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر وجار إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أشاعه وامرأة إن حضرتك آذتك وإن غبت عنها خانتك» أخرجه الطبراني في المعجم الكبير . ومن كان متصفاً بهذه الصفات السيئة لزم أن يكون ناقص الإيمان إن لم يكن عديمه وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن، قيل : ومن يا رسول الله ؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه» رواه البخاري. وفي هذا الحديث تأكيد لحق الجار ، لقسمه صلى الله عليه وسلم على ذلك وتكريره اليمين ثلاث مرات، وفيه نفي الإيمان عمن يؤذي جاره بالقول أو الفعل حسب ظاهر الحديث . وقد حمله كثير من العلماء على أن مراده نفي كمال الإيمان ولا شك أن العاصي غير كامل الإيمان . 1- عدم حمد أحد سلوكه في الدنيا ، وتشكي الناس من سوء فعاله كما في الحديث الذي اشتكى فيه أحدهم من سوء معاملة جاره له . وفي وصية لقمان لابنه ، قال: «يابني ، حملت الجندل و الحديد فلم أر شيئاً أثقل من جار سوء وذقت المرار كله فلم أر شيئاً أمر من الفقر» رواه ابن أبي شيبة والبيهقي. 2- انتشار سوء الجوار من علامات الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبغض الفحش والتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يخون الأمين ويؤتمن الخائن حتى يظهر الفحش والتفحش وقطيعة الأرحام وسوء الجوار…» رواه أحمد والحاكم في المستدرك. 3- أول الخصوم يوم القيامة هم الجيران لعظم الذنب المقترف في حقهم واستهانة الناس بهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أول خصمين يوم القيامة : جاران» رواه أحمد والطبراني في الكبير . 4- العذاب بالنار إلا أن يتغمده الله برحمته ، عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: «إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها، هي من أهل النار» رواه البخاري في الأدب المفرد وقد قيل : اطلب لنفسك جيراناً تجاورهم لا تصلح الدارُ حتى يصلحَ الجارُ وإذا ابتُليتَ بجارٍ مؤذٍ؛ فاصبر على ما بُليت به حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً, فإنَّ من حسن الجوار الصبر على أذى الجار, حتى قال الحسن البصري:« ليس حسنُ الجوار كفّ الأذى, حسن الجوار الصبر على الأذى » وقال: « إلى جنْبِ كلِّ مؤمنٍ منافقٌ يؤذيه » فلا تقابل الإساءةَ بالإساءة, بل اصبرعلى ذلك؛ فإن الله ناصرُك, قال صلي الله عليه وسلم: «واعلم أن النصر مع الصبر » . إن من أعظمِ التوفيق وأسبابِ السعادة أن يُحسَن المرء إلى جيرانه ويُحسنوا إليه؛ وأن يبذلَ جهده في ذلك, وأن يبسطَ إليهم معروفه ويحفظَ جوارهم غاية الحفظ وبما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ فإن حفْظَ الجوار من كمال الإيمان؛ والموفق من وفقه الله تعالى . ومن أجل ذلك فقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: « تعوذوا بالله من جارالسوء في دارالمقام فإنَّ جارالبادية يتحول عنك » وقال أيضا : أعوذ بك من يوم السوء ، ومن ليلة السوء ، ومن ساعة السوء ، ومن صاحب السوء ، ومن جار السوء, وكان يستعيذ بالله من جار السوء ، الذي إن رأى خيراً كتمه ، وإن رأى شراً أذاعه .؛ فليتق اللهَ كل منا بكف أذاه عن جيرانه؛ ؛ وليكن كفُّ الأذى قولاً وفعلاً, ولا يستغلُّ حياءَ بعض جيرانه أو ضعفهم, وليحذرأنْ يسلِّط اللهُ عليه من لا يرحمُه, جزاءً وفاقاً بعمله السيئ . قال الله تعالى: ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ) . نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين؛ وأن يجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين // أشكر جمعية العاشق على مساعدتهم لي في تصميم الطقم .: بنر الموضوع :. ![]() ![]() التعديل الأخير تم بواسطة sυzαηღ ; 08-07-2015 الساعة 07:00 PM سبب آخر: مميز :) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
~ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الجزار | SatanHere | قسم النُكَتْ والألغاز | 3 | 01-19-2012 11:31 AM |
حدائق الحيوانات تزدهر في غزة رغم الحصار | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 05-31-2009 05:50 PM |
مشعل: رفع الحصار شرط التهدئة مع إسرائيل | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 02-07-2009 01:50 AM |
نصرالله يدعو لفك الحصار عن غزة | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 12-16-2008 07:12 AM |
لعبة تحت الحصار للتحميل | العاشق 2005 | أرشيف قسم الألعاب الإلكترونية | 0 | 10-09-2008 02:30 AM |