غرائب العشاق

كان لصديق لي بقره .. احبت ثورا ... فجلسنا ذات ليله أنا وصديقي ونغير اغنية نزار ..
جلست والخوف بعينيها ..
تتأمل فنجناني المقلوب ..
فرحنا نصور عشق الثور وعشق البقره ..
ألى ان وصلنا :
بحياتك يا ثوري بقرة عيانها سبحان المعبود
فمها مرسوم كالعنقود .. وقفنا هنا .. ففم البقره ليس مرسوم كالعنقود .. فاختلفت وصديقي .. فقلت : له نأتي بشيء آخر بدل فمها مرسوم كاالعنقود ..
عشقت يا ثوري فلم نبخل عليك بغادة ..

سليلة مجد من ظهور الافاحل

وتركتنا وهربت ليلا
تتوق الى لحم البقار وتفحل ..
طبعا اثنا النقاش لم نكتب بل اخذنا الهزل .. على هروب البقره والثور ,.. والاعجب من ذلك كانت عندنا عنز كان له طبع غريب فلم تلقح من اي تيس يركبها .. بل كانت تلقي ما يوضع فيها على الارض .. واحتار ابي في ذلك .. لانه يسترزق من ورائهم .. وسهر ليله يفكر ماذا يفعل بها !؟.. فقرر ذبحها .. لاحظت عليها شيئا غريبا ..فقلت له انت تريدها ولاده .. وكنا في رعي الاغنام .. نظهر مع الجيران .. نرعى جميعنا الاغنام .. فلاحظت على هذه العنز .. الموصونه .. ان هناك ثلاث تيوس شاميه .. تتقاتل عليها .. وكانت لا ترتضيهم ان يصعدوها .. وكان عندنا تيس شلمي هادئ .. ججدأ .. يعتزل الغنم .. كل يعيش وحده .. فكانت تذهب اليه وبينهم لغة غريبه لغة العنوز العشاق .. وعندما يرون هؤلاء الثلاثه التيس الشامي الضعيف ما كان قويا كان ضعيفا .. اجتمعوا عليه الثلاثه وضربوه ضربا مبرحا ,. فكان يعتزل القطيع .. وكانت تلك العنز تذهب اليه ..
فقلت لابي دعهم في محكر مع بعض لربما تلقح منه .. فلقحت منه .. وانجبت توأمين .. تيوس شاميه .. اتذكر بعنا هم بسعر غال .. وكان ابي يقول : من اين اتتك تلك الفكره فاجبته من مراقبة القطيع .
وكان هذا التيس الشامي له فطنة غريبه فاصبح بعد ما تخلينا من جميع التيوس الشاميه هو قائد القطيع .. كان يذهب بهم للمرعى وياتي بهم .. وكان يحب اكل الاترج .. اول تيس اشوفه يأكل الاترج ..
ربما تكون قصة من اروع القصص .. ولكن جمالها لو عايشتموها .. كم جميل لو عاش الانسان متنقلا ..
نرجع للثور والبقره وصاحبي ..
فقلت له نتفق ان البقره ليس لها مبسم بل لها مقضم .. لا تعرف كيف تبتسم .. فمن اين لها الضحكه !؟.. اقتنع صديقي في الاخير وقال لنقول :
صوتها اوجاع ورعود
والحشيش ياولدي يزين مقضمها المعهود ..

بحياتك يا وثوري بقرة ..
عيناها سبحان المعبود ..

وجئنا عند الشعر .. البقره لا شعر لها .. ورجعنا نختلف .. واقول ويقول .. قلت له غيرنا تفعيلة البيت هروبا من الوصف .. وانت ملزم ان تصفها للثور حتى يجن جنونه فيها .. وهل سيفهمك الثور يا ....

اطرق براسه وقال :
ظلموك يا بقرتي يوم جعلوا مهرك شعرا وذهبت محاسنك ادراج الرياح

رويدك يا صديقي .. فان لام يكن لها شعرا فضفائر شعر لها .. وان لم يكن لها مجدا فمجدي مجد لها .. ان كانت المانيه .. فموطنها العربيه . وان كانت نرجسيه فاخلاقها عربيه ..
رويك يا صديقي .. لقد ظلمت بقرتي ظلما .. لا اطيقه .. جئت خاطبا ام قاتلا لها ..

فقلت له :
لو تعبنا في وصفها معا فلن نستطيع ان نصفها كما يراها الثور يا صديقي فنحن بتعبنا نظلم انفسنا . اذ وضعناها خصمين لشخصين هم اعرف بانفسهما منا .. يا صديقي , لا تختصم فالثور اعرف بالبقره والبقره اعرف بالثور مني ومنك .. دعهما وشانها حبهما .. ودعنا نجري في رياض الادب ,..

يقال عن العشق انه مرض اعيا الاطباء دوائه .. وخصلة اعيت العلماء تغييرها .. فمسلكهم غريب وسالكهم عجيب .. فدعهم في ريبهم يترددون .. وفي عساكر الاحياء يرتعون .. فما لنا وهذا الجنون ..
ولقد ذكرت لك سيرة العنز ,, وهانحن تجادلنا على سيرة البقره . اما آن ان نصحو .. ونترك هذه الفنون .