القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم) |
|
#1
|
||||
|
||||
ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موظوع اليوم : ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين د. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف[*] ما كان لأمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن يقول مقالته البليغة : « لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله » [1] ؛ إلا وقد حقق ذلك عملاً وسلوكاً . فما مات عثمان حتى خرق مصحفه من كثرة ما يديم النظر فيه ، ورثى حسان بن ثابت - رضي الله عنه - أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فقال : ضَحَّوْا بأشمطَ عُنْوانُ السُّجودِ لَهُ ... يُقطِّع الليلَ تسبيحاً وقرآنَا ! [2] ونعتته زوجه - رضي الله عنها - فقالت : « فو الله ! لقد كان يُحيي الليل بالقرآن في ركعة » [3] . إن الإقبال على القرآن والانتفاع به تلاوة وتدبراً وعملاً متحقق لأصحاب القلوب الحية ، حيث قال تعالى : [ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب ] ( ق :37 ) . قال ابن القيم - رحمه الله - : « قوله : [ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب ] ؛ فهذا هوالمحل القابل ، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله ،كما قال تعالى : [ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ ]( يس : 69-70 ) ؛ أي حي القلب . فصاحب القلب الحي بين قلبه وبين معاني القرآن أتم الاتصال ، فيجدها كأنها قد كُتبتْ فيه ، فهو يقرؤها عن ظهر قلب » [4] ونبّه ابن القيم في موضع آخر إلى أن سلامة القلب من شرور النفس ومكايد لشيطان يحقق الانتفاع والتأثر بالقرآن ، فقال في مشروعية الاستعاذة عند تلاوة القرآن : وقال لي شيخ الإسلام [ ابن تيمية ] - قدّس الله روحه - يوماً : إذا هاش عليك كلب الغنم فلا تشتغل بمحاربته ومدافعته ، وعليك بالراعي فاستغث به ، فهويصرف عنك الكلب . وقد قال الله تعالى : [ لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ ] ( الواقعة : 79 ) ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : » فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون ؛فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة « [6] ولما كان سلفنا الصالح أصحاب قلوب حية وأفئدة طاهرة نقية من المعاصي والمحدثات ؛ انتفعوا بالقرآن ، فظهرت آثار تلاوته من وجل القلب ، واقشعرارالجلد ، ودمع العين [7] . قال تعالى : [ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ] ( الأنفال : 2 ) . وقال سبحانه : [ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ] ( الزمر : 23 ) . وقال عز وجل : [ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ ] ( مريم :58 ) . كما تحقق لهم العلم النافع والفقه في دين الله تعالى ، والرسوخ في علوم الشريعة . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : » والمقصود أن القرآن مَنْ تدبّره تدبراً تاماً تبيّن له اشتماله على بيان الأحكام ، وأن فيه من العلم ما لا يدركه أكثر الناس ، وأنه يبيّن المشكلات ويفصل النزاع بكمال دلالته وبيانه إذا أُعطي حقه ،ولم تُحرّف كَلِمُه عن مواضعه « [8] . ويقول أيضاً : » ومَنْ أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله بعقله ، وتدبَّره بقلبه ؛وَجَدَ فيه من الفهم والحلاوة ، والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه ولا منثوره « [9] . ويقول في موضع ثالث : » فالقرآن قد دلّ على جميع المعاني التي تنازع الناس فيها ؛ دقيقها وجليلها « [10] . كما حوى القرآن الكريم الرد على كل مبتدع ، كما قال تعالى : [ وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ] ( الفرقان : 33 ) . قال مسروق - رحمه الله - : » ما أحد من أصحاب الأهواء إلا في القرآن ما يردّ عليهم ، ولكنَّا لا نهتدي له ! « [11] . إن انهماك طوائف من جيل الصحوة في سماع القصائد والأناشيد والتوسع في ذلك ؛ قد يوقعهم في تفريط وتقصير تجاه كتاب الله تعالى . ولما ساق ابن تيمية - رحمه الله - مقالة الإمام الشافعي - رحمه الله - : » خلّفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة يسمّونه التغبير ، يصدون به الناس عن القرآن ؛ فقال : « وهذا من كمال معرفة الشافعي وعلمه بالدين ، فإن القلب إذا تعوّد سماع القصائد والأبيات والتذّ بها ؛ حصل له نفور عن سماع القرآن والآيات .. » [12] . ويقول في موضع آخر : « إن السُّكْر بالأصوات المطربة قد يصير من جنس السُّكْر بالأشربة ، فيصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة ، ويمنع قلوبهم حلاوة القرآن ،وفهم معانيه واتباعه .. » [13] . فعلى الدعاة والمربين أن يبذلوا جهدهم ويعمِّروا برامج طلابهم وشبابهم بما ينفع . ونختم هذه المقالة بعبارات مؤثِّرة دوَّنها ابن القيم - رحمه الله - حيث قال :« فما أشدها من حسرة ، وأعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم ،ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن ، ولا باشر قلبُه أسراره ومعانيه ! » [14] . اللهم دْكرنا منه ما نسينا و علمنا منه ماجهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل و أطراف النهار على الوجه الدْي يرضيك عنا اللهم لا تأخذنا بما نسينا أو اخطائنا منقول للفائده |
01-31-2011, 08:46 PM | #4 |
مشرفة سابقة
رقـم العضويــة: 57579
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 7,916
نقـــاط الخبـرة: 1352
|
رد: ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
-
وعليكـم السـلام ورحمــة الله وبركــآته كيفك أخي School .؟ ان شاء الله ياربي مبسوط موضوع رنان وجميل ومليئ بالفوائد العبر .." يعطيك العافية ولا تحرمنا جديدك .. جُـــزيتــ خــ ــيراً - الغموؤض . . . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر | همسة حنين | القسم الإسلامي العام | 3 | 01-27-2011 01:33 AM |
الذكرى الثلاثون للثورة الايرانية | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 01-31-2009 09:10 PM |
إحياء الذكرى الـ 20 لحادثة لوكربي | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 12-22-2008 01:20 AM |
إحياء الذكرى الـ 20 لحادثة لوكربي | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 12-21-2008 03:41 PM |
°°° الذكرى°°° | دمعه قهر | القسم العام | 3 | 08-20-2008 12:34 AM |