قصه قصيره *

على وقع حبات المطر وما تنسج من سجادة ماء

تكسو شوارعنا

كنت امشي مسرعاً الى الكافتيريا
وتتساقط حبات المطر حولي على شكلٍ مظلي تداعب نسمات تشرين البارده

كنتُ اشعر بالبرد واطرافي اشبه ان تكون كمكعبات ثلج
منتظراً دفء اللقاء الذي طالما انتظرته
بل منتظر جمره فمتى سيدب الدفء في قلبي قبل اطرافي
ويذيب ثلوج الشوق داخل وخارج اوردتي وشراييني

كان هنُاك موعداً مسبقاً بيننا وها أنا ذا أحضُر قبلُ الموعد بساعةٍ وعشرُ دقائق لفرط ما بي من أشواق ولهفة للقاء
جلستُ في الكافتريا التي اتفقنا ان تكون مسرحأ للقائنا
طلبت قهوة بعد ان مر جنبي النادل المُهذب الذي يتكفلُ دائماً بطلباتي وطلباتها

. هو الاخر مشتاق لجلوسنا على نفس الطاولة التي تعودنا نجلس فيها .حيث شجرة الصفصاف وزهور البنفسج تلتف حولنا
لتظفي سحراً شرقياً لروعه المكان واللقاء

بدا لي مبتسم ويخاطبني باطنياً وكأني اسمع بناتُ أفكاره رغم انه لم ينطق ببنت شفاه ويقول مع باطن نفسه

:

هل ستحضر حبيبتك كالعادة
ومن المؤكد اني ابتسمت له وانا اهمس باطنياً ايضاً

واقول متسائلاً هل تأخرت يوماً عن موعدها ؟؟
اتاني بالقهوة وبدأت ارتشف منها القليل

وتذكرتُ أول مرة زرنا فيها المكان ودب شغف اللقاء الى قلبي ترنحت بين طرق الذكريات ثملاً وفاض بي الشوق الى رسم صورتها على قزحية عيني فرسمت شفتيها وعيننيها وحاجبيها
ورسمتُ شعرها الذي كان فجراً أحمراً لم يفارق خيطه زوال الشمس فيه من شروق
فكان فجراً صادقاً ابدياً سرمدي
ورسمتُ خصرها وطولها وبعد ان انهيت اللوحة نظرت الى ساعتي فلم تزل هناك نصف ساعة باقيةٌ على الموعدِ

وأعلم جيداً ان حبيبتي ادق من ساعة (( بيغ بين))في مواعيدها معي.
وأني سانتظرها ويقتلني الشوق ويحاربني الصبرُ طويلا كما ستقاتلني الدقائق والثواني وتتكالب علي جنود الوقت مشهرة بوجهي عقارب مشرعه عقارب ستكون ثابتة لا تتحرك مطلقاً لحين دنو مماتي.
انهيت فنجان القهوة وطلبتُ اخر
وبدأت استعد ماذا سأقول هل انشد شعراً
أم اسكب دمعاً
هل اصمت وكيف الصمت ؟؟
وحبيبتي قصيدة عصماء لا ينبغي السكوت امام ابياتها المترنمه
وان لم اسكت فكيف سيكون سجالي معها هل انشد ما يجول في خاطري ام انشد لمن احفظ لهم فتبادر لقلبي بيت شعر

(( لسري رفاه ))حيمنا قال :
(( وعــــامُ وصلكَ يوماً .... ويومُ وهجركَ عــــامُ ))
وجالت في مخيلتي ابيات المجنون ليلى ابن الملوح
(( أحبك يا ليلى محبة عاشق ...عليه جميع المصعبات تهون
احبك حباً لو تحبين مثله ... أصابك من وجد عليَ جنون ))

وأرتشفت من فنجان قهوتي حتى انهيته واعدت الكره بالتفكير فيما سيحدث حين تلتقي عيني بعينها سافرتُ بعيدا هذه المره حتى وصلت بأفكاري القمر ثم انتبهت لم يبقى سوى القليل على وقت اللقاء وبدأت استعد للقاء الذي لم يتبقى من وقت الانتظار الا دقائق معدوده تلفظ انفاسها الاخيره
تبسم قلبي قبل شفتي وزدانت مهجتي فرحا ونشوة حتى احمرت خداي
وبدأت دموعي تهتاج على مقدمة جفناي لم تبقى سوى ثواني اربع........ ثلاث
اثنان

واحد

!!!!!!!!!!!!!

لكنها لم تدخلُ من باب الكافتريا
مالذي يحصل ؟؟
قد تكون ساعتي معطلة لكن عقرب الثواني لا يزال يدور مسرعاً بعد ان كان هناك جبلاً يحمله .
هناك خلل واضح في الطبيعة اللقاء وزلزال يضرب شرايين قلبي بــ 9 درجات على مقياس رختر
هنا كنت في صراع مرير مع الكم الهائل من الاسئلة التي تراودني هل تناست الموعد ام نسيت ؟؟
هل حصل طارئ هو من أخرها ام زحمة المرور أو

(( الصبات الكونكريتيه)) في شورعنا ؟؟!!
ام المطر المنهمر على بغداد منذ يومين ؟؟

رن هاتفي المحمول مجيباً على كل التساؤلات التي دارت في عقلي اسفة حبيبي لم استطع الخروج من المنزل !!

لا بأس الان صار عذرها معاها وعلى قولتهم عذر الغائب معاه

بصراحة كنت أقرأ ومتشوق للنهاية

وكانت النهاية هكذا

مشكورة على الطرح الرائع والإبداع المتألق
تقبلي مروري+تقييمي

شكرا لمرورك اخي العزيز ازداد متصفحي نورا