قسم النُكَتْ والألغاز هذا القسم يهتم بالنُكَتْ المُضحكة والشيقة وكذلك يهتم بمواضيع الألغاز بشتى أنواعها بإلتزام الأداب الإسلامية دونَ خدشٍ أو تجريح أو تشهير. |
|
#1
|
||||
|
||||
قصة ممتازة (( لاعب البوكر )) لأجاثا كريستي
لاعب البوكر
شكرا لجميع الأعضاء ..... سوف أقدم لكم قصة رائعة جدا ..... عجبتني كتيير وحبيت اطلعكون عليها وهية لأجاثا كريستي ملاحظة هامة كتيير:ياجماعة اقرأوو القصة كلها ولا تقولو بقلبكوون طويلة ومابتحسنو تقرأووها..... لأنو قصة رائعة بكل معنى الكلمة وفيا مفاجآة كتيير ....... عنجد إذا ماحبيتو هالقصة فأنا لا أستحق أن أكون عضوا في هذا المنتدى القصة جلس بايرون دوكاي وحيداً أمام المائدة الخضراء ذات الثمانية أضلاع .. وإلى يمينه طاولة أخرى صغيرة عليها ثلاثة صفوف من فيشات البوكر البيضاء والحمراء والزرقاء .. وإلى يساره طاولة متحركة حافلة بزجاجات الويسكي والنبيذ والكؤوس وقناني الصودا وآنية كبيرة مليئة بقوالب الثلج . لم يكن بالغرفة ولا بالشقة كلها أحد سواه . وكان السكون شاملاً فلا صوت ولا حركة . فأخذ بايرون يعبث ببعض أوراق اللعب للتسلية وقتل الوقت . إلى أن سمع باباً يفتح ، وكان الباب في ركن من الغرفة لا يقع عليه بصره . فقال بصوت هادئ : - تعال .. كان ينتظر قدوم أحد لاعبي البوكر ، لكن الرجل الذي ظهر أمامه بعد لحظة لم يكن أحد اللاعبين . كان شاباً قصير القامة نحيل الجسم يرتدي سروالاً ملطخاً بالبقع وقميصاً مفتوح الصدر وفي يده خنجر طويل . لم يحاول بايرون دوكاي النهوض من مقعده ، لكنه كف عن العبث بأوراق اللعب وسأل : - ماذا تريد ؟ فلم يجب الشاب ، وأجال البصر حول الغرفة في ارتياب ، ثم سأل بدوره : - هل أنت وحدك هنا ؟ فأومأ دوكاي برأسه علامة الإيجاب . ولم يكن من الفطنة أن يفعل ذلك .. لأن الشاب ، قال على الفور : - حسناً .. إذا لم تثر المتاعب فلن يصيبك أذى . فقال دوكاي وكان صوته هذه المرة أكثر هدوءاً واتزاناً : - ماذا تريد ؟ فلم يجب الشاب ونظر حول الغرفة ثانية . ووقع بصره على زجاجات الخمر فلمعت عيناه وقال : - سأتناول قدحاً من الشراب . - اجلس وسأقدم لك قدحاً . وبدافع الحذر ، اتخذ الشاب مكانه في الجانب الآخر من الطاولة في مواجهة دوكاي ، أي على أبعد مسافة ممكنة منه ، ووضع يده الممسكة بالخنجر على الطاولة . فتألق النصل على الغطاء الأخضر كما تتألق الماسة على خلفية من القطيفة السوداء . فسأله دوكاي : - ماذا تشرب ؟ نبيذ أم ويسكي ؟ وفوجئ الشاب بأن له أن يختار ... فتردد قليلاً ثم أجاب : - أريد نبيذاً .. قدحاً من النبيذ ، مزوداً بقليل من قوالب الثلج . وساد الصمت ثانية ، بينما راح دوكاي يسكب النبيذ في القدح ، ثم دفع بالقدح إلى الشاب . فتناوله هذا ، بيده اليسرى ، ورفعه على شفتيه واحتسى منه جرعة كبيرة ، وقال : - إني أريد نقوداً ومفاتيح سيارتك .. وأريد أن أعرف أين تركت سيارتك .. كما إني بحاجة لبعض الثياب . فلم يأت دوكاي بحركة لإجابته إلى ما طلب . فقال في هدوء : - يبدو أن هذه عملية سطو غير عادية . فقال الشاب وهو يحتسي جرعة أخرى من الشراب : - نعم !.. إنها عملية سطو غير عادية .. فتحرك .. إنك سمعت ما قلت . فقال دوكاي ليغير مجرى الحديث : - من أنت على أي حال ؟ - ليس ذلك من شأنك . - لابد أنك ريك مسدن . فارتسمت على شفتي الشاب ابتسامة تنم عن الخيلاء .. ثم قال : - يخيل لي أنك تتابع أنباء الراديو والتليفزيون . - أحياناً . - حسناً .. أنا ريك مسدن ، وقد قتلت شخصين في مشرب في الأسبوع الماضي .. قتلت صديقتي وعشيقها الجديد ، واعتقلت بعد يومين .. ولكنني استطعت الفرار أمس . فقال دوكاي وهو يمد يده إلى أحد الأقداح : - هل لديك مانع من أتناول قدحاً معك ؟ ولكن مسدن ترك قدحه بسرعة ، وصاح وهو يدق الطاولة بيسراه في عنف : - دعك من الشراب الآن .. لقد ذكرت لك مطلبي ، ويجب أن تلبيه فوراً . - لنتكلم في ذلك يا مسدن . فقال الشاب والخنجر يهتز في يده : - أصغ إلي يا هذا .. إما أن تفعل ما أريد .. وإما أن أمزقك إرباً كما فعلت بالآخرين . لكن دوكان لم يجفل وقال بسرعة وبصوت الآمر : - الزم مكانك يا مسدن .. قبل أن تحاول تمزيقي ، يحسن بك أن تصغي إلى ما أقول . فأحس مسدن بما في لهجة محدثه من تحد فجمد في مكانه . حتى خنجره كف عن الاهتزاز .. قال أخيراً : - هاأنذا مصغ . - حسناً .. دعنا نحلل موقفنا يا مستر مسدن .. إننا نجلس في مكانين متقابلين أمام الطاولة .. وبيننا حوالي مترين أنت في يدك خنجر وأنا في الوقت الحاضر أعزل من السلاح . ولكني كنت أفكر منذ لحظة فيما أستطيع عمله إذا أنت قررت أن تلجأ إلى العنف . لاشك أنني يجب أن أدافع عن نفسي ، فهل تعرف كيف سأفعل ذلك ؟ .. إذا أنت أتيت بأي حركة للنهوض من مقعدك فإني سأقلب المائدة فوقك .. أنا واثق من أني أستطيع ذلك ..قد تكون أصغر مني سناً يا مسدن ، لكنك ترى أن حجمي ضعف حجمك تقريباً وسيكون الموقف كما يلي في المرحلة الأولى من معركتنا .. ستكون أنت ملقى على الأرض والطاولة فوقك .. أو تكون ، إذا ساعدك الحظ ، ملتصقاً بالجدار ، والطاولة بيني وبينك .. هل تفهم ما أعني ؟ .. وأحس الشاب بالقلق والفضول رغم غضبه فأجاب : - نعم . - ننتقل إذن إلى المرحلة الثانية .. هل ترى المكتب الذي خلفي إلى اليسار يا مسدن ؟. أظنك تستطيع من مكانك أن ترى الشيء الذي أعنيه يا مسدن .. إنه خنجر تركي مرصع ، أستخدمه في فض رسائلي .. وسيكون أول ما سأفعله بعد أن أقلب المائدة فوقك ، أن أتناول الخنجر . وبذلك نتساوى في السلاح أليس كذلك يا مسدن ؟ فحملق الشاب أمامه ولعق شفته بلسانه .. لكنه لم يقل شيئاً . ومضى دوكاي بحديثه . فقال بمزيد من الثقة : - هذه هي الخطوة الثانية .. وتستطيع أن تصفها بأنها نهاية الاستعداد للمعركة .. تأتي بعد ذلك الخطوة الثالثة ، وبها تبدأ المعركة ذاتها ، فكيف سيكون موقفنا ؟ ومرة أخرى لعق الشاب شفته ولم يجب . قال دوكاي : - دعنا نستعرض أسلحتنا ، يا مسدن .. ما نوع الخنجر الذي بيدك ؟ .. - إنه خنجر حاد النصل أعطانيه أحد السجناء . فقال دوكاي وعلى فمه ابتسامة : - اسمح لي أن أقول ، بأنني أتفوق عليك قليلاً ، في موضوع السلاح . فإن خنجري أطول وأمضى .. وأفضل معدناً من خنجرك .. - أصغ إلي يا هذا .. لكن دوكاي مضى في حديثه قال : - هناك ما هو أهم من الأسلحة .. هناك أبطال المعركة أنفسهم ، دعنا نقوم بمقارنة بسيطة . كم عمرك يا مسدن ؟ . - تسعة عشر عاماً . - أنا في الحادية والثلاثين .. هذه نقطة تفوق يسيرة لصالحك .. كم يبلغ وزنك ؟. - مائة وعشرون رطلاً .. - إنني أثقل منك بستين رطلاً .. وهذه نقطة تفوق لصالحي .. والآن لننظر إلى مؤهلاتنا . إنني كنت بطل أمريكا في البيسبول منذ عشر أعوام ، ولعبت ظهيراً في الفريق القومي لكرة القدم . وأجيد لعب التنس والسباحة ، وأهم من ذلك أني أتمرن ساعة كل يوم للاحتفاظ بلياقتي البدنية .. فلم يزد وزني جراماً واحداً منذ غادرت الجامعة .. وذلك أمر له أهميته .. والآن .. ما قيمتك الرياضية يا مسدن ؟ . ففر لون الشاب ، وحاول أن يقول شيئاً .. فلم يسعفه ذهنه . قال دوكاي : - دعني أحللك على ضوء ما أرى يا مسدن .. إنك تعاني من سوء التغذية بصفة مزمنة .. ليس لأنك لم تكن تجد ما تأكله .. وإنما لأنك لم تجد من يسهر على تغذيتك .. وهكذا لم تتح لك فرصة لتناول الطعام المناسب ... هل تعرف أن نحولك غير عادي ؟ أضف إلى ذلك العادات السيئة التي تمارسها .. أكبر الظن أنك تدخن منذ كنت في التاسعة أو العاشرة من عمرك .. ذلك واضح من البقع التي تصبغ أصابعك .. والله وحده يعلم ماذا تدخن الآن ؟ .. لعلك تدخن شيئاً أقوى من التبغ ؟ ثم إنك تشرب من الخمر أضعاف ما أشرب .. أنظر إلي يا مسدن ، ثم أنظر إلى نفسك .. وقل بصراحة أينا أقوى بنية وأصح بدناً . فقطب الشاب ما بين حاجبيه ونظر إلى مضيفه بحدة . قال دوكاي : - إننا لم نتكلم بعد عن أهم عامل في المعركة .. وأعني به الشجاعة ، والرغبة في القتال وركوب الأخطار ..إنك كنت شجاعاً جداً عندما دخلت هذه الغرفة .. كنت شجاعاً لأن بيدك خنجراً .. ولأنك ظننت أنني أعزل .. ولكن ، ما مبلغ شجاعتك الآن ؟ إنها أقل مما كانت منذ بضع دقائق فيما أعتقد .. إنك دخلت هذه الغرفة وأنت تتبختر وتهدد بتمزيقي إرباً .. أما الآن فهناك احتمال كبير في أن تتمزق أنت إرباً .. إن موقفك لا يدعو إلى الارتياح التام كما ترى . - أنت تحاول خديعتي . - أتعتقد ذلك ؟ ما عليك لكي تتحقق إلا أن تحاول النهوض من مقعدك . وعاد دوكاي إلى الحديث ، قال : - ثمة مسألة أخرى لا يجب أن أغفلها .. هي مسألة الحافز .. قد لا تكون أشجع الرجال .. ولكن لديك حافز قوي للقتال .. إنك إذا قتلتني فلن يصيبك ضرر ، وستظفر بنقودي وسيارتي وأي شيء آخر تريده .. أما إذا قتلتك فإنك لن تكون قد خسرت شيئاً أكثر مما كنت ستخسره قبل فرارك من السجن. وهنا لمع في عيني الشاب شيء يشبه الأمل . قال بصور ينم عن الدهاء : - ماذا ستربح من قتالك معي أيها السيد ؟ فأجاب دوكاي : - هذا سؤال وجيه .. إن في مقدوري أن أدعك تأخذ ما تريد .. وبذلك أزيد متاعب البوليس وأرجئ اعتقالك يوماً أو أسبوعاً .. وقد يحدوني الأمل في أنك قد تذهب من هنا في سلام بعد أن تأخذ ما تريد .. دون أن تفعل بي أكثر من أن تشد وثاقي .. ولكني في الواقع لا أستطيع أن أثق بك إلى هذا الحد .. لأنك إنسان سافل شرير تجد لذة في ممارسة العنف وإيذاء الغير .. إنك قد تقنع بأن تركلني بقدمك ، ولكنك من جهة أخرى ، قد مارست القتل . ولا أظنك ستتردد في قتلي إذا سنحت لك الفرصة .. فقطب الشاب حاجبيه ، وارتسم الشر في عينيه . فمضى دوكاي يقول : - أضف إلى ذلك يا مسدن أني لا أحبك كثيراً .. فأنت مخلوق سافل مجرد مخلوق سافل .. يسرني أن ألحق بك أعظم ضرر ممكن ، حتى لو كلفني ذلك حياتي . فتحرك مسدن في مقعده بقلق ولكنه لم يحاول النهوض .. واهتز الخنجر في يده مرة أخرى . قال : - إذن فسنتقاتل بالخناجر أيها السيد ؟ - ذلك ما سيحدث حتماً إذا حاولت النهوض من مقعدك . فأفرغ مسدن محتويات القدح في جوفه وقال : - حسناً .. ابدأ إذاً أيها السيد .. - لم أقل لك أني سأبدأ شيئاً .. أنا قلت لك ماذا أنوي عمله إذا أنت بدأت . وكان الصمت في هذه المرة طويلاً وعميقاً . كان كل من الرجلين يواجه الآخر .. كانت أيديهما على المائدة .. مع فارق واحد .. هو أن مسدن كان ممسكاً بخنجر في يمناه . وانتقلت عينا مسدن ، من وجه دوكاي إلى المكتب .. وإلى الخنجر التركي .. ثم ارتدتا بسرعة . قال : - لماذا لا تعطيني ما أطلب ؟ . بضعة دولارات وبعض الثياب ومفاتيح السيارة ؟ . إن أموالك مؤمّن عليها طبعاً فأنت لن تخسر شيئاً .. لماذا لا تعطيني ما أطلب ؟ . - ذلك لن يكون . فعض الشاب على شفته وقال : - ماذا سيحدث إذن أيها السيد ؟ . هل سنظل جالسين هكذا ؟ . قلت إنني إذا أتيت بحركة فإنك ستقلب الطاولة علي وتختطف الخنجر وتبدأ المعركة .. فنحن بين أمرين .. إما أن نتقاتل .. أو نظل جالسين .. أليس كذلك ؟. في حين أني يجب أن أذهب .. وفجأة .. ومض في ذهنه خاطر ، وهم بالنهوض .. ولكنه عدل عن ذلك على الفور . وصاح : - فهمت .. إنك تنتظر قدوم بعض أصدقائك للعب الورق ، وتحاول أن تستبقيني هنا إلى أن يحضروا . فظل دوكاي على هدوئه . ثم قال : - إنني ألعب لعبة بارعة ، أليس كذلك يا مسدن ؟ . نعم ، إني أتوقع قدومهم في أي لحظة . - لكنك لن تمضي بغير عقاب . - ما زال في استطاعتك أن تختار .. في مقدورك أن تنهض من مقعدك فأقلب الطاولة عليك واختطف خنجري .. وبذلك تتهيأ لك الفرصة لتجرب حظك . فصاح الشاب وهو يرتجف : - لكني لن أستطيع البقاء هنا إلى الأبد . فقال دوكاي : - يوجد حل آخر بطبيعة الحال يا مسدن . فهتف الشاب وقد تألق الأمل في عينيه : - ماذا تعني ؟ فرد دوكاي : - إذا تقاتلنا فإنني سأتعرض أيضاً للخطر .. وأنا لا أحب المخاطر لذاتها .. ولذلك فإنني على استعداد لمساومتك على سلامتي في مقابل هروبك ! . أعني هروبك صفر اليدين ! . - استمر .. إنني مصغ إليك . وتابع دوكاي : - إنني أشعر بالخطر ، طالما هذا الخنجر في يدك .. لأنك قد تنهض فجأة ، فلا أدري هل ستهاجمني أم ستفر ؟ إن نهوضك سيجعل المعركة ، أمراً محتوماً ، مهما تكن حقيقة نواياك .. هل فهمت ما أعني ؟ - أظن أنني فهمت . - إن خنجرك هو مفتاح الموقف .. أنت تريد الفرار ، وأنا لا أريد القتال . وطالما هذا الخنجر في يدك ، فإنك لن تستطيع حراكاً دون أن تقوم بالمعركة ! . الحل الوحيد إذن هو أن تلقي بخنجرك على الطاولة. - ماذا ؟ - نعم ، الحل الوحيد.. هو ألا يحمل أحد منا سلاحاً . - وماذا يكون من أمري ؟ هل نسيت أنك رجل رياضي ؟ قال دوكاي : - إن المائدة بيننا .. وأنت أقرب إلى الباب ، ولن يكون في استطاعتي اللحاق بك . فقال مسدن : - ولكنك قد تتصل بالشرطة تليفونياً . فابتسم دوكاي وقال : - أنت شاب ذكي يا مسدن .. الواقع أني لم أفكر في ذلك .. ولكني على استعداد لأن أعقد معك صفقة أخرى . تليفوني مقابل خنجرك . إن تليفوني هنا على المكتب ، فإذا سمحت لي فإني سأمد يدي وأنتزع التليفون من أسلاكه .. ومتى فعلت ذلك فعليك أنت أن تلقي بخنجرك على المائدة وتطلق ساقيك للريح .. ففكر مسدن في هذه الصفقة .. فكر بسرعة وتركيز .. بينما كانت عيناه تصعدان دوكاي وتقيسان اتساع كتفيه ، ومدى صلابته . وأخيراً قال : - حسناً .. انتزع التليفون أولاً وسأظل محتفظاً بخنجري ، فإذا حولت يدك إلى الخنجر بدلاً من التليفون .. فقاطعه دوكاي قائلاً : - ما عليك إلا أن تتبعني ببصرك . وببطء ، ودون أن يحول عينيه عن غريمه .. مد دوكاي يده اليسرى إلى المكتب ، وأمسك بآلة التليفون وجذبها بقوة .. فانقطعت الأسلاك .. قال : - هل اطمأننت الآن ؟ وألقى بالتليفون على الأرض . وتابع قائلاً : - الآن .. ألق بخنجرك إلى وسط المائدة ، حيث لا يسهل على أحدنا التقاطه . والتقت عيونهما .. كان كل منهما لا يزال يرتاب في الآخر ، ولا يثق فيه ، ومرت لحظة لم يبد أحدهما خلالها حراكاً . وأخيراً قال دوكاي : - هلم يا مسدن .. طالما الخنجر في يدك فلن تستطيع الحراك ، من هذا المقعد . وفي صمت وعلى كره منه ، ألقى مسدن بالخنجر ، إلى وسط الطاولة .. ثم قال : - ابق حيث أنت لأني سأذهب . فقال دوكاي : - يؤسفني ، أني لا أستطيع أن أشد على يدك .. وأتمنى لك حظاً سعيداً . وفي هذه اللحظة .. سمع الرجلان حركة في الخارج .. وتردد مسدن لحظة في تأويل ما سمع .. ثم وثب من مقعده .. وانطلق يعدو نحو الباب . ولم يتحرك دوكاي من مكانه .. ولكنه أمسك بحافة الطاولة ، وصاح بأعلى صوته : - اقبض على هذا الشاب يا سام .. إنه مجرم . وحدثت جلبة خارج الغرفة ، اقترنت بصياح وسباب .. ولم يحاول دوكاي مغادرة مقعده ، وقنع بالإصغاء إلى ما يحدث في الخارج . واستمرت المعركة خارج الغرفة بضع ثوان أخرى .. انتهت بصوت لكمة قوية وسقوط جسم . وحينئذ فقط اعتدل دوكاي في مقعده ، وتنفس الصعداء ، وجفف العرق المتصبب على جبينه . وبعد ساعتين ، عاد الكابتن سام ويليمز إلى شقة دوكاي ليشترك في لعبة البوكر . كان قد أمضى هاتين الساعتين في مركز الشرطة ، حيث أسلم ريك مسدن إلى رجال الأمن . وأدلى بأقواله عن كيفية اعتقاله . نظر الكابتن سام إلى دوكاي وهز رأسه وقال : - لا احسبني سأجرؤ على لعب البوكر معك ، مرة أخرى يا دوكاي .. لم يخطر ببالي قط ، أن لك كل هذه القدرة على الخداع .. قال دوكاي : - هذا إطراء لا أستحقه .. الواقع أنني كنت حسن الحظ فحسب .. قبل أن تذهب زوجتي لزيارة أختها ، رجوتها أن تساعدني على الانتقال من الكرسي المتحرك إلى هذا المقعد أمام الطاولة .. إني أفضل في بعض الأحيان إن أستقبلكم وأنا جالس في مقعدي .. إن ذلك يشعرني بأنني لست كسيحاً تماماً .. ولو قد رآني مسدن جالساً في الكرسي المتحرك ، لما استطعت خداعه لحظة واحدة . فأطرق سام برأسه موافقاً .. ثم أرسل بصره عبر الباب إلى غرفة النوم ، حيث كان الكرسي المتحرك يتألق تحت المصباح الكهربائي . لا ريب أن ريك مسدن لم ير هذا المقعد ، أو لعله رآه ، فلم يفطن إلى علاقته بالرجل الجالس أمام طاولة البوكر أرجو أن يكون الموضوع قد نال إعجابكون أنا واثق أنو يلي قرأ القصة بكون ما ندم أبدا يا جماعة إذا كنت بستحق الشكر + التقييم فلا تنسونا منهما ......... وشكرا جزيلا لكم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع قصة ممتازة (( لاعب البوكر )) لأجاثا كريستي: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مكياج التنكر والمرعب >>لكن<< رعب رعب | ابو جابر20 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 8 | 04-29-2011 08:06 PM |
أروع عشرين رواية لأجاثا كريستي مترجمة agatha christi /من رفعي | الجزائري05 | قسم الأدب العربي و العالمي | 2 | 04-15-2011 09:53 PM |
الجولة الـ 20 من الدوري الأيطالي ( التشكيلة + أفصل لاعب و مدرب و اسوأ لاعب ..الخ ) | GAARA™ | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 1 | 01-19-2011 12:04 AM |
حصريا لعبة البوكر فيس بوك وتاجد | السندبادد | القسم العام | 2 | 12-31-2009 01:57 PM |
متهمة في ايران استوحت جرائمها من أغاثا كريستي | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 05-24-2009 03:01 PM |