عرف الله فعبده بالمزمار
السلام عليكم
كما سبقت الإشارة وبمناسبة الشهر الفضيل أسوق هذه القصص وإن كانت خيالية ففي معانيها توضيح لماهية الدين.
مرّ صوفي عابد كان ـ يريد البحر، فهو من كراماته ركوب البحر فقط على سجادته الوبريةـ على راع قد أعطى ظهره للقطيع بينما استقبل البحر من على صخرة ناتئة على شاطئه ينفث أنغاما شجية تأخذ بالألباب، فاقترب منه متسائلا: السلام عليكم، ما تفعله يا هذا ؟
فاستدار الراعي ناحية الصوت فوجد أمامه شيخا وقورا تنطق ملامحه طهرا وسلام. فأجابه بشيئ من صلابة الرعاة ونباهة الزهاد قائلا: أعبد الله! ـ وكيف ؟ قال الصوفي.
كما ترى يا سيدي فقد أحسست الله في كل جوانبي ولم أدري له وصالا غير ما ترى.
فقال له الشيخ أتريدني أن أعلمك كيفية الصلاة؟ قال : نعم.
أمضى الشيخ في تعليمه وتدريبه أياما حتى إن إطمأن إلى طريقة تأديته للصلاة ودعه على أمل أن يلقاه قريبا.
إمتطى شيخنا متن سجادته وانطلق يشق البحر لوجهته، بينما الراعي فرحا وقف مقيما للصلاة، لم يستطع النطق بحرف واحد وحاول دون جدوى، لعد نسي كل ما تعلمه. فاستدار جهة البحر ليجد الشيخ قد إبتعد عنه كثيرا فبدأ بلا شعور يلوح له بيديه وهو ماشيا فوق البحر حافيا دون أن تغور رجله قيد أنملة وما إن إقترت من الشيخ حتى انبهر الأخير منه وصاح به :عد من حيث أتيت فوالله لأنت أعبد مني. نعم حقا إنما الأعمال بالنيات...
عبد العزيز:1 (7)::1 (7):
|