جمعة النـــــــــــــــــــوام

السلام عليكم

يلتقي المسلمون كل سنة في الحج كمؤتمر عالمي لمن استطاع إليه سبيلا، ونلتقي كذلك على مستوى المدينة مرتين بالسنة في كل عيد ، ويجتمع الحي مرة كل أسبوع في يوم الجمعة، يوم الجمعة هو يوم عيد وفريضة ويوم خطبة ودعاء وأمل في الإستجابة يوم نجتمع على الفائدة والنباهة ويوم فيه يتزود الناس ويتعلمون ويتفقهون.

فالخطبة وما أدراك ما الخطبة من تغيب عنها ثلاثا فقد طُبع على قلبه النفاق، ومن لغى فيها فلا جمعة له، حيث لا بيع ولا شراء ولا عقود. يقول الحق جل جلاله في محكم آياته من سورة الجمعة :

{ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع* ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون }

لحظة مقدسة بكل ما تحمل كلمة قداسة من معنى، أوجبت الإنصات والتدبر والرهبة والهيبة للحظاتها. كل لحظة فيها حرمة استوجبت أن يكون الواقف في مقامها متحدثا بلسانها خطيبا عنها دلالة لها وعليها في الآن ذاته. خطيبا يعيش صيحات المسلمين يُحْيي بخطبته نفوسا تعيش الحاضر بأمراض المستقبل وأجسادا حاضرة بأمراض الماضي وعقولا جامدة بأمراض الحاضر.

خطباء اليوم ( المغرب نموذجا وليس لي يقين بالباقين ) يقرؤون الورقة على مسامع المسلمين فلا ترى لها وقعا ولا ركزا. مع أن هناك المنصتون والمتأففون، المستعجلون والنائمون... فإذا كان الحديث النبوي شديدا على كل الذين يحضرونها ، يدل على قوته وتشديده في من لغى أو تكلم حتى وإن كان يقول لصاحبه أنصت مبتغيا أمره بالمعروف فقد دخل في حكم من لا جمعة له،وهنا نتساءل افتراضا إذا ما كان الخطيب هو الوحيد الدي يحق له فكيف يتوجب علبه قوله وخطبته.

فالخطبة بالنسبة لكافة المسلمين بمثابة المدرسة والجامعة والمنبر الذي يحاكي وقائع العالم وأحداث الساحة ونوازل الناس المتعددة ليربطها بالشريعة التي سمحت للخطيب أن يتحدث بها وباسمها. ومعناه أن يكون الخطيب مستنهضا للنفوس قوي اللغة والفصاحة غير حبيسٍ لوريقاته، عكس تلك الخطبة التي لا تكاد أن تتجاوز المنبر الذي يقف الخطيب عليه. بسبب تلك الأفكار الجامدة التي استنفدت أغراضها، وهي تخرج من فمه لا من قلبه محفوظة ومستذْكَرة، وبالتالي لن تصل لا لقلوب الناس و لا لعقولهم وقد تجعلهم في النوم يغطون.

أكثر القصص عجبا وأغرب الخطب في التاريخ أنهم دخلوا على أحد الصُّلاح وهو يخطب في مسجد خالٍ، فلما سئل فيما كنت تخطب؟ قال في الجن. والأكثر من هذا غرابة يروى أن عقبة بن نافع أحد كبار التابعين الفاتحين أنه خطب في افريقيا (تونس حاليا) خطبته على الحيات والثعابين والعقارب وهوام الأرض في أعجب خطبة يلقيها على الحيوانات كي تخرج من تونس لكي يبني مدينته عليها، مع أغرب استجابة لها وهي تخرج من جحورها.

وهذه الواقعة قد ذكرها الناس والمؤرخون في كتب التاريخ. أي أن الخطيب الذي لا يحمل همة الدعوة والإسلام والغيرة على حال المسلمين يفترض به أن يتقاعد عن أدائها ويتركها لمن هو أجذر منه. وأجمل ما قد حكي في هذا الصدد أن الحسن البصري رضي الله عنه سمع خطبة من متملقِ يتملق فيها للسلطان يمجده ويعظمه، وخطبته كلها لا تتكلم إلا عن مدحه، فوقف في المسجد فقال: ألْغُوا فإن الإمام يَلغُو.

فالنوام الجدد حسبما عنونت مقالي هم نتيجة حتمية لمسكنات المنومون الجدد والمتملقون المبتعدون عن هموم الأمة وما يحاك لها والأدهى أن أكثر الأحاديث فيها تغرق في المبالغة التي تتعارض وكتاب الله وحتى لا أطيل ويصبح الكلام لغوا لا سمح الله أعرض لكم أمثولة على النسق الدي أتوجس منه خيفة

كان أحدهم وهو يتحدث عن الغيبة.. وهو في حماسته الزائدة قال حديثا أغرب من المستحيل لا أذكره لكن معناه كالتالي: ( ما من مؤمن إغتبَّ أخاه المؤمن فكأنما وقع أمه ) حسبي الله ونعم الوكيل منها مقارنة

فإذا كان الحق سبحانه وتعالى يضع لنا لحم الأخ ميتا تشبيها لا توافقا في حق الإغتياب فكيف تصبح المقارنة وقْع الأم حتى وهو يروم الترهيب

قال تعالى: { .. ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم }

فالمقارنة هنا تشبيه لا ترهيبَ فيه مقرون بالتوبة من الرحيم فكأنما يأكل لحم أخيه وهو ميت لأن الحي في زماننا يمكن أكله هدا غيض من فيض لم أجد له سند وحتى إن وُجد فلن أصدقه لأن نفس المثل قيل في العادة السرية رغم أنها تظهر عند الجميع قبل بلوغ الحُلُم

نفعني الله وإياكم بالذكر الحكيم ووقانا شر الخطباء المتملقين

على أني أعدكم بالمتابعة والحوار لكل من أراد توضيحا أو استفسارا

وتقبلوا تحيات: عبد العزيز

ونعم بالله

السلام عليكم

شكرا على الزيارة والإنارة ولا حرمنا منك يوما إغارة

دمت بود

عبد العزيز

ألف ألف ألف شكر أخي ووالدي الغالي .
لا نقول إلا إلى الله المشتكي .
نعم دائما أتذكر قوال الشيخ على القرني حفظة الله :
إن الأمة لا تفتقد العقلاء فحسب بل تفتقد أنصاف العقلا .
أمة أضحت في سبات عميق لا ادري متى تستفيق .
وليت شعري ماذا إلا يوم ضيعت الأمانة .
فالعجب أن تجد الكّتاب لا أعمم إلا من رحم الرب يتهافتون
كالكلاب جرياً وراء إخراج المرأة لينشوها نهش كلبٍ بات اليالي ضاميا .
ثم يرون ويرون كم الأمة تحتاج لتذكر حتى تستفيق ، ولا لا لا للعمل .
بل تستمصغ أفواههم النتنة أن ماهذا من النصح بل هو فضح والنصح لا يكون إلا سراً .
أما جهارهم يالقوابح فهو نور ضياء العلن تحت الحجة الساقطة :
ليشهد العالم أنا متقدموووووووووووووووووون .
نعم قد يكون التقدم التام للسقوط في الهاوية .
اللهم أعف عنا وأغفر لنا ولا تؤخذنا بجريرتنا وفعل السفهاء منا ،
اللهم أنت الواعد ووعدك حق أن بعد العسر يسرا ومع كل عسر يسرين ،
إنا نشهد بك على اليقن صدقا وقلوبنا طوع الشوق مع الأمل .
فبك الملاذ ، وإليك مرد العباد ، وأنت الحكم الحق الهادي للرشاد .
تحياتي :
مداد الكاتب الصغير .

السلام عليكم

أشكرك أخي الكاتب الكبير وما ذلك على الله بعزيز على المداخلة الطيبة وأحييك على نخوة العروبة والإسلام التي تتحلى بها روحك الطيبة

لك أسمى تحياتي

عبد العزيز

موضوع غاية في الروعة

اهنئك على ابداعك المميز

تم التقييم ولك مني احلى تحية

السلام عليكم

شكرا على المداخلة والإهتمام الخاص والمرفق بالتقييم مع التنويه

مع أسمى التحيات وبالتوفيق إن شاء الله تعالى

عبد العزيز