سماحة الشيخ أحمد الخليلي(دور المعلم في التربية)

أحبابي الكرام أنقل لكم محاضرة قيمة جدا لنا معاشر المربين ومن تحملنا رسالة التعليم،وقد ألقى هذه المحاضرة ،بدر الدين سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي-حفظه الله-ونفع الله به الأمة ...



الخليلي:مهمة المعلم غرس القيم الروحية في أدمغة الطالب قبل حشوها بالمعلومات

ألقى سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليل المفتي العام للسلطنة بجامع الإمام الجيطالي مساء أمس الأول محاضرة قيمة تحدث فيها سماحته عن (دور المعلم في التربية الواقع والتحديات- اكد سماحته فيها على أهمية التربية وأنه يجب علينا أن نعيها تمام الوعي فهي الرسالة التي يتحملها المعلم في هذه الحياة وندرك أولا قيمتها من خلال معرفتنا بأول من علم وهو الله سبحانه وتعالى الذي علم عباده بما ألهمهم من الخير ومن منافع الدنيا والدين وبإرساله رسله وبما أقام لهم من دلائل الهداية في خلقهم بأنفسهم وفي خلق الكون.

وبين أن كل رسول من رسل الله سبحانه وتعالى جاء معلما لهذه البشرية ومبصرا لها من العمى وهاديا لها من الضلالة وان كل الرسل جاؤوا لدعوة الناس الى إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة و يعبدوه كما يجب عليهم .

وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث معلما فحسب وإنما بعث مزكيا.

وأوضح ان العلم بدون أن يتحلى صاحبه بالأخلاق الفاضلة والإخلاص في العبادة لله لا يفيده شيئا.

وأشار الى أن الله سبحانه وتعالى فطر عباده على نعمه التي أسبغها عليهم ظاهرة وباطنة فوجودهم هو نفسه نعمة عظيمة. وبين أن كلمة الربوبية مشتقة من التربية فإن الرب هوالمصلح وهوالصانع القائم بشأن المربوب.

وقال: العلوم التي في ظاهرها علوم دنيوية تحتاج الى تربية وأن كل علم من العلوم يكشف جوانب متعددة لا يمكن للإنسان أن يستوفي دراستها حتى ولو تظافرت جهود العلماء جيلا بعد جيل.

وأكد أن الإنسان هو صنع الله ولا يمكن أن يصلح هذا الانسان الا الله سبحانه وتعالى الذي فطر السموات والارض .

ووقال: لقد دعانا الله سبحانه وتعالى إلى التأمل في خلقنا وفي جميع مخلوقاته وإلى التفكر في ملكوته والخروج من هذا المحيط الأرضي إلى التفكر في ملكوت السموات والأرض و في جريان الكون وفق نواميس معينة وطبيعة لا تختلف.

وأشار الى أن الإنسان دائما يشعر من نفسه بالعجز بإن كلما اكتشف شيئا وجد أمامه بحرا لا ساحل له لا يمكن له أن يتصور حقيقة أبعاده وما ينطوي عليه .

وقال: على من يعلم في أي تخصص من التخصصات عليه أن لا يقوم بمجرد التعليم إلقاء نظريات علمية من غير أن تكون هنالك تربية نفسية لهذا الإنسان وتربية روحية تبصره من العمى وتهديه من الضلالة وترده الى الله سبحانه وتعالى ردا جميلا مؤكدا على أن هذا ما يحتاج اليه كل إنسان وما يجب أن يقوم به كل معلم لأن المعلم رسالته رسالة عظيم.

واوضح أن العلوم على اختلاف أنواعها عندما تؤطر في الاطار الصحيح وتوضع وفق مناهج سليمة فإنها تغرس العقيدة في النفس البشرية تغرس الإيمان بالله وتقوي صلة الإنسان به سبحانه وتعالى وتعرفه أيضا بفضله عليه.

قال: إن الإنسان عاجز لا يستطيع أن يرد عن نفسه ضررا ولا يستطيع ان يحقق لنفسه منفعة فهذه الأمور يجب ان يقوم ببيانها المربون المعلمون الذين يعلمون أي مادة من المواد يجب ألا تكون هذه المواد جافة تقدم إلى الطلبة من غير أن تكون بها نداوة روحانية وأنوار من هداية الله سبحانه وتعالى لعباده.

وقال كل نظرية تؤدي الى بعد الإنسان عن الله سبحانه وتعالى يجب أن تلغى .

ويجب أن تكون التربية قائمة على أسس سليمة مستمدة من كتاب الله سبحانه وتعالى وعلينا أن تكون لنا مناهج خاصة وأن نتمسك بالكتاب العزيز الذي يصفه الله سبحانه وتعالى بأنه لم يفرط فيه من شيء.
وقال: لننظر على سبل المثال آيات من سورة الإسراء فيها ما يعالج مشكلات فكرية وعقدية واجتماعية وأخلاقية .

منقول

ينقل الى الارشيف